تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
بمناسبة الذكرى السنوية المائة والستين لصدور أول عدد لمجلة "أوسيرفاتوريه رومانو"، نشرت الصحيفة الفاتيكانية مقالا كتبه مدير جريدة أفينيريه Marco Tarquinio سلطت فيه الضوء على أهمية الحوار في عالم اليوم انطلاقا من التوجيهات التي وردت في رسالة البابا فرنسيس العامة Fratelli Tutti.
تحدث المقال عن أهمية الاقتراب من الآخرين والإصغاء إليهم والنظر في وجههم والتعرف عليهم والبحث عن نقاط مشتركة، وهذه هي الأفعال التي ينبغي أن يرتكز إليها الحوار وتساءل المقال: كيف يمكن أن يكون عالمنا بدون الحوار الصبور بين العديد من الأشخاص الأسخياء الذين حافظوا على وحدة العائلات والجماعات؟ مع العلم أن الحوار المثابر والشجاع لا يتصدّر صفحات الجرائد مثل أخبار الصراعات والنزاعات، ومع ذلك إنه يساعد الناس على العيش في عالم أفضل بشكل قد لا ندركه بوضوح.
وكان البابا فرنسيس قد تحدث بشكل مسهب عن هذا الموضوع في رسالته العامة الأخيرة Fratelli Tutti.
وأوضحت الصحيفة الفاتيكانية أن من يدركون هذا الأمر أفضل من سواهم هم المسيحيون، ويتعين على هؤلاء أن يبذلوا كل جهد ممكن ليجعلوا هذا المفهوم واضحا لدى الجميع. وينبغي على المسيحيين أن يبحثوا بشغف عن الحوار، لأن البحث عن الحوار يعني السعي إلى السير وراء الرب يسوع المسيح. ومن هذا المنطلق لا بد أن نعلن على العالم السلام، مع أن هذا الأمر يتطلب في غالب الأحيان السير في عكس التيار. كما أن انتماءنا المسيحي يشكل بحد ذاته وعدًا للبقاء أمناء للحوار، والابتعاد عن إبليس، والتخلي عن منطق الانقسام والتهكم بالآخرين والتواصل معهم، وعدم الاستسلام لليأس، وإلا يكون تصرفنا هذا خيانة لله ولأخوتنا وأخواتنا في الإنسانية.
بعدها أكد مقال صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو أن المسيحيين يتمتعون بالإيمان بالكلمة الذي هو يسوع المسيح، لكن هذه الفكرة يمكن أن تجمع بين أشخاص يحملون معتقدات مختلفة وتحركهم قناعات مختلفة، لكن القاسم المشترك بينهم هو الصدق والنزاهة. وذكّرت الصحيفة الفاتيكانية بأن البابا فرنسيس وفي رسالته العامة Fratelli Tutti، كما في الرسالة العامة "كن مسبحا" – وهما رسالتان وجههما إلى البشرية برمتها لا إلى الكاثوليك وحسب – يساعدنا على صياغة هذا الفكر بطريقة بسيطة ولكن فاعلة. وهو يدعونا إلى التفكير بكيف يمكن أن يكون عالمنا اليوم بدون هذا الحوار الصبور الذي يقوم به العديد من الأشخاص الأسخياء. وهذا الحوار يرتكز إلى واقعية من يرى الشر ولا يسعى إلى إخفاء وقْعه، وأيضا إلى امتنان من يقوم بعمل الخير بثقة دون أن يوفّر أي جهد.
من هذا المنطلق تابع المقال يحتاج الحوار الذي يجمع بين الناس إلى أشخاص يعرفون كيف يكونون واقعيين وممتنين لكل خطوة نقوم بها تجاه بعضنا البعض، من أجل بناء عالم نعيش فيه حياة أفضل. وذكرت الصحيفة الفاتيكانية بأنه إذا كان عالمنا يقتصر على الأخبار التي تتصدر صفحات الجرائد والنشرات الإخبارية لكان قد انتهى منذ زمن بعيد وهذا لم يحصل لأن هناك الخير الذي يواجه هذه الشرور، هذا الخير الذي يعمل من أجله العديد من الرجال والنساء المنتمين إلى أعمار مختلفة وظروف اجتماعية متنوعة يقوم كل منهم بدوره، حتى لو كان إسهامه متواضعًا جدا.
ولم يخلُ المقال من الإشارة إلى أهمية اللقاء الذي عُقد في الإمارات العربية المتحدة بين البابا فرنسيس وإمام الأزهر أحمد الطيب، والذي تم خلاله التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية وهذه المبادرة تشكل مثالا ينبغي أن يحتذي به كل واحد منا، ليقوم بمسؤوليته كلٌّ حسب إمكاناته وظروفه في الختام أكدت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو أن الحوار ليس كالعصا السحرية التي تجعل السلام يحل على الأرض بطريقة مفاجئة، إنه في الواقع الدرب المستقيمة الواجب سلوكها للوصول إلى السلام بحزم وصبر، مع أن الأفعال التي نقوم بها لا تتصدر الأخبار العالمية فكل يوم هو يوم ملائم لمتابعة السير إلى الأمام ولتغيير حياتنا ومسار التاريخ