تفقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، أعمال مشروع ترميم طريق الكباش بالأقصر، وكذا الأعمال الجارية بمعبدى الكرنك والأقصر، استعدادا لاحتفالية الافتتاح.
رافق رئيس الوزراء خلال الجولة، الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، واللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، والدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
واستهل رئيس الوزراء جولته في طريق الكباش، ومعبد الكرنك بتجديد التأكيد على استمرار جهود كافة الأجهزة المعنية في إعادة ترميم وإحياء المواقع والمناطق الأثرية والتاريخية، حفاظًا على ما تمتلكه مصر من كنوز وآثار، تحكى تاريخها العريق عبر مختلف العصور والحضارات، مشيرًا إلى أن مشروع كشف وتجهيز مسار طريق الكباش بالأقصر يُعد من أهم المشروعات الأثرية التي تقوم الدولة بتنفيذها حاليًا، حيث يستهدف تحويل الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم من خلال ربط معبد الكرنك ومعبد الأقصر ومعبد موت واطلال طبية القديمة الجاري الكشف عنها في منطقة نجع ابو عصبة مع طريق المواكب الكبرى.
وخلال الجولة بمعبد الكرنك وتفقده لقاعة الأعمدة الكبرى بالمعبد وما يجرى بها من ترميم وإعادة إحياء لها وصولًا لما كانت عليه من هيئة توضح الرسومات والالوان الزاهية لهذه الأعمدة، حرص رئيس الوزراء على التقاط صورة تذكارية مع عدد من السائحين المتجولين بالمعبد، وفى إطار العمل على سرعة الانتهاء من أعمال الترميم والتطوير داخل المعبد، وجه بزيادة أعداد العاملين القائمين بتلك الأعمال، ورصد أى ميزانية مطلوبة من أجل سرعة الانتهاء من هذه العملية، حتى تظهر الألوان على صورتها الأولية، التى تعكس ما كان عليه المصريون القدماء من تقدم وحضارة، كما أجري رئيس الوزراء حوارًا مع مشرف الفنيين والعمال القائمين على عمليات التطوير للوقوف على الطاقة الإنتاجية لكل عامل، والمتطلبات اللازمة لسرعة الانتهاء من هذه الأعمال، وفى هذا الصدد لفت رئيس الوزراء إلى أهمية مشاركة المزيد من خريجى كليات السياحة والآثار، والاستعانة بهم في تنفيذ عمليات التطوير والترميم داخل المواقع الأثرية.
كما تفقد رئيس الوزراء خلال جولته في معبد الكرنك، أعمال ترميم تمثال تحتمس الثاني المتهدم من أكثر من ألف سنة، حيث تمت الإشارة إلى أنه من المتوقع الانتهاء من أعمال ترميمه خلال شهر أكتوبر القادم، ووجه باستكمال جميع الصروح القائمة في المعبد، لإعادتها لأصلها، مشيرًا في هذا الصدد إلى أهمية إعداد مذكرة تتضمن كافة الأعمال المتهدمة في المعبد، وتحديد القيمة التمويلية المطلوبة لإعادة بنائها واستعادتها كما كانت، مع تحديد مدة زمنية للتنفيذ، كما وجه بإعادة طلاء كافة المنازل المحيطة بالمعبد بلون يتماشي مع المعبد.
وفي طريقه إلى معبد الأقصر، تفقد رئيس الوزراء كورنيش الأقصر، وطريق الكباش موجها بأهمية زراعة نخيل على جانبي طريق الكباش، ومراعاة المنظر الجمالي بمداخل جميع المواقع الاثرية خاصة في معبدي الكرنك والأقصر حفاظًا على الهوية السياحية لهذه الأماكن، خاصةً أن المنطقة بدأت تشهد زيارة أعداد كبيرة من السائحين.
واستمع رئيس الوزراء خلال الجولة إلى شرح حول الموقف التنفيذي الهندسي والأثري لمشروع کشف وتجهيز مسار طريق الكباش بالأقصر، حيث أشار الدكتور خالد العنانى، إلى أنه تم الانتهاء من أعمال الممر الأثری، وجار استكمال أعمال الحفائر، موضحًا أن أهم ما يميز هذا المشروع منذ لحظة الكشف الأولى عنه منذ نحو۷۰ عامًا حتى الآن انه مشروع مصری ۱۰۰ ٪ بدون اي مشاركة أو تدخل اجنبي، لافتا إلى أن أعمال مشروع طريق الكباش تمتد على محور شمالی جنوبي لمسافة نحو ۲۷۰۰ م طول، وذلك فيما بين المسرح العاشر لمعبد الكرنك شمالا، مرورًا بمعبد موت، وصولًا لمعبد الأقصر جنوبًا.
وأوضح وزير السياحة والآثار أن أعمال مشروع کشف وتجهيز مسار طريق الكباش مقسمة إلى ۷ قطاعات تيسيرا لأعمال التوثيق والتسجيل للمراحل المختلفة لأعمال الحفائر وأعمال التطوير التي تتم به، حيث تبدأ من معبد الأقصر حتى معبد الكرنك وتتضمن أعمال ترميم الممر الأثری، وقواعد الكباش، والسور الأثري، والاكتشافات الأثرية من أعمال الحفائر، إلى جانب إنشاء واستكمال أسوار خرسانية وتشطيبها بنفس مواصفات السور الأثري، وإنشاء برجولات خشبية للزائرين وزراعة نخل على المنسوب المتوسط خلف قواعد الكباش، فضلاَ عن أعمال إنارة الممر الأثري وقواعد الكباش، وإنشاء شبكة صرف لخفض منسوب المياه الجوفية على طول مسار الطريق.
وأضاف أنه جار استكمال أعمال الحفائر بطريق الكباش للكشف عن التماثيل الموجودة بالطريق من جهة نجع ابو عصبة، حيث تم الوصول لمنسوب التأسيس لهذه التماثيل والعثور على بعض رؤوس تماثيل خلال أعمال الحفائر.
وأوضح الدكتور خالد العنانى أنه تم تشكيل لجنة مشتركة تضم كلا من وزارة السياحة والآثار ومحافظة الأقصر والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وذلك لعمل معاينة على أرض الواقع لتحديد مسار السور الغربي لطريق الكباش الخاص بمعبد خونسو، والذي يفصل المنطقة الأثرية ومنطقة الحفائر عن المنطقة السكنية الواقعة جهة الغرب، كما تم الانتهاء من السور الشرقي، وجار العمل بالسور الغربي اللذين يحدان الممر الأثري بداية من تقاطع طريق الكباش جنوبا، وصولًا لمعبد الكرنك شمالا.
وفى ختام جولته، أشاد رئيس الوزراء بجهود المشاركين في أعمال إعادة إحياء طريق الكباش بالأقصر، مشيرًا إلى أن ما يقومون به من أعمال ترميم إنما تُخلد ما أسسه المصريون القدماء من حضارة وتراث إنساني عريق، يعكس مكانة وقدر مصر عبر العصور والأزمان.