في مثل هذا اليوم 8 يوليو من عام 951م تأسست مدينة باريس الحديثة والتي أصبحت عاصمة للدولة الفرنسية منذ ذلك التاريخ وحتى الآن وفي الأزمان القديمة كانت تعيش قبيلة كلتية عرفت باسم الپاريسي فيما يعرف بباريس اليوم وكانت تعيش في جزيرة في نهر السين وهي جزيرة تعرف اليوم باسم إيل دو لا سيتى (جزيرة المدينة).
وفي عام 52 ق.م قامت القوات الرومانية ببناء مستعمرة في تلك المنطقة سموها لوتيتيا وسرعان ما امتدت المدينة على جانبي النهر وفي عام 300 عرفت باسم باريس وفي عام 507 جعل كلوفيس وأول حاكم لمملكة الفرانك (الفرنجة) الكبرى "باريس عاصمة المملكة".
وفي عام 987 أصبح هيو كابي كونت باريس ودوق المنطقة المحيطة بها ملكًا لفرنسا، ثم تعاظمت أهمية العاصمة وتزايد سكانها بتزايد قوة ملوكها وأثناء حكم فيليب الثاني من 1180 إلى 1223 م تحولت باريس إلى مركز للثقافة والحكم والعلوم وتقوم باريس اليوم في موقع مدينة لوتيسية الكلتية الرومانية.
وكان للهجرة والعوامل الدينية أثر بالغ الأهمية في نمو المدينة واتساعها، فقامت على محيط المعابد والكنائس المهمة قرى كبيرة (مثل سان جرمان دوبري وسانت جنفييف وسان فيكتور وسان مارسل وسان جرمان الأوكسيري)، ولم تلبث أن اندمجت بالمدينة التي ظلت تتسع باطراد.
ولما قام شارل الخامس نحو عام 1364 بتوسيع سور الضفة اليمنى ذي الأبواب الستة الشهيرة، ازدادت مساحة المدينة إلى 438 هكتارًا، وغدت باريس، كبرى المدن الفرنسية وتقع باريس على نهر السين، يرجع اسم باريس إلى قبيلة كلتية كانت أول من سكن المنطقة وتدعي باريسي.
كما تعرف باريس باسم "مدينة النور" وذلك لأنها في عام 1828 كانت أول مدينة في أوروبا تضاء طرقاتها بمصابيح تعمل بالكيروسين وتعد باريس رابع أهم ميناء فرنسي، وتتميز باريس بروحها الثورية المتحررة وشهدت فترات من الازدهار والتدهور وبإعلان هيو كابت كونت باريس ملكا على فرنسا في مايو 987.
وأصبحت باريس العاصمة القومية للجمهورية الفرنسية وازدهرت كمركز تجاري وثقافي وسياحي ظلت باريس منطقة فائقة الأهمية لما يزيد عن ألفي عام، ومع مطلع القرن الثاني عشر، أصبحت باريس مركزًا أوروبيًا للعلم والفنون وأكبر مدن العالم الغربي حتى أوائل القرن الثامن عشر.
وكانت باريس مسرحًا للعديد من الأحداث السياسية المهمة على مر التاريخ، مثل الثورة الفرنسية، أما في الوقت الحاضر تعتبر واحدة من أكبر المراكز الاقتصادية والثقافية ذات الثأثير الهام في السياسة والعلوم والترفيه والإعلام والأزياء والفنون مما جعلها واحدة من مدن العالم الرئيسية وواحدة من الوجهات السياحية الرائدة في العالم كما أنها مقر لمعظم الشركات الفرنسية.
وتمتلك باريس مجموعة متنوعة من المتاحف والمسارح والمعالم الأثرية التي بنيت على مر القرون، مثل برج إيفل وقوس النصر ومتحف اللوفر وقصر فيرساي وباريس هي إحدى أكبر مراكز الفن في العالم، باحتوائها على عدد كبير من المتاحف التي تضم لوحات لأبرز الفنانين العالميين.
وبباريس مطارين دوليين رئيسيين هما مطار شارل ديغول الدولي ومطار باريس أورلي، بالإضافة إلى أنها تشتهر بنفق المانش الذي يربط فرنسا بإنجلترا.