ينتمي كتاب التُّحْفَةُ الزَّكِيَّةُ فِي أَخْبَارِ الْقَاهِرَةِ الْمُعزِّيَة، الصادر عن دار حروف للنشر والتوزيع للكاتب والمؤرخ والآثاري سامح الزهار إلى فئة كتب التراث، والكتاب يقدم مزيج بين السرد الأدبي والتاريخ والآثار في قالب جديد في منهجيته، وقد استخدم فيه الكاتب أحدث الدراسات العربية والغربية والاستشراقية فضلا عن أحدث التحقيقات للمصادر التي استخدمها.
يقول المؤلف في الإهداء: إهداء إلى كل عمال البناء المفعمين بالفن والحياة الذين بنوا القاهرة العتيقة بقلوبهم قبل أيديهم، وإلى كل المهمشين الخالدين بعملهم والذين صنعوا من الحجر أصدق الوثائق التاريخية فكان قوامها العشق وآداتها الحب الذي ظهر تأثيره في تلك التجليات القاهرية الرصينة حتى كونت هذا الإرث الحضاري الفني المهيب، حتى أكاد أسمع أنفاسهم تهمس للحجر في شجون.. سلامٌ عليكم في مراقدكم.
وقال "الزهار" في كلمته عن الكتاب: "لم تعرف الإنسانية عاصمة أكثر عمقًا من القاهرة؛ فهي حاضرة الدنيا، وبستان الكون، تزهو عمارتها العتيقة بآفاقها، وتشدو في الأرض بمآذنها وأجراسها؛ ففيها عزُّ الإسلام وحضارة الآنام، ومرَّ بها العلماء الأعلام، والسادة من أولياء الله الكرام، حتى اتخذ منها السلاطين لهم دارًا، ولأبنيتهم التليدة بها استقرارًا، ولخزائن الأرض كانت قرارًا؛ فهي العامرة المعمورة، ذات التاريخ العميق والتراث العريق، والآثار الغنية والحكايات الثرية، تلك المدينة التي تُرى بالقلوب لا بالعيون؛ ففيها التاريخ نُقش على الحجر قبل أن يُكتب على الورق حتى عشقها كل مَنْ مرَّ بها، فطوبى لمن أتاه العشق على هيئة مدينة قديمة زاهرة مُزهرة؛ فبلاد الدنيا موسمية، أما القاهرة فهي تزهر بالحُب في كل الفصول، أما ما بين دفتي هذا الكتاب فهي رحلة في مدينتنا العتيقة نسافر فيها عبر الزمن، ونجوب بالعاصمة القديمة وبشارعها الأعظم، اخلع نعليك إنك في حضرة التاريخ، إنك في القاهرة".