تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
قطع لسان وايد كل من يشكك في تنازل مصر عن قطرة واحدة من مياهها أو تفريطها في ذرة واحدة من ترابها ، لعل هذه كانت الرسالة المشتعلى التي حرص وزير الخارجية المصري سامح شكري على توصيلها ليس لأثيوبيا وحدها بل ولكل من يقف خلفها ويخطط لها ويعدها بالنعيم وهي ستدخل بقدميها إلى الحجيم .
هل لاحظ أحدكم كيف حرص "شكري" على بدء كلمته بالبسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) ، وأنا بالمناسبة لست من ضعاف العقول الذين يفرقون في الوطنية بين مسلم ومسيحي أو ممن يقصرون منزلة الشهداء على أصحاب دين دون آخر ، فالله للجميع وليس حكرا على أحد ، ولكن أدهشتني الدلالة الرائعة وذكرتني بأيم مصر المجيدة حين كان يصلي المسبم في الكنيسة والمسيحي في المسجد .
كلمة وزير الخارجية المصري حملت الكثير من الدلالات التي تشير لتعنت الجانب الإثيوبي ، معقبا : " الكلمة كانت كافية في إرسال رسالة مصر لمجلس الأمن" .
ووجه سامح شكري التحية إلى الاتحاد الأوروبي الذي أرسل بيان إدانة صريح تجاه أثيوبيا لاقدامها على الملء الثاني لخزان سد النهضة ، قبل موعد انطلاق جلسة مجلس الأمن بساعة واحدة ، وبيان الوزير الإثيوبي الذي يفيد ببدء الملء الثاني ، هو دليل قاطع على التعنت .
صحيح أن الموقف صعب بل ومؤلم وجميع الخيارات لها تبعاتها ولها ثمنها الباهظ ، لكنني مغرق في التفاؤل والاستبشار بأننا ما دامت لا زالت فينا هذه الروح المصرية الخالصة فإننا لن نضيع أبداً ..