الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الصوت الصارخ في البرية.. تذكار القديس الشهيد يوحنا المعمدان

القديس الشهيد يوحنا
القديس الشهيد يوحنا المعمدان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتل يوحنا المعمدان مكانة كبيرة في تاريخ الكنيسة القبطية التي تحتفل اليوم بتذكار ظهور جسده ووثق السنكسار قصة جهاده الروحي ووصفه الآباء الرسل بأنه كان صوت صارخ في البرية وإنه كان له دور كبير بالتبشير بمجئ المسيح تستعرض البوابة نيوز حسب ماوثقه تاريخ الكنيسة
ميلاده:
ولد يوحنا سنة 5 ق. م. وتقول التقاليد أنه ولد في قرية عين كارم المتصلة بأورشليم من الجنوب (لو 1: 39) وعاش ناسكًا زاهدًا، ساعيًا لإخضاع نفسه والسيطرة عليها بالصوم وكان منهجه نفس منهج إيليا النبي وكان يرتدي عباءة من وبر الإبل، وغذاءه جراد وعسل بري، مبكتًا الناس على خطاياهم، وداعيًا إياهم للتوبة، لأن المسيح قادم. ولا شك أن والده الشيخ قد روى له رسالة الملاك التي تلقاها عن مولده وقوله عنه "يتقدم أمامه بروح إيليا وقوته" (لو 1: 17).والتقارب بين ما نادى به إيليا وما نادى به يوحنا والتشابه في مظهرهما الخارجي ولبسهما ومعيشتهما واضح للعيان من مقارنة قصة حياتهما.
صوت صارخ في البرية:
لم يظن يوحنا عن نفسه انه شيء وقال انه: "صوت صارخ في البرية" (يو 1: 13). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكرس حياته للإصلاح الديني والاجتماعي. وبدا كرازته في سنة 26 ب. م. وعلى الأرجح في السنة السبتية مما مكن الشعب الذي كان منقطعًا عن العمل من الذهاب إليه إلى غور الأردن. وقد شهد في كرازته أن يسوع هو المسيح (يو 1: 15)، وأنه حمل الله (يو 1: 29 و36). وكان يعمد التائبين بعد أن يعترفوا بخطاياهم في نهر الأردن.
المعمودية اليهودية:
اشتهرت المعمودية اليهودية الذي مارسها يوحنا المعمدان بالغسولات والتطهيرات الشعبية: وأضفى يوحنا عليهما معنى أدبيًا وَعَمَّق معناها الروحي. بإدخال المهتدين إلى الدين اليهودي: فأصر يوحنا على ضرورة تعميد الجميع بصرف النظر عن جنسهم وطبقتهم الاجتماعية إذ على الجميع أن يتوبوا ليهربوا من الغضب الآتي لان معمودية المسيا الآتي ستحمل معها دينونة وقد طلب المسيح أن يعمده
استشهاده:
وثق كتاب تاريخ القديسين استشهاد يوحنا المعمدان حيث كانت المدة التي عمل فيها يوحنا قصيرة ولكن نجاحه بين الشعب كان باهرًا. ونحو نهاية سنة 27 أو مطلع سنة 28 ب.م. أمر هيرودس انتيباس رئيس الربع بزجه في السجن لأنه وبخه على فجوره حيث كانت هيروديا زوجة هيرودس قد خانت عهد زوجها الأول وحبكت حبائل دسيسة ضده مع أخيه هيرودس. وقد سمعت بذلك زوجة هيرودس الفتاة العربية فهربت إلى بيت أبيها الحارث وأخلت مكانها في القصر لهيروديا الخائنة التي حنقت على يوحنا وكبتت غيظها وَتَحيَّنت الفرصة للإيقاع به لأنه قال لهيرودس بأنه لا يحق له أن يتزوجها. ومن ثم بعث يوحنا تلميذين ليستعلم من يسوع إن كان هو المسيح، وأشار يسوع في رده إلى معجزاته وتبشيره ولم يكن هذا شكًّا من يوحنا فهو الذي "جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ" والذي عرفه: "هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ" بل شهد عنه.
وكانت قلعة مخيروس المُطِلَّة على مياه البحر الميت والتي زُجَّ يوحنا في إحدى خباياها وإذا بهيروديا ترسل ابنتها الجميلة سالومة لتؤانس ضيوف الملك وسط المجون والخلاعة ورنين الكؤوس. وإذ بهيرودس الثمل ينتشي برقصها المُثير فيقسم أمام ضيوفه بأن يعطيها ما تطلب. فتطلب -حسب رغبة أمها- رأس يوحنا على طبق. وبعد لحظات يهوي الجلاد بسيفه على عنق الرجل العظيم. ولم يترك جثمانه دون كرامة، لأن تلاميذه جاؤوا حالًا ورفعوه ودفنوه.