قال طارق فايد، رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة وعضو مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر، إن التطور الرقمي يُعد من أهم ركائز مستقبل القطاع المالي والمصرفي، حيث يتجه العملاء بشكل متزايد نحو تنفيذ معاملاتهم المصرفية من خلال التطبيقات الإلكترونية والحلول الذكية، وفي هذا الإطار، يتمتع كل من الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) والتكنولوجيا المالية (Financial Technology or Fintech) بقدرة حقيقية على تغيير هيكل الخدمات المالية التقليدية، ولهذا فأن معظم المؤسسات المالية تسعى إلى الاستثمار في تطبيقات وأدوات التكنولوجيا المالية الحديثة والذكاء الاصطناعي المالي، لما له من فوائد جمة من ضمنها تخفيض التكلفة التشغيلية، وتحسين أداء المؤسسات المالية وربحيتها.
وأشار فايد، إن معظم المصارف العربية قامت خلال الفترات الماضية ببناء احتياطيات رأس مال وسيولة أعلى بكثير من متطلبات "بازل"، الأمر الذي سيساعدها على مواجهة ضغوط السيولة وتراجع الإيرادات الناجم عن عدم تحصيل استحقاقات القروض، وجاء الاحتفاظ بهذه الاحتياطات استنادًا إلى طلب الجهات الرقابية والتنظيمية العربية التي استهدفت بناء نظام مصرفي عربي أكثر صلابة يستند إلى احتياطيات وقائية أعلى من الحد الأدنى الإلزامي المطلوب، بحيث يمكن السحب منه خلال الأوضاع المتأزمة.
وأكد إن الاقتصاد المصري استطاع تخطي أزمة تداعيات جائحة كورونا، وذلك بسبب برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تم في عام 2016، والذي أدى إلى دفعة قوية إلى الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى حزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية والبنك المركزي، ويأتي على رأسها علاج الاختلالات الهيكلية في المالية العامة، وتقوية شبكات الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى القرار التاريخي الذي اتخذه البنك المركزي في عام 2016 بتحرير سعر الصرف، والتحول إلى سعر صرف مرن خاضع إلى آليات العرض والطلب.
وأضاف أن أزمة كورونا أدت إلى خروج كبير لاستثمارات الأجانب من الأسواق الناشئة، ومن ضمنها مصر، ولكن سرعان ما عادت الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين داخل مصر، والتي وصلت إلى 29 مليار جنيه في الوقت الحالي.
جاء ذلك خلال كلمته بمنتدى "رؤساء إدارات المخاطر في المصارف العربية 2021 (بدورته الثالثة)" المنعقد اليوم بالغردقة في الفترة ما بين 8-10 يوليو الجاري، والذى تنظمه اتحاد المصارف العربية تحت رعاية محافظ البنك المركزى المصرى بمشاركة أكثر من 250 من قيادات ورؤساء إدارات المخاطر في البنوك العربية.