السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الرئيس التنفيذي لـ«بيت الحكمة»: معرض الكتاب 2021 يؤكد قوة مصر الناعمة واحترامها للثقافة

الرئيس التنفيذى لـ«بيت
الرئيس التنفيذى لـ«بيت الحكمة» في حواره لـ "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مؤسسة رائدة ومتميزة فى صناعة النشر بشكل خاص، وفى الصناعات الثقافية بشكل عام، نشأت قوية، وذات طابع متميز يجعلها محط الأنظار وسط جميع دور النشر المصرية والعربية، وذلك بسبب طبيعة الكتب والأعمال الأدبية التى تقدمها، إنها مؤسسة بيت الحكمة للصناعات الثقافية، المتخصصة فى نشر الكتب المُترجمة عن الصينية، بالإضافة إلى تقديم كتب مناهج تدريس اللغة الصينية، ودعم أقسام تدريسها فى العديد من الجامعات المصرية. تُقدم مؤسسة بيت الحكمة ضمن إصداراتها المتميزة، ترجمات لأعمال كبار الكُتاب والأدباء فى الصين، إضافة للعديد من كتب الفلسفة والإنسانيات، والكتب التى تعكس ثقافة الشعب الصيني، علاوة على العديد من المشروعات الثقافية الأخرى.

«البوابة» التقت الدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذى لمجموعة بيت الحكمة، خلال تواجده بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وأجرت معه الحوار التالي:
< حدثنا عن مشاركة بيت الحكمة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام؟
- مشاركتنا هذا العام فى معرض القاهرة الدولى للكتاب متميزة؛ لأننا لأول مرة نُشارك بثلاثة أجنحة متنوعين فى معرض الكتاب، فلدينا الجناح الرئيسى فى صالة 2، وهو مقسم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول وبه الكتب المُترجمة عن الصينية، ومناهج تعليم اللغة الصينية، التى تُعد الدار هى الجهة الوحيدة المُنتجة لها فى الشرق الأوسط بالتعاون مع جامعة بكين، القسم الثانى هو المناهج الخاصة ببيت الحكمة، وكما يعلم الجميع اللغة الصينية أُدرجت من قِبل الحكومة المصرية فى النظام التعليمى قبل الجامعي، وبيت الحكمة هى الجهة الوحيدة التى تُقدم المناهج الخاصة بهذه المرحلة، والقسم الثالث هو نشرنا المُشترك مع منشورات ضفاف والاختلاف، فى كتب الثقافة العربية، ونركز فيه على الإنسانيات والفلسفة بشكل أساسى والروايات لكبار الكتاب، ولدينا جناح أخر لكتب الأطفال، نقدم فيه كتاب مُترجم بجودة عالية، وأسعار مخفضة، والجناح الثالث خاص بمشاركتنا فى مبادرة وزارة الثقافة «ثقافتك كتابك»، وقدمنا خلالها 150 عنوانا، وهى كتب كبيرة وملونة والكتاب سعره أقل من 20 جنيها.
< منذ متى تُشارك بيت الحكمة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب؟
- هذه المشاركة هى الثامنة بالنسبة لنا، ومشاركاتنا السابقة كانت جميعها تدريجية، بمعنى كلما كبر نشاطنا الثقافى أنعكس ذلك على مشاركاتنا فى المعرض، فلدينا فعاليات نقوم بها بالتشارك مع هيئة الكتاب وإدارة المعرض، ولدينا فعاليات نقوم بها أونلاين فى فترة المعرض، ولدينا أكثر من 30 متطوع من دارسى اللغة الصينية فى مصر وهى بمثابة مشاركة تطبيقية وعملية لدراستهم بالتعاون مع أقسام اللغة الصينية فى الجامعات المصرية، كما نعرض كتب خاصة بالثقافة الصينية بعضها مؤلف وبعضها مترجم، إضافة للكتب التعليمية وكتب الأطفال.
< هل ستتوسع مشاركاتكم فى الدورة المقبلة لمعرض القاهرة؟
- بالطبع، نخطط لمشاركة أكبر فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى يناير المقبل، وسنقوم بدعوة 50 ناشر صينى للمشاركة فى المعرض كأكبر مشاركة صينية فى تاريخه، وسنقدم برنامج مهنى لخدمة صناعة النشر ما بين مصر والصين.
< هل سيكون هناك تعاون على مستوى رسمى فى صناعة الكتاب بين مصر والصين؟
- بالفعل، لدينا بروتوكول تعاون سيتم توقيعه قريبًا ما بين معرض بكين الدولى للكتاب، ومعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دعم الناشرين من البلدين ودعم فعاليات المعرض نفسه وخاصة الشق الأونلاين الافتراضى منه، المشاركة الثانية المتميزة أننا نظرًا لأزمة كورونا خفّضنا أسعار الكتب مقارنة بالأعوام السابقة؛ لأن هدفنا أن يكون هناك انتشار وحركة بيع أكبر، إضافة لتقديرنا للحالة الاقتصادية التى خلفتها كورونا لذلك هامش الربح بسيط، وأعتقد أن أكثر الناشرين فكروا فى هذا الأمر وهو تخفيض هامش الربح مقابل زيادة المبيعات، وهو الأمر الذى نحرص عليه هذا العام.
< هل هناك خدمات يقدمها جناح بيت الحكمة غير بيع الكتب؟
- نعم، هناك بعض الخدمات التى يقدمها الزملاء الصينيين العاملين بالجناح لجمهور المعرض مثل كتابة أسماء الزوار باللغة الصينية بالمجان، بالإضافة إلى تلقى أسئلة الجمهور فيما يخص الثقافة الصينية وبدورهم يقوموا بالرد على هذه التساؤلات كنوع من التفاعل بين الثقافات، وهى فرصة لكى يجد الجمهور إجابات عن تساؤلاته حول الثقافة الصينية من مصدرها مباشرة.


< ما أبرز العناوين المشاركة لديكم، أو الكتب الأكثر مبيعًا فى الجناح؟
- دعنا نقول إن متوسطات القراءة فى مصر تبدأ من عمر الـ16 عام، لذا أصبح الاهتمام الأكبر فى هذه المرحلة العمرية بالرواية، وأبرز الروايات المترجمة عن الصينية لدينا رواية «طلاق على الطريقة الصينية»، ورواية «موت الزمن»، ورواية «جهة العمل»، ورواية «بعد النهاية»، لكبار الكتاب الصينيين، وهذه الأعمال تلقى رواجًا كبيرًا بين الشباب المصري.
< هل يعنى هذا أن هناك اهتماما مصريا بالقراءة عن الثقافة الصينية؟
بالتأكيد، فجمهور القراء فى مصر أصبح لديه رغبة كبيرة فى القراءة عن الصين، وعن الصعود الكبير للصين سياسيًا واقتصاديًا، فكتاب الرئيس الصينى بأجزائه الثلاثة حول الحكم والإدارة من الكتب المميزة، والصين احتفلت مؤخرًا بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي، لذلك لدينا سلسلة كتب مكونة من 15 كتابا تشرح الأوضاع الخاصة بالحزب الشيوعى الصيني، ومن النقاط شديدة الحساسية التى يتداولها الجمهور على السوشيال ميديا، حقوق المسلمين فى الصين، ولذلك- أيضًا- لدينا سلسلة اسمها شينجيانغ الجميلة من 11 جزءا تتحدث بشكل واقعى عن أحوال شينجيانغ وظروفها والحقائق المؤكدة عنها، منهم كتاب قمت بترجمته أسمه «بما لا يضر مصالح الشعب».
ما موضوع هذا الكتاب؟
- هذا الكتاب يتحدث عن دور الجيش فى التنمية المدنية للمجتمع، وكيف لهذا المجتمع أن ينهض حينما تُشارك قوات الجيش فى عملية التنمية- وإلحاقًا بما سبق- لدينا كتاب اسمه «الصين والعالم.. كيف يرى العالم الصين وكيف ترى الصين العالم؟»، وهو تأليف حسين إسماعيل، مدير تحرير الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم، وواحد من المتخصصين فى الشأن الصيني، بالإضافة إلى كتب الأطفال المؤلفة أو المترجمة من لغات مختلفة.
كيف ترى الدورة الحالية للمعرض بعد إقامتها فى ظل هذه التحديات؟
- كنت من المؤيدين بشدة لإقامة هذه الدورة من المعرض فى أى وقت من العام، وذلك لتعويض خسائر قطاع النشر، فصناعة النشر فى مصر مكلفة جدًا نظرًا لغياب سلاسل المكتبات، ففى أى دولة فى العالم نجد أن الناشر ليس له علاقة بعملية التوزيع، الناشر هناك يُنتج الكتاب فقط، أما فى مصر والدول العربية الناشر هو الذى يبيع الكتب بنفسه، وبالتالى هو صانع للمحتوى وتاجر يبيع الكتب فى ذات الوقت، لذلك حينما يتعطل عام ونصف دون إقامة معارض ناهيك عن المبيعات الضعيفة فى المكتبات بسبب الجائحة فمن المؤكد ستكون خسائره كبيرة، الأمر الذى يدعو لإقامة معرض بشكل مُلح حتى يكون لديه حركة سيولة مالية، وإن كانت المبيعات ضعيفة، وعلى الرغم من ضعف هذه المبيعات إلا أنها فى أسوأ الظروف أفضل من التأجيل لعامين كاملين، فهذه الدورة مهمة جدًا لدعم الصناعة، ففى حقيقة الأمر كان هناك دور نشر كثيرة جدًا مهددة بالإغلاق.
ما الأمر الذى تؤكد عليه إقامة هذه الدورة؟
- بالطبع هذه الدورة الاستثنائية تؤكد على إمكانية وقدرة مصر لتنظيم حدث بهذه الضخامة فى مثل هذه الظروف التى يمر بها العالم. هذا المعرض يُعد أكبر معرض كتاب تم تنظيمه فى العالم خلال جائحة كورونا، كان هناك معرض الشارقة ومعرض أبو ظبي، ولكن كانت المساحة مُخفضة للنصف تقريبًا، إنما معرض القاهرة الدولى للكتاب يعمل بكامل طاقته، وهو تأكيد على قدرة الدولة فى التنظيم، كما تُعد هذه الدورة بمثابة رسالة للناشرين العرب مفادها أن مصر مازالت المركز الثقافى ومعرضها دائمًا يرحب بكم، ودائمًا لكم مكانكم فى العملية الثقافية فى مصر.

كيف ترى اختيار هذا التوقيت لإطلاق الدورة الحالية؟
- اختيار التوقيت ليكون متناسبا مع 30 يونيو، وبالأخص التوجه الجديد للجمهورية الجديدة، أو الجمهورية الثانية أعتبره أمرا ذكيا وهاما جدًا من الدولة المصرية التى تؤكد أنها تدعم الثقافة وتحترمها، وكذا تدعو للمعرفة، لذلك نجد مبادرات كثيرة جدًا فى قاعة 1 لبيع الكتب بأسعار مخفضة، وهو أمر يؤكد على حرص الدولة على جيل الشباب، ليكون جيلا قارئا ومثقفا.
ما السلبيات فى هذه الدورة من وجهة نظرك؟
- لو نظرنا للسلبيات سنجد أنها متمثلة فى الجو الحار، وتوقيت الامتحانات، والأعداد المحدودة نسبيًا فى الإقبال، ولكن إن تحدثنا عن السلبيات مقارنة بالإيجابيات سنجد أن الإيجابيات أكبر من السلبيات بكثير.
وماذا عن مشروعاتكم على مستوى الوطن العربي؟
- على مستوى الوطن العربى بدأنا بإصدار كتاب جديد اسمه «الفراشات وغرفة عناية وطن» ونقدمه مجانًا، ويحكى قصة خمسين شهيدًا من شهداء الفرق الطبية المصرية فى معركة كورونا، حيث وجدنا أن الصين قدمت العديد من الكتب التى تُمجد أبناءها الذين استشهدوا أو أصيبوا أثناء مكافحة الصين لكورونا، فسألنا أنفسنا لماذا لا يكون لدينا مشروع مماثل للأجيال المقبلة، ونقدمه لأسر الشهداء بالمجان، والآن نخطط لإصدار سلسة من الكتب عن الجمهورية الجديدة فى مصر، وسبع سنوات من حكم الرئيس السيسي، فى محتوى مناسب للأطفال يترجم بأكثر من لغة بحيث يرى العالم ما يحدث فى مصر بشكل جيد، ويجب علينا أن نستمر فى العمل من خلال القوة الناعمة المصرية، فمصرر دائمًا مؤثرة بثقافتها، وانتشارها، ولابد أن يكون لها أذرع لتنفيذ برامج القوى الناعمة المصرية ونشرها فى العالم، وبيت الحكمة يعتبر نفسه صاحب مسئولية اجتماعية بأن يكون واجهة مُشرفة لمصر فى الصين، كما يمثل الثقافة الصينية فى الوطن العربي.
< حدثنا عن شراكة بيت الحكمة ومنشورات ضفاف والاختلاف؟
- بدأنا منذ ثلاث سنوات التفكير فى وجود محتوى عربى لدينا غير المحتوى الصينى الذى نعمل عليه منذ سبع سنوات، ووجدنا أن «ضفاف والاختلاف» من أكثر دور النشر العربية ترشيحًا للجوائز فى العالم العربي، سواء جائزة البوكر، أو جائزة الشيخ زايد، أو جائزة نجيب محفوظ وغيرها، إضافة إلى حرصهم على المحتوى المتزن، كما أنها دار نشر تعمل باحترافية ولديها لجان قراءة تقوم بتقييم الكتب بشكل جيد، لذلك عرضنا عليهم أن نكون شريكهم المحلى فى مصر، على أن تُنتج الكُتب حسب بلد مؤلفها وتُطبع فى لبنان ثم توزّع، ونحن مسئولون عن التوزيع فى مصر، والاختلاف فى المغرب العربي، ونتشارك فى اختيار العناوين بحيث يكون هناك ذراع نشر خاص ببيت الحكمة، ولكن يميزه الجودة، لم نرغب فى الدخول من منطلق الكتب الأكثر مبيعًا والجماهيرية، وكان تركيزنا على المضمون بحيث يكون مفيد للقاريء، فلا يصح أن نكون معنيين بنشر كتب عن ثقافة دولة بحجم الصين ونضع لجوارها كتب شبابية أكثر من اللازم، فلا بد من الحفاظ على مستوى القيمة.
< هل سيكون لبيت الحكمة شراكات أخرى؟
- لن تكون هناك شراكات أخرى لآن شراكتنا مع «ضفاف والاختلاف» ثابتة ومستمرة، ونخطط خلال العام المُقبل لأكثر من 100 عنوان، ونركز على ثلاثة محاور فقط هى الإنسانيات والفلسفة، والرواية لكبار الكتاب.