الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

جورج طرابيشي في معرض الكتاب

جورج طرابيشي
جورج طرابيشي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعرض جناح دار الساقى اللبنانية مؤلفات المفكر السورى الراحل جورج طرابيشي، خلال مشاركتها بفعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الحالية الـ٥٢ المقامة بمركز المعارض بالتجمع الخامس، والمقرر أن يختتم دورته في منتصف يوليو الجاري.
ضم الجناح عددًا من المؤلفات؛ منها: نظرية العقل، من النهضة إلى الردة، هرطقات٢، إشكاليات العقل العربي، العقل المستقيل في الإسلام.
في كتابه "هرطقات"، المكون من عدد من المقالات، يتحدث طرابيشى عن الأوضاع الثقافية العربية، منها "مشكلة الديمقراطية" فيتساءل: هل الديمقراطية هى المفتاح السحرى الذى نفتح به جميع الأبواب المغلقة، أم أن الديمقراطية هى التاج الذى يتوج التطور العضوى للمجتمع المعني، فتنهض قياسا على مستوى تطوره؟، وبعبارة أخرى: هل الديمقراطية شرط مسبق أم هى نتيجة وحصيلة لتطور مجتمع بعينه؟.
وعن "العلمانية والإسلام"؛ يسأل "طرابيشي" مجددًا: هل يمكن البحث عن بذور العلمانية في الإسلام، خاصةً بعدما باتت بمثابة الكلمة الرجيمة، في الخطاب العربى المعاصر؟ مستعرضا رأى بعض المتطرفين من الإسلاميين؛ أمثال: القرضاوى الإرهابى الذى طالب بتطبيق حد الردة على معتنقى أفكار العلمانية.
كما يضم عددًا من الأفكار؛ مثل: تواجد الفلسفة العربية المعاصرة والحديثة، الإضراب عن التفكير، التوفيق عند محمد جابر الأنصاري، إشكالية التراث والحداثة في الثقافة العربية، أساطير سياسية عربية، المثقف وسقوط الماركسية، قراءة عن الدين في رواية "رحلة ابن فطومة" للروائى نجيب محفوظ.
وقضى "طرابيشي"، قرابة ربع القرن في التعامل مع أطروحات المفكر المغربى محمد عابد الجابري، المتعلقة بإشكاليات العقل العربى والإسلامي، حيث أصدر موسوعة كبيرة للرد على مشروع الجابرى المعروف بـ"نقد العقل العربي".
ورغم أهمية ما كتب "طرابيشي"، في مشروعه "نقد نقد العقل العربي"، فإن بعض التحامل من ناحيته، جعل "الجابري" يعرض عن قراءة ما كُتِب، ووفق حديث الأخير في لقاء تليفزيونى قال: إنه لم يقرأ إلا بعض سطور من مقدمة طرابيشي، حتى وصل لعبارة لا بد أن نُنزل الجابرى عن عرشه. فشعر الجابرى أنه يقرأ كلامًا وصفه بـ"غير المسئول".
ناقش "طرابيشي"، خلال مشروعه أسباب أفول العقلية العربية، هل هى أسباب تعود لعوامل خارجية من فعل "الآخر"، كما يذهب الجابري، وفق رأى طرابيشي، أم هى أسباب تعود لعوامل داخلية من فعل الذات لا "الغير" كما يرجح هو. وطالب "طرابيشي"، بثورة علمية من داخل التراث وليست عليه، ثورة تسعى لإعادة تفسيره، وفى زماننا المعاصر؛ حيث يبدو العالم العربى والإسلامى بشكل أعم مهددا بالارتداد نحو قرون وسطى جديدة، فإن ثورة كوبرنيكية على صعيد العقل، وعلى صعيد عالم العقل الذى هو التراث والتأويل الموروث للتراث.
ووجه سهم الإدانة لمنطق المعجزة، لأن أدبيات المعجزة ومنطقها، أسهم في إذاعة الوهم في الثقافة العربية والإسلامية الموروثة، بإمكانية سيطرة سحرية على الطبيعة والكون والتحكم في قواهما، من دون حاجة إلى معرفة قوانينهما؛ مطالبًا بـ"ثورة ذاتية ينتفض فيها العقل، كما تكوَّن في التراث على نفسه؛ ليعيد تأسيس ذاته، في عقل مكوِّن جديد، يستطيع معه وبه أن يكتسب رهان الحداثة".