ضمن الجهود المبذولة لتعزيز قطاع السياحة والضيافة في الأردن، أطلق اليوم "المجلس الوطني لمهارات قطاع السياحة والضيافة"، الذي يعد الأول من نوعه في المملكة، بدعم من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
وسيؤدي المجلس دورًا مهمًا في إصلاح قطاع التعليم والتدريب الفني والمهني ودعم قطاع السياحة والضيافة في تحديد احتياجاته من المهارات بالإضافة إلى وضع معايير للمهارات المهنية.
ويذكر أن مساهمة قطاع السياحة والضيافة في الناتج المحلي الإجمالي للأردن تزيد عن 13%، لكن القطاع تأثر بشدة نتيجة التبعات المترتبة على جائحة فيروس كورونا. ورغم التراجع الكبير الذي شهده قطاع السياحة خلال العام الماضي، إلا أنه سيكون واحدًا من المحركات الرئيسية التي ستدفع اقتصاد المملكة نحو التعافي من الأزمة وما ترتب عليها من آثار.
ويعتبر تعزيز المهارات شرطًا أساسيًا مسبقًا للتعافي وهو الهدف الذي يسعى المجلس الجديد إلى تحقيقه. ويضم المجلس، الذي تأسس عام 2018 وجرت المصادقة عليه عام 2020، مؤسسات من القطاعين العام والخاص ونقابات مهنية، ويسعى أساسًا إلى دعم أصحاب العمل عبر تحديد احتياجاتهم من المهارات والوظائف.
وحضر حفل إطلاق المجلس اليوم في العاصمة الأردنية عمان وزيرا العمل، والسياحة والآثار الأردنيين، يوسف الشمالي ونايف الفايز، والسفيرة البريطانيه في الأردن بريدجيت بريند، والمدير الدولي لبرنامج التجانس والادماج الاقتصادي في البنك الاوروبي لإعادة الإعمار والتنمية باربرا رامبوسك.
وخلال الحفل، أطلق البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وجمعية المطاعم الأردنية أيضًا موقع "Ahlan Jobs" للوظائف، والتي تهدف إلى ربط الباحثين عن عمل بالوظائف المتاحة في قطاع السياحة والضيافة وتمكين الشركات وأرباب العمل من عرض الفرص المتوفرة لديهم والحصول على أفضل العمال المهرة.
وتمثل هذه البوابة حلقة وصل بين أرباب العمل والأفراد المهرة الساعين للحصول على فرص عمل في مجال السياحة والضيافة، حيث سيكون بإمكان أرباب العمل والشركات الإعلان عن الوظائف الشاغرة لديهم والبحث في السير الذاتية الموجودة في قاعدة بيانات المنصة. كما أنها تتيح للباحثين عن عمل إمكانية معرفة آخر فرص العمل المتاحة والحصول على إرشادات ونصائح وفرص تدريب تساهم في ضمان تمتعهم بمستقبل وظيفي ناجح.
وفي هذا الصدد، قالت السفيرة البريطانية لدى الأردن بريدجت بريند: "واجه قطاع السياحة تعطلًا هائلًا في جميع أنحاء العالم. ونحن ندرك أن السياحة قطاع غاية في الأهمية بالنسبة للأردن وواحد من أهم محركات النمو الاقتصادي. يسعدني أن المملكة المتحدة تعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة الأردنية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والقطاع الخاص لدعم إطلاق المجلس الوطني لمهارات قطاع السياحة والضيافة وبوابة "أهلًا" للوظائف. سيعمل المجلس على تعزيز تعافي القطاع، وسد الفجوة في المهارات بين الباحثين عن عمل وبين أرباب العمل، والمواءمة مع بوابة الوظائف التي سيستفيد منها أكثر من 1000 فرد من خلال التدريب على اكتساب المهارات والتوظيف".
بدورها، قالت باربرا رامبوسك، المدير الدولي لبرنامج التجانس والادماج الاقتصادي في البنك الاوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: "يمثل إطلاق المجلس الوطني لمهارات قطاع السياحة والضيافة ترجمة لنموذج عمل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الرامي إلى سد الفجوة في المهارات ودعم إصلاح قطاع التعليم والتدريب الفني والمهني ومأسسته، فضلًا عن تعزيز دور القطاع الخاص في توجيه سوق العمل وسياسات إدارة رأس المال البشري".
من ناحية أخرى، قالت أولينا كوفال، رئيس قسم التواصل مع المجتمع المدني وشراكات القطاع الخاص في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: يلتزم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بدعم المجتمع المدني من أجل ضمان الوصول إلى حالة من التعافي المنصف والمستدام من الجائحة. وعلى وجه الخصوص، فإن التعاون مع الاتحادات القطاعية قادر على توجيه القطاع بأكمله للوصول إلى سوق عمل يشمل الجميع. وبالتالي، يشكل إطلاق منصة "أهلًا" للوظائف خطوة مهمة نحو ضمان حصول اللاجئين والنساء والشباب في الأردن على وظائف نوعية وجامعة".
من ناحيتها، قال إليانا جعنيني، المدير العام لجمعية المطاعم الأردنية: "يسعدنا أن نقدم لجميع أرباب العمل في قطاع السياحة والضيافة فرصة الإعلان عن الوظائف المتوفرة لديهم على منصتنا مجانًا ولفترة محدودة. نحن ندرك التحديات التي تواجهها الشركات في هذا القطاع ونسعى إلى بذل كل ما في وسعنا لاستقطاب الأفراد المهرة ومساعدة أصحاب العمل على التواصل مع الأفراد الأكثر حماسًا الذين يبحثون عن وظائف في هذا القطاع."
بدوره، قال رئيس المجلس الوطني لمهارات قطاع السياحة والضيافة محمد القاسم: "بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها الشبان والشابات الذين يدخلون سوق العمل السياحي، يمكن أن يؤدي الافتقار إلى المهارات المطلوبة إلى تضخيم هذه الصعوبات وأن يصبح حاجزًا رئيسيًا، لا سيما بالنسبة للنساء، اللاتي يواجهن بالأصل حالة من عدم المساواة من حيث الأجور وفرص التطور الوظيفي. يعد إنشاء مجلس المهارات هذا علامة فارقة في جهود تطوير المهارات في الأردن، ولن يقتصر عمله على معالجة التفاوت في المهارات، بل سيشمل أيضًا تحسين السياسات وتشجيع انضمام مزيد من النساء إلى قطاع السياحة، حيث يمثلن حاليًا 9 بالمائة فقط من القوى العاملة في القطاع."
ومنذ عام 2013، يدعم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الجهود المبذولة لإيجاد فرص عمل للشباب في قطاع السياحة الأردني من خلال مركز العبدلي التجاري للتوظيف والتدريب المدعوم من المملكة المتحدة، وكذلك من خلال أكاديمية مكارم أيلة المدعومة من تايبيه الصين. وحتى الآن، ساعد البنك في تدريب أكثر من 1200 شاب أردني في قطاع السياحة ودرب أكثر من 9000 موظف في الضيافة والسياحة على تقديم خدمات مأمونة ومراعية لظرف الجائحة.
ومنذ أن بدأ استثماراته في الأردن في عام 2012، قدم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أكثر من 1.5 مليار يورو لتمويل 59 مشروعًا في البلاد.