تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يخطئ من يتصور أن المعركة التي تخوضها جماعة الإخوان في ليبيا، ترتبط فقط برغبتها في الهيمنة على حكم تلك الدولة، التي انهارت بفعل مؤامرات القوى الكبرى، الراغبة دائما في فرض سطوتها على أماكن الثروات بالوطن العربي، فالمراقبون يعتقدون أن المعركة التي تخوضها الجماعة في ليبيا، لن يقتصر تأثيرها على الحدود الليبية فقط، أو أن الجماعة، ومن ورائها تركيا، تحاربان في هذه الساحة، دون دعم خارجي ومن الولايات المتحدة الأمريكية بوجه خاص.
ويكشف الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي، بجامعة الزقازيق كواليس مخطط تمكين جماعة الإخوان في ليبيا، وتغيير جلدها، حتى تصبح قادرة على تسويق نفسها للشعوب في ثوب جديد، يمكنها من قيادة ربيع عربي جديد، تستهدف الولايات المتحدة إطلاقه في المنطقة.
وقال العفيفي: "بدأ تنفيذ هذا المخطط بسلسلة الاستقالات التي ضربت حزب الجماعة في ليبيا المسمى بالعدالة والبناء، لإيهام جماهير الشعب الليبي، والعربي بوجه عام، أن الجماعة تعاني خلافات تستدعي تفكيكها، ومن ثم تعود من جديد في شكل عصري، تدافع فيه عن الديمقراطية، لتخلق قاعدة شعبية جديدة، تستغلها في تهديد مستقبل المنطقة، يإيعاز أمريكي".
وأشار إلى أن الاستقالات التي ضربت الحزب، شملت قيادات شهيرة به، مثل: سميرة العزابي، نائب رئيس الحزب، التي عللت الاستقالات المتتالية، بأن الحزب أصبح يعبر عن توجهات لا تتناسب مع طبيعة المرحلة، خصوصا بعد تغيير قيادته، من محمد الصوان، الذي استمر على رأس الحزب 9 سنوات كاملة، إلى محمد البناني المعروف بتطرفه الشديد.
وأضاف العفيفي: "هذه التغييرات في صفوف الجماعة، تستهدف غسل سمعتها من الجرائم التي ارتكبتها، لتعيد تقديم نفسها في صورة حديثة، تسمح لها بالبقاء في السلطة بليبيا، للتآزر مع الشكل التقليدي للجماعة الموجود في تونس، من أجل صناعة جناحين من أجل إطلاق ربيع عربي جديد، يدمر ما بقي من دول المنطقة، لصالح الهيمنة الإسرائيلية، وتنفيذ خطط نهب المزيد من ثروات الوطن العربي.