تحتفي الهيئة العامة لقصور الثقافة، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بذكرى ميلاد الفنان التشكيلي أحمد عثمان، الذي ولد في 8 يوليو من العام 1907، في قرية "عنيبة" النوبية، أقصى جنوب مصر بمحافظة أسوان.
ووفق تدوينة للهيئة فإن "عثمان" نشأ وتلقى تعليمه بالقاهرة حيث تخرج في مدرسة الفنون والزخارف المصرية عام 1926 بدرجة امتياز، ثم أوفد في بعثة دراسية إلى إيطاليا وعاد عام 1933 حاصلا على الدكتوراة في فن النحت من أكاديمية الفنون الجميلة بروما.
يُعد أحد ألمع النحاتين المصريين بين أبناء جيله، وهو صاحب ابتكار فكرة نقل معبدي أبو سمبل بطريقة النشر والقطع إلى أجزاء ثم إعادة تركيبها بنفس هيئتها بأعلى هضبة الجبل.
شغل الفنان أحمد عثمان العديد من الوظائف وذلك إلى جانب إنتاجه الفني وأعماله الإبداعية المتميزة، حيث التحق ببعثة متحف بنسلفانيا الأمريكية مسجلا للحفريات الآثرية المكتشفة في فلسطين، كما اشتغل بالتدريس في المعهد العالي للفنون التطبيقية، ثم انتقل إلى كلية الفنون الجميلة بالزمالك وتولى رئاسة قسم النحت بها على مدى عشرين عاما، أيضا تولى رئاسة قسم النحت بليمان طرة لتعليم النزلاء فن النحت في الأحجار مما كان له بالغ الأثر في تهذيب نفوسهم، واشترك مع زملائه في إنشاء جمعية فنية مصرية تحت اسم رابطة الفنانين المصريين.
وكان "عثمان" أول عميد لكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1957منذ إنشائها، وشارك في صوغ رسالتها بحيث تجمع بين الدراسات الفنية الخالصة والتعليم الحرفي المهني. وبعد إحالته للتقاعد عام 1968عين أول عميد لمعهد ليوناردو دافنشي في القاهرة.
أسندت إليه الدولة تنفيذ العديد من المنحوتات على بعض المنشآت العامة، وكانت من نتائجه مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية تتسم بطابع خاص مميز حاز الكثير من الإعجاب والتقدير في جميع الأوساط الفنية في الخارج والداخل حيث تميزت أعمال الفنان الراحل بطابع خاص وتعبير دقيق مع الواقعية ودون تكلف.
ومن أبرز أعماله: نحت بارز يمثل الجيش المصري على قاعدة تمثال إبراهيم باشا بميدان الأوبرا- نحت بارز على حوائط محطة مترو سراي القبة- تمثال يعبر عن العلم والصحة والرفاهية المقام في قرية سرس الليان- النصب التذكاري بميدان الجمهورية الذي تطل عليه محطة السكة الحديد بالإسكندرية- نحت بارز بالمدخل الرئيس لحديقة الحيوان بالقاهرة، بالاشتراك مع الفنان منصور فرج- تمثال العالم الأثري محمد زكريا غنيم المقام بفناء المتحف المصري بالقاهرة - واجهة مبنى معهد الكونسرفتوار- نسر برونزي ضخم ببرج القاهرة.. وغيرها العديد من الأعمال الفنية، وميداليات وأنواط ودروع مختلفة.
شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية، المحلية والدولية، وحصل أحمد عثمان على العديد من الجوائز ومنها: حصوله على الجائزة الأولى لفن النحت ببينالي الإسكندرية عن تمثال أحمد شوقي، كما حصل على ميدالية ذهبية ووسام من محافظة الإسكندرية عند إحالته إلى التقاعد، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1968.
وفي 13 نوفمبر عام 1970 رحل الفنان القدير أحمد عثمان أحد رواد وعمالقة النحت في تاريخ الفن المصري الحديث، تاركا منحوتات ذات قيمة فنية عالية، ودورا لا يُغفل في إثراء الحركة الفنية المعاصرة.