تزامنًا مع أزمة سد النهضة الإثيوبي، أطلق عدد من المصريين من السياسيين والخبراء حملة لتأييد القيادة السياسية والرئيس عبد الفتاح السيسي في جميع القرارات التي يتخذها حول سد إثيوبيا.
وقال سامح شكري، وزير الخارجية، إن الدولة بجميع مؤسساتها وعلى رأسها القيادة السياسية والرئيس عبد الفتاح السيسي تعطى قضية سد النهضة أولوية قصوى، نظرًا لارتباطها المباشر بالأمن القومي المصري ومصلحة الشعب المصري.
وأضاف وزير الخارجية، أن كافة أجهزة الدولة تقوم بتنسيق كامل، وتناول كل الأبعاد المختلفة لقضية سد النهضة، موضحا أن هذه القضية وجودية لا يمكن التهاون فيها وكل الأجهزة والمؤسسات المصرية منخرطة فيها بإخلاص وتفهم.
وتابع شكري، إن كل أجهزة الدولة المصرية لديها القدرة والإمكانيات والعزيمة في أن تستمر في الدفاع عن الحق المصري المائي والشعب المصري ومقدراته، ولن تدخر أي جهد إلا لتحقق هذه المصلحة للمواطن المصري على المستوى الفردي، وكل الجهود موجهة لحماية المواطن المصري.
مؤسسات دينية تدعم
كما دعت دار الإفتاء المصرية بالتوفيق للرئيس عبدالفتاح السيسي ورجال الأمن والجيش، وأن يحفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل مكروه وسوء.
وقالت دار الإفتاء في منشور على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "اللهم وفق رئيسنا ورجال أمننا وأبطال جيشنا إلى كل خير، واحفظ اللهم بهم مصر وشعبها ونيلها وأمنها من كل مكروه وسوء".
وقبل يومين، قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن "ادِّعاء مِلْكيَّة بعض الموارد الطبيعية والاستبداد بالتصرف فيها بما يضر بحياة دول أخرى يعد من الإفساد في الأرض، الذي يجب أن يتكاتف العالم لوقفه قبل أن تنتقل عدواه إلى نظائره من البيئات والظروف المشابهة".
وأعرب الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، عن قلقه البالغ إزاء الموقف الإثيوبي المتعنت تجاه قضية سد النهضة، حيث أعلنت إثيوبيا عزمها البدء في الملء الثاني للخزان دون التوصل لاتفاق مرضٍ مع دولتي المصب مصر والسودان.
وقال فوزي، في بيان اليوم الأربعاء: "نعلن دعمنا الكامل للقيادة المصرية في قضية سد النهضة مشددًا على أن الكنيسة الأسقفية تضع كل إمكاناتها تحت تصرف القيادة السياسية خلال الفترة القادمة".
وشدد فوزي على إن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية سيواصل دوره الفعال في دعم القيادة المصرية لدى الاتحاد الأفريقي واتحاد الكنائس الأسقفية العالمية حيث يضم الإقليم تحت رئاسته عشرة دول أفريقية.
ودعا فوزي جميع رعاياه لتنظيم يوم للصلاة من أجل حل أزمة سد النهضة على أن ترفع الصلوات لله لتعضيد القيادة السياسية المصرية والحفاظ على مياه النيل هبة الله لشعب مصر.
خبراء تدعم القيادة السياسية
ومن ناحيته، أكد حسين أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، على الدور الجاد، الذي قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي في إعادة ملف العلاقات الدولية الأفريقية مع مصر، وحرصه منذ تولية مقاليد الحكم، على فتح آفاق الاستثمار، بين مصر والدول الأفريقية، وإقامة المشروعات العملاقة بدول الجوار.
وحول قضية سد النهضة، قال أبو صدام، إن قضية سد النهضة قضية كل المصريين، مؤكدًا "الرئيس السيسي لن يضيّعنا، وهذا ما يطمئن كل المصريين".
وأشار إلى أن كل المصريين يتابعون بقلق ملف سد النهضة ويثقون في كافة أجهزة الدولة التي تسعي على كل المحاور لحل هذه القضية، قائلًا: "نهر النيل هو شريان الحياة بالنسبة لكل المصريين وهو نهر دولي تحكمه القوانين الدولية، ولا يمكن لأي دولة من دول حوض النيل أن تعمل منفردة طبقا لمصالحها الخاصة لأن العالم لن يقف متفرجا إذا تعرض الأمن والسلم العالمي للخطر".
كما أكد الدكتور محمد سامح عمرو، رئيس قسم القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، أن ملف سد النهضة على قمة أولويات القيادة السياسية، مضيفًا أن مصر سلكت جميع طرق التفاوض في أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى أن توجه مصر إلى مجلس الأمن خطوة طبيعية.
ورفض رئيس قسم القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وصف توجه مصر إلى مجلس الأمن بالخطوة الأخيرة في ملف سد النهضة، معلقًا العلاقات الدولية لا تعرف مصطلح المحطة الأخيرة.
وأشار إلى أن حفظ السلم والأمن من أهم اختصاصات مجلس الأمن، مشددا على أن تهديد الأمن المائي يدخل ضمن هذه الاختصاصات.
وأضاف أن تراخي مجلس الأمن في ملف سد النهضة سيكون بمثابة تراجعًا عن مسئولياته، لافتًا إلى أنه من الوارد اتخاذ مجلس الأمن قرارًا بإعادة الملف إلى الاتحاد الأفريقي مرة أخرى.
برلمانيون: نثق في القيادة السياسية
أكد النائب رزق جالي نصر الله وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، أن مصر تحصل على 97% من مواردها المائية من نهر النيل، وهو ما يختلف عن باقي دول العالم مشيدًا بدور القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية في التعامل الجاد مع ملف سد النهضة.
وأوضح أن المصريين بجميع اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية والشعبية والحزبية فوضوا الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن هذا الملف مؤكدًا ان هناك ثقة تامة ومطلقة من الشعب المصري في قيادته السياسية وعدم تفريطها في حقوق مصر التاريخية في مياه النيل.
وأضاف أن مصر قبلت بمفاوضات طويلة اتخذتها بمنتهى الجد في الوقت الذى كانت إثيوبيا تتعامل معها بالرعونة والتعنت حيث إن نظام " آبي أحمد " فشل في إنهاء الصراعات العرقية والحروب الداخلية، وهو ما يدفعه لمزيد من التعنت في مسألة سد النهضة للتغطية.
وأشاد بتحرك السفير سامح شكري وزير الخارجية على جميع المستويات قبيل طرح ملف سد النهضة على مجلس الأمن غدًا الخميس، وطالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئولياته من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ولمواجهة التعنت الإثيوبي واتخاذه لقرارات أحادية تمثل انتهاكا صارخا للمواثيق والقوانين الدولية خاصة بعد إعلان إثيوبيا البدء في الملء الثاني لسد النهضة مطالبًا من إثيوبيا أن تعي جيدًا أن مصر قيادة وحكومة وشعبًا لن تتنازل ابدًا عن حقوقها التاريخية في مياه النيل.
كما أشاد النائب علاء حمدي قريطم عضوٍ مجلس النواب بلقاء السفير سامح شكري وزير الخارجية مع مجموعة الدول الأفريقية بمجلس الأمن في نيويورك والمكونة من كل من النيجر وكينيا وتونس لشرح الموقف المصري تجاه سد النهضة الإثيوبي.
وأكد قريطم، أهمية التحرك المصري داخل مجلس الأمن وتوضيح جميع الحقائق بشأن تضرر مصر من سد النهضة الاثيوبى خاصة بعد الخطاب الذى قام بإرساله وزير الري الإثيوبي للدكتور محمد عبد العاطي وزير الري والموارد المائية والذى أعلن فيه اعتزام إثيوبيا للبدء في الملء الثاني لسد النهضة.