على رغم الجهود الأمنية المتواصلة لجهاز الأمن الروسي، لمحاصرة التنظيمات الإرهابية بشكل عام، بما في ذلك منطقة شمال القوقاز، لا يزال خطر التهديدات الإرهابية حاضرا بقوة، يأتي ذلك بعد إحباط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي سلسلة من الهجمات الإرهابية، في العاصمة موسكو ومدينة أستراخان وجمهورية قباردينو بلقاريا، أعدها عناصر من تنظيم داعش، وتُعتبر هذه المناطق الخاصرة الأمنية الرخوة بالنسبة لروسيا في مواجهة التنظيمات المتطرفة.
وذكرت تقرير لمؤسسة رؤية انه ويأتي ذلك، بعد سلسلة من العمليات المماثلة التي تم إحباطها خلال الفترات الماضية، والتي تُظهر مدى خطورة التهديدات الأمنية التي تواجهها روسيا جراء تواجد العناصر المنتمية لتنظيم داعش، وتشير التقارير إلى خطر العائدين إلى روسيا من سوريا والعراق بعد هزيمة تنظيم داعش هناك، وسعيهم لبناء قواعد جديدة، لا سيما أن المقاتلين الروس كانوا يشكلون النسبة الأكبر ضمن قائمة المقاتلين الأجانب داخل التنظيم الإرهابي.
وأوضح التقرير انه طبقا لمراقبون روس، إن تنظيم “داعش” يشعر بنوع “النقمة” تجاه روسيا، شيء شبيه بما كانت تشعر به التنظيمات المتطرفة اتجاه الولايات المتحدة في تسعينات القرن المنصرم، وأشاروا إلى أن عناصر التنظيم يعتقدون بأن روسيا كانت الفاعل الأكبر في القضاء على التنظيم في أكثر من منطقة من العالم، خاصة في سوريا، وأن بقاء روسيا بشن هجمات جوية على بقايا وخلايا التنظيم في المناطق الصحراوية من سوريا يزيد من مستويات تلك النقمة، وتحاول دومًا أخذ نوع من الثأر، وبالذات داخل روسيا.
ولفت التقرير إلى انه وتشير التقديرات التي اعتبرت أن نسبة المقاتلين من حملة الجنسية الروسية في التنظيم الإرهابي كانوا الأكبر على الإطلاق، آي بنسبة تصل إلى ثلث المقاتلين الأجانب في صفوف داعش.
وأكد الباحث الروسي في مركز جامعة فولغا، أندريه سمالايج، إمكانية نجاح موسكو في مواجهة داعش، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية الروسية تعرف بأن الأساس ليس في السيطرة أو القضاء عدد كبير من المتطرفين الحاليين من مواطني روسيا، لكن فقط بضبط ومراقبة الدعاية الدائمة التي تُرسل لمواطني روسيا لجذبهم وتجنيدهم إلى خلايا التنظيم، وهو أمر أصبح أكثر صعوبة خلال السنوات الماضية، بسبب انفجار أشكال الدعاية والتواصل خلال السنوات الماضية.