خلال السنوات السبع الماضية عرفت مصر دبلوماسية من نوع خاص تختلف عن الدبلوماسية العادية المتمثلة فى وزارة الخارجية بقيادة الوزير وسفرائها وقناصلها وبعثاتها بالخارج، إنها دبلوماسية الرئيس، حيث استخدم الرئيس عبدالفتاح السيسى علاقاته وحضوره الدولى والكاريزما التى يتمتع بها فى حمل القضايا المصرية وتعريف المجتمع الدولى بها ونجح فى الخروج بمصر من مرحلة الجمود لمرحلة الريادة إقليميا وعالميا، ولم يكتف بالملف المصرى فقط وإنما حمل هموم وطموحات القارة الأفريقية والمنطقة العربية إلى المجتمع الدولي.
ونحن نعيش الذكرى الثامنة لثورة الثلاثين من يونيو، نقول إن السيسى نجح فى ترسيخ ثوابت السياسة الخارجية المصرية فى تلك الفترة القصيرة فى عمر التاريخ وفى عمر مصر لكنها كانت كافية ليدرك العالم أن مفاتيح حلول أزمات وقضايا الشرق الأوسط وأفريقيا تكون بالتعاون مع مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتى تمثل مفتاح السلام والاستقرار بالشرق الأوسط.
وفى بداية عهد السيسي، أكد على ركائز السياسة الخارجية المصرية، من حيث مشاركة مصر فى تحقيق السلام والاستقرار فى العالم بناء على الاحترام المتبادل والشراكة والسيادة الوطنية، واستطاع إقناع العالم بأن نجاح مصر هو نجاح للاستقرار والأمن فى العالم، بعد فترة من ضعف علاقات مصر الخارجية، واقترابها من مرحلة عزلة دولية، وتعليق عضويتها فى الاتحاد الأفريقى بعد ثورة 30 يونيو 2013.
وخلال عام 2020، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارات خارجية، شملت ألمانيا ولندن وإثيوبيا والأردن والكويت وقبرص واليونان وجوبا وفرنسا، فى إطار استراتيجية الرئيس لإعادة تنشيط العلاقات واستعادة صداقات مصر القديمة وتحالفاتها وخدمة أهداف التنمية وحماية الأمن القومى المصرى وتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة ودعم شعوبها وخاصة الشعب الليبى والفلسطينى واليمنى والسورى والسوداني.
كما شهد عام 2019 زيارات مكثفة للرئيس السيسى شملت قارات أفريقية وآسيوية وأوروبا وأمريكا الشمالية، حيث زار الأردن وإثيوبيا وألمانيا وتونس وغينيا وأمريكا وكوت ديفوار والسنغال والصين والسعودية وبيلاروسيا ورومانيا واليابان، والنيجر، وفرنسا والكويت وروسيا والإمارات وألمانيا لتعزيز سبل التعاون الثنائى بين مصر ودول هذه القارات.
وخلال فترة رئاسته الأولى، من 3 يونيو 2014 حتى 2 يونيو 2018، قام عبد الفتاح السيسي، بـ 76 رحلة دولية إلى 36 دولة، وأبرمت خلال الزيارات العديد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية والثقافية وقلده قادة الدول أو مؤسساتها قلادات وجوائز رفيعة المستوى.
وخلال السبع سنوات فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أزالت مصر آثار العزلة والأعوام العجاف، وتحولت إلى قوة إقليمية تشارك فى رسم سياسات المنطقة بما يتوافق مع الرؤية الاستراتيجية لدولة إقليمية فاعلة فى محيطها الإقليمى الأوسطى والأفريقى وامتدادها الشمالى فى البحر المتوسط، وهى قادرة على حماية مصالحها فى أى مكان، بل واستطاعت التصدى للجماعات الإرهابية والمرتزقة فى الدولة الليبية الشقيقة، وجعلت جميع أطراف الأزمة الليبية يتفقون على مسار سياسى دعمه المجتمع الدولي.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية قامت مصر بدور محورى تمثل فى جمع الفرقاء الفلسطينيين ودعمهم للتوافق على أجندة وطنية، ونجحت فى وقف العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة وساهمت بـ 500 مليار جنيه لإعادة الإعمار ووجه الرئيس السيسى بمشاركة الشركات المصرية فى الإعمار، ووجهت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبى والدول الكبرى رسالة شكر للقيادة السياسية المصرية على دورها فى وقف العدوان.
وفى الملف السودانى دعمت مصر إرادة الشعب الشقيق فى ثورته ودعم المرحلة الانتقالية، كما ساهمت فى المبادرة الدولية لتخفيف ديون السودان خلال حضور الرئيس مؤتمر باريس لدعم السودان، وبالفعل تم رسميا إعفاء السودان من أكثر من 50 مليار دولار فى إطار مبادرة تخفيف عبء الديون عن البلدان الفقيرة المثقلة بالديون حيث أكد بيان مشترك إن البنك وصندوق النقد الدوليين قررا إعفاء 23 مليارا من ديون السودان، وسيستكمل ذلك بمبادرات أخرى لتخفيف أعباء الديون ترتكز على مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، والتى ستجعل تخفيف عبء الديون الإجمالى أكثر من 50 مليار دولار من حيث القيمة الصافية الحالية.
وكان إعلان مصر مشاركتها فى المبادرة الدولية لتسوية مديونية السودان من خلال استخدام حصتها لدى صندوق النقد الدولي، كضمانة لأى قروض سودانية من البنك، مفعول السحر لاتخاذ القرار الدولى بتخفيف الديون.
وخلال حكم الرئيس السيسى عادت مصر لأحضان القارة السمراء من خلال عشرات الزيارات ومئات الاجتماعات وحرصت القاهرة على إعادة ادماج أفريقيا فى الاقتصاد العالمي.
وعملت مصر على إقامة علاقات استراتيجية متوازنة مع الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين وروسيا ودول الاتحاد الأوروبى بعيدا عن مفهوم التبعية ووفقا لمفهوم الندية، رافضة الوصايا أو المساس بقرارها السياسى والاستراتيجي، ونجحت فى إحلال السلم والأمن فى محيطها الإقليمى والأفريقى من خلال عضويتها المؤقتة لمدة عامين بمجلس الأمن رئاستها للاتحاد الأفريقى لمدة عام، وعضوية العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية إلى جانب تأسيس منظمة دول شرق غاز المتوسط ومقرها القاهرة.