تعاطف وغضب.. هكذا تدور قضايا انتحار المراهقين على ألسنة المصريين، وسط تزايد واضح للظاهرة، التى باتت حديث الساعة للغادى والرائح، فالأزمات العاطفية كانت مفتاح العديد من الوقائع المأساوية، إذ أقدم بعض المراهقين على إنهاء حياتهم بعد تعرضهم لحوادث عاطفية نتيجة الانفصال عمن يحبونهم.
3 وقائع انتحار
ومؤخرا أقدم شاب على الانتحار بشنق نفسه بعدما تقدم لخطبة فتاة ولكن أهلها رفضوه، ما أصابه بحالة نفسية سيئة واكتئاب وأقدم على التخلص من حياته.
وفى العياط انتحرت فتاة تبلغ من العمر 16 سنة، شنقًا داخل منزلها، وفوجئت أسرتها بوجودها جثة هامدة، بعد رفضهم زواجها من شاب كانت تربطها به علاقة عاطفية.
وفى سوهاج ألقى شاب بنفسه في نهر النيل بعد أن قفز من أعلى كوبرى أخميم، وتبين أنه كان يريد الزواج من إحدى الفتيات، ولكن أسرته رفضت لوجود خلافات بين العائلتين.
**خبراء يكشفون الأسباب
تقول الدكتوره ندى الجميعى استشارى العلاقات الأسرية وتنمية المجتمع، أن الحصار النفسى وعدم التكيف مع الضغوط وفكرة الرفض والفشل العاطفى تجعل مشاعر اليأس والإحباط تسيطر على المراهق.
وتابعت: وفى ظل عدم وجود بيئة حاضنة وداعمة لهم ووجود حلول فورية لمشكلاتهم واضطراب العلاقات الأسرية قد تكون السبب الأكبر الذى يجعل المراهق عرضة للسلوك الانتحارى، فالمراهق لا يتمتع بمفهوم الإدراك وأنه بمقدوره تغيير حياته إلى الأفضل، وغالبا ما يعتقد أن الانتحار هو ما يجعله في راحة بعيدا عن الحياة الصعبة من وجهة نظره، وتتفاقم هذه الفكرة مع حدوث اضطرابات بيولوجية وفسيولوجية تحدث داخل جسم المراهق تجعله في حالة من الارتباك النفسى والعاطفى فلا يستطيع السيطرة على أموره ولا التحكم في انفعالاته فهو كالبركان الكامن على وشك الانفجار في أي لحظة.
وأضافت الجميعى أن الضغط على الشخص ولومه ونقده باستمرار من الممكن أن يعرضه للمرض النفسى ويؤدى به إلى الهلاك والانتحار، وأن التوجه الفكرى والتقليد الأعمى لبعض الأعمال الفنية لفكرة الانتحار الذى سيكتشفه شخص ما ويتم إنقاذه في آخر لحظة للتهرب من المشكلات أو إجبار الأهل أو الحبيب على أمور معينة تؤدى إلى هلاك الشخص فعلا والتخلص من حياته للأبد.
نصائح للتعامل مع المراهقين
وقدمت «الجميعى» عدة نصائح للآباء والأمهات للتعامل مع المراهقين:
أولا: المصاحبة والتحدث مع ابنك أو بنتك في كل الأمور التى تخصه أمر واجب واخلق جوا من الحب والاحتواء وأنصت له جيدا.
ثانيا: القدوة الحسنة والتحدث عن نماذج فشلت في الحياة وتعرضت لصعوبات وتماسكت ثم نجحت
ثالثا: ممارسة الرياضة تخرج كل الطاقة السلبية وتفرز هرمون السعادة الذى بكونه يدخل في خطة العلاج النفسى فيحسن الحالة النفسية والمزاجية المراهق.
رابعا: اتباع نظام صحى في الطعام والبعد عن الأكلات السريعة والاهتمام بجميع الوجبات الصحية والنفسية.
خامسا: التحدث عن العاطفة معه وسؤاله عن وجود أحد بحياته أم لا.
سادسا: مراقبة السوشيال ميديا والألعاب الإلكترونية ومحاولة معرفة مع من يتحدث ومعرفة الألعاب التى يستمتع بها. سابعا: عدم نقد المراهق أو لومه باستمرار والتحكم فيه دون داع وخلق مساحة من الحرية الشخصية مع وضع قواعد متفق عليها.
ثامنا: وجود وازع دينى وتربيته على الخوف من الله عز وجل والتحدث معه عن كل شىء وعن الانتحار وإنهاء الحياة وعقاب الله عز وجل وهو عبارة عن تخلص من عرض وقتى لعقاب دائم في الآخرة.
وأخيرا: عند وجود مؤشرات تحذيرية للتفكير أو التحدث أو الكتابة عن الموت أو الانتحار وهياج أو عزلة والبعد عن كل شيء وعدم التحدث والتغيير المزاجى باستمرار عليك التحدث فورا إلى المراهق وعرضه على طبيب نفسى لتقييم حالته ومساعدته.
وقالت الدكتوره رحاب العوضى، أستاذ علم النفس السلوكى إنه ليس من المنطقى إقدام الشخص على مثل هذا الأمر إلى بعد مروره بحالة من الارتباك العاطفى وخصوصا في مطلع سن المراهقة، حيث إنه لم ينضج عقليا أو عاطفيًا أو اجتماعيًا، وهنا يأتى دور الأم في احتواء أبنائها ومتابعتهم عن قرب، لأن هذه الفئة العمرية بطبيعة الأمر متهورة وشديدة الاندفاع.
وأضافت العوضى أن من يبلغ هذا العمر ويمر بأزمة عاطفية ينظر إلى الأمر بمنظور الكرامة أو نقص الرجولة، وهذا الأمر له علاقة أيضا بتعمد الجماعات الإرهابية تجنيد الشباب بين سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة لأنه مندفع ولا يملك أى نوع من الخبرات الحياتية التى تؤهله إلى تمييز قراراته وما يترتب عليها.