الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

التطعيم من إنتاج بلدنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما غنى عبد الحليم حافظ للعمال أغنيته الشهيرة "بدلتى الزرقا" من تأليف الشاعر عبد الفتاح مصطفى ولحن عبد الحميد توفيق زكى، مغنيًا فيها "بدلتى الزرقاء من نسيج إيدى لبسها يزينى حتى يوم عيدى".. كان يعني أن الصناعة الوطنية وإنتاج بلدنا هدف استراتيجي للدولة المصرية، حتى لا نقع تحت رحمة الغرب، والمستورد ومن يحتكر الإنتاج.
هذه الأغنية تذكرتها مع الإعلان عن توفير احتياجاتنا من الأدوية، خصوصا من اللقاحات، والإعلان عن بدء إنتاج لقاحات كورونا من مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا" في مدينة 6 أكتوبر، بتعاون وشراكة صينية.
وقضية إنتاج الأدوية خطوة مهمة في طريق تعزيز القطاع الصناعي، وشعار "صنع في مصر" ليصبح واقعا، بعدما رأينا حالة من الطمس لصناعاتنا بطرق مختلفة، ولا شك أن الإعلان عن إنتاج لقاحات كورونا بأياد مصرية، وعلى أرض مصر خطوة نحو الطريق الصحيح لتعميق الإنتاج الوطني الصناعي، والانطلاق نحو طريق نفتقده في بعض الصناعات، بفعل الخصخصة، مرة والتصفية مرة أخرى لصناعات عملاقة كانت لنا فيها الريادة.
إن صناعة الأدوية واللقاحات في هذا الوقت هو بمثابة العودة للطريق الصحيح، ويمكن أن نعيد كلمات عبد الحليم حافظ مرة أخرى ونقول "لقاح مرضي من صناعة إيدي، والعلاج به ضمان لصحة ولادي وأحفادي".
المؤشرات والأرقام حول صناعة وإنتاج اللقاحات مبشرة، وتأكيد على سعي الدولة المصرية لامتلاك القدرة للتصنيع المحلي للقاح فيروس كورونا، وفق رؤية واضحة للقيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتأمين اللقاحات للمواطنين، والتي تجسدت من خلال قيام الحكومة باعتماد كل اللقاحات التي أقرها العالم ومنظمة الصحة العالمية، في خطوة استباقية لإنتاج أي نوع من اللقاحات في اللحظة المناسبة، والذي بدأ يوم الاثنين الماضي بإنتاج الدفعة الأولى من لقاح "سينوفاك" المضاد لفيروس كورونا، بمصنع "فاكسيرا".
وأعتقد أن توفير لقاح من إنتاج مصانعها، سيقطع الطريق على أي مشكلات تواجه احتياجات المواطنين من اللقاحات، بعدما شهدنا في الفترة الأخيرة تأخرا في توريد ما تم التعاقد عليه من كميات من لقاح كورونا، بسبب الطلب العالمي المتزايد على الدول المنتجة للقاح، وهذا ما لمسه المواطن في الأسابيع الأخيرة من خلال طوابير الانتظار على مواعيد تلقي اللقاح.
البيانات التي تم الإعلان عنها على لسان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، مؤشر مهم على توافر كميات كبيرة من اللقاحات، تغطي حجم الطلب، وتغطية احتياجات المستقبل في ظل التوجه نحو إقرار التطعيم الدائم والسنوي ضد فيروس "كورونا"، بعدما تحوّل الفيروس إلى مرض مستوطن، سيتعايش معه البشر، مثل باقي الأمراض.
رقم المرحلة الأولى لإنتاج لقاح "سينوفاك"، بواقع مليون جرعة، مع قدرة للطاقة الإنتاجية لمصنع 6 أكتوبر في الوردية الواحدة بواقع 300 ألف جرعة، مع توافر كميات من المواد الخام تكفي للعمل ورديتين بطاقة 600 ألف جرعة في اليوم، معلومة مهمة جدا في اتجاه تلبية الطلب المتزايد من طالبي تلقي اللقاح، وفي ضوء نمو وعي المواطنين بأهمية التطعيم بلقاح كورونا.
سيبقي التحدي الفعلي والذي تسعى الدولة على مواجهته، يتركز في المواد الخام، ولاشك أن موافقة الصين على مضاعفة الكميات من المواد الخام، بالتعاقد مع الشركة الأم لإنتاج وتصنيع 80 مليون جرعة لتلقيح 40 مليون مواطن، ليس نهاية المطاف، بل هناك خطوات أخرى للتعاقد مع شركات عالمية لإمداد مصانع "فاكسيرا" بالمواد الخام.
أرى أن الطريق في إنتاج لقاح كورونا، بداية مهمة جدا نحو توطين تصنيع وإنتاج اللقاحات، والتي وصلت حتى الآن إلى ثمانية، من بينها "كورونا" والباقي للقاحات تطعيم الأطفال، والعديد من الأمراض، خاصة مع امتلاكنا ليس مجرد مصنع تابع لـ"فاكسيرا"، بل على حد تعبير العمال والمهندسين المصريين، هي مدينة صناعية متكاملة تدخل بمصر عصرا جديدا من تصنيع الدواء، والذي يتطلب دورا للدولة في صناعات مهمة، تلامس حياة الناس اليومية، ومن خلال مدينة صناعية قادرة على إنتاج 3 ملايين لقاح مختلف في اليوم.
ويبقى أن نرى ما شهدنا في "فاكسيرا"، نتمنى أن يتكرر في صناعات أخرى، لنعود ونردد ما قاله عبد الحليم حافظ وغيره عن صناعاتنا وطعامنا من إنتاج ايدينا وبلدنا.