تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
«سنبدأ حكايتنا من المخالب التى تنشبها العاطفة فى الصدور، وتشوه بها الوجوه. هذه العاطفة التى صورناها كقطة بخاصرة رشيقة وذيل ورأس، بدأت ككل حيوانات العالم: برية، وشرسة، وغير مروضة، تملك فى نهايات أطرافها مخالب فتاكة، تأبى أن تستقر تحت قدميك، لكنها لا تكف عن المواء المهدِّد، وخمشِ كل يدٍ تحاول أن تربت على رأسها.
العاطفة قطة أغلقنا فى وجهها الأبواب كى نحمى أنفسنا من مخالبها، وصرنا نقفز فى المقهى مفزوعين إن هى فاجأتنا بين المقاعد تتلمس الدفء، فشَهَرَتْ مخالبَها دفاعًا عن نفسها، فزاد رعبنا منها، ولجأنا إلى مقاهٍ لا تسمح بدخول القطط.
العاطفة ليست سوى قطة، ترتجف فى البرد، تبحث عن الدفء بكثير من الشك، والتحفز.
من هذه النقطة نبدأ حكايتنا الدافئة الكسولة عن عالم العواطف الموحش، عن الألم الذى ينفرد بنا فى أَسِرَّتِنا ليلًا، ويحرك -من خلف ستار داكن- عرائسَنَا المتحركة على مسرح الحياة: يرفع هذه اليد لتسدد ضربة، وتلك الأخرى لتربت على كتفٍ، يدفع هذه القدم صوب حبيب، ويسحب تلك الأخرى من مواجهة موقف، يهز هذا الرأس بتفهّم، ويشيح بذاك الآخر غَضَبًا».
«قطة العاطفة» للكاتب والطبيب النفسى يحيى موسى- بيت الياسمين للنشر