لا تزال إيران تقدم قدما وتؤخر أخرى في سبيل إحياء الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عرقلت طهران إمكانية التوصل لاتفاق من خلال الجولة السابعة التي كانت من المفترض أن تتم خلال الأسبوع الجاري، لكن إعلان إيران إنتاجها يورانيوم مخصب بنسبة 20% واستخدامه كوقود لمفاعل طهران النووي تسبب في الكثير من العراقيل.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران أبلغتها أنها بدأت بالفعل إنتاج معدن اليورانيوم المخصب، في خطوة يمكن أن تساعدها في تطوير سلاح نووي، وهو ما أثار سخط كبير لدى دول الترويكا الأوروبية وهم بريطانيا وألمانيا وفرنسا، كما أثارت خطوات إيران، التي أعلنتها الوكالة والتي قالت طهران إنها تستهدف إنتاج الوقود لمفاعل أبحاث، انتقادات من جانب الولايات المتحدة التي وصفتها بأنها "خطوة مؤسفة إلى الوراء".
ومن شأن ذلك القرار الإيراني أن يعقد المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران والتي تهدف إلى إعادة البلدين للامتثال لبنود الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث أعلنت إيران في الوقت ذاته أنها ستعمل على إنتاج وقود السيليسيد النووي، وهو مرحلة متقدمة في طريق إنتاج السلاح النووي.
وذكرت وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في بيان: "أبلغت إيران الوكالة اليوم بأن أوكسيد اليورانيوم المخصب حتى 20 % من اليورانيوم-235 سيُنقل إلى مختبر الأبحاث والتطوير في محطة الوقود بأصفهان، حيث سيُحول إلى رابع فلوريد اليورانيوم ثم إلى معدن اليورانيوم المخصب حتى 20 % من اليورانيوم-235، قبل استخدامه في تصنيع الوقود".
وذكر تقرير سري للوكالة أن الوكالة أكدت أن إيران اتخذت الخطوة الثانية من الخطوات الأربع التي حددتها من قبل، مما يوضح أنها بدأت عملية التخصيب.
من جانبها أعلنت دول الترويكا الأوروبية أن تلك الإجراءات الإيرانية تنتهك بنود الاتفاق النووي المعروف رسميا بخطة العمل الشاملة المشتركة، حيث أكدت في بيان أن إيران ليست في حاجة مدنية لإنتاج معدن اليورانيوم وهي خطوة رئيسية على طريق تطوير سلاح نووي، وحثت الدول الثلاث إيران على العودة إلى المحادثات التي بدأت في أبريل وتأجلت يوم 20 يونيو، من دون تحديد موعد لاستئنافها.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد حثت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، إن واشنطن لم تحدد موعدا نهائيا للمحادثات، لكنه استدرك قائلا إنه "مع مرور الوقت فإن التقدم النووي الإيراني سيكون له تأثير على موقفنا من العودة إلى الاتفاق النووي".
وفي الوقت ذاته أعلن مندوب إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب أبادي إن خطة منظمة الطاقة الذرية الايرانية لإنتاج صفحة وقود السيليسيد لاستخدامه في مفاعل طهران أُبلغت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل تسعة أيام.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران بدأت عملية إنتاج وقود معدني من اليورانيوم المخصب، الأمر الذي أثار حفيظة المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين.