السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

كيف اصطادت إيران في ماء أفغانستان العكر؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية سحب كامل قواتها المتمركزة في أفغانستان على مراجل تدريجية، وجدت حركة طالبان الفرصة سانحة لإعادة التموضع مرة أخرى في الكثير من المدن والقرى الأفغانية، بعد أن تركت واشنطن فراغًا يمكن للحركة أن تملؤه بكل سهولة، نظرًا لعدة أمور أبرزها تسلح الحركة الكبير، فضلًا عن تحالفها مع إيران، وإمداد الحرس الثوري الإيراني للحركة بالدعم اللوجيستي المطلوب.

وكان أبرز دلالات ذلك ان استضافت إيران 4 وفود أفغانية حكومية وأخرى من حركة طالبان، الأربعاء، تزامنا مع اجتياح الحركة مناطق جديدة مع قرب انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، اعتمادًا على ما تملكه إيران من علاقات جيدة تعود لسنوات ممتدة مع الحكومة وطالبان، التي استضافت بعض قادتها.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن المدير العام لدائرة شئون غرب آسيا بوزارة الخارجية الإيرانية رسول موسوي، إن "طهران تستضيف أربعة وفود أفغانية في نفس الوقت:
1- وفد اللجنة الثقافية بالبرلمان الأفغاني
2- وفد رفيع المستوى من طالبان
3- وفد سياسي رفيع المستوى
4- وفد آخر لمتابعة شئون الرعايا الأفغان في إيران".

وأضافت الوكالة أن "استئناف انعدام الأمن والحرب الأهلية في أفغانستان أثار مخاوف دول المنطقة، وخاصة إيران، وتعمل طهران على تهيئة الظروف اللازمة لمحادثات السلام بين الأطراف المعنية"، وذلك طبقًا للبيان الإيراني، إلا أن الأمور على الطبيعة تسير في منحنى أخر، حيث إن مساعي المتشددين في إيران تأتي استكمالا لمخططات نظام طهران في التودد للحركة المتشددة، مع التطورات التي تشهدها أفغانستان حاليا من رحيل القوات الأمريكية والأجنبية، وزيادة نفوذ الحركة.

وقد أظهرت تصريحات المسؤولين الأيرانيين وعلى رأسهم فدا حسين مالكي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان والسفير الإيراني السابق لدى أفغانستان، تلك الميول الإيرانية لتأسيس تحالف إيراني طالباني، وكذلك الدفاع عن زيارة وفد طالبان لطهران مؤخرا، قائلا إن "سياسات طالبان الحالية تغيرت عن الماضي، والشعب الأفغاني لم يعد شعب الماضي".

كذلك أظهرت دعوات الكثير من المحسوبين على التيار المتشدد ميل إيران للتحالف مع طالبان لتحقيق الكثير من المصالح، حيث كتب عبدالله غنجي، رئيس تحرير صحيفة "جوان" المحسوبة على التيار المحافظ، والتابعة للحرس الثوري: "على عكس داعش والقاعدة، فإن طالبان مفاوضون، وهذا يدل على أنهم يؤمنون بالسعي للسلطة في جغرافية أفغانستان ".

وأضاف: "إذا كان الاتصال بهم يؤدي إلى هزيمة داعش، ويضمن سلامة الشيعة، ويحرم الأمريكيين من النوم الجيد ليلًا، فإن التواصل ضروري، وعلى الحكومة أن تترك ذلك مفتوحًا".

من جانبه، وصف أحمد نادري، عضو البرلمان عن التيار المتشدد، طالبان مؤخرًا بأنها حركة حقيقية، وغرد في حسابه الرسمي على "تويتر": "طالبان هي إحدى الحركات الحقيقية في المنطقة ذات الخلفية البشتونية".