يستمر ملتقى الحوار السياسي الليبي في تعقيد الأوضاع في ليبيا بسبب الخلاف الواضح بين الأعضاء حول أبرز البنود في القاعدة الدستورية، حسبما افادت قناة روسيا اليوم.
ووفقا لتقارير ليبية، لم يتمكن أعضاء الملتقى الذي استمر لأربعة أيام منذ يوم الاثنين الموافق 28 يونيو، من حسم الخلافات وعدم التوافق فيما بينهم، الأمر الذي دفع إلى تمديد مدته ليوم آخر من أجل التفاوض بشأن القاعدة الدستورية مع اشتراط التوصل إلى حل يُرضي جميع الأطراف حول القاعدة التي بدونها لا يمكن إجراء الانتخابات الليبية المقرر أن تُقام يوم 24 ديسمبر من العام الجاري.
التلاعب الذي يحدث داخل ملتقى الحوار السياسي هو أحد أسباب الخلاف بين أعضاءه، حيث تم تقديم مُقترح من 21 عضوًا من مجلس النواب والدولة وداعمي الحكومة المؤقتة طالبوا من خلاله بتأجيل الانتخابات والإبقاء على حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
ويعمل بعض المُشاركين في الملتقى على محاولة تمرير بعض بنود القاعدة الدستورية التي تُعتبر إلى حدٍ ما إقصائية.
هذه البنود التي تحدث عنها نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي السابق، أحمد معيتيق، حيث قال إن بعضها يعمل وبشكل مباشر على إبعاد عدد كبير من أبناء الشعب الليبيي من المُشاركة في الحق الوطني لهم في الترشح أو انتخاب رئيس الدولة، فعلى سبيل المثال أحد بنود القاعدة الدستورية ينص على أداء القسم الذي يقول:"وأن أسعى لتحقيق مبادئ وأهداف ثورة فبراير"، هذا القسم الذي يقوم بإبعاد كل من هو منتمي لنظام حكم القذافي السابق.
وأحد البنود التي تُعتبر إقصائية أيضًا هو، إشتراط الجنسية الواحدة، حيث إن كل من لديهم جنسية مزدوجة لا يحق لهم الترشح، مع العلم أن الامر الذي دفع هؤلاء للحصول على جنسية أخرى هو معارضتهم لنظام حكم القذافي السابق.
ملتقى الحوار السياسي الليبي كان الهدف منه أن يقوم بالتوصل إلى إتفاق وتعديل بنود القاعدة الدستورية لكي يضم جميع أبناء الشعب الليبي ويسمح لهم بممارسة أحد أبسط حقوقهم وهو تقرير مصيرهم وإختيار من يجب أن يمثلهم، لكن كما يبدو هناك أعضاء يعملون على تعطيل مفهوم الانتخابات نفسه والإبقاء على الحكومة الموجودة حاليًا وتحويلها من حكومة مؤقتة إلى دائمة رغمًا عن أنف الجميع.
الترشح والانتخاب هو حق أي مواطن ليبي بغض النظر عن مكانته وحالته الاجتماعية، مدنيًا كان أو عسكري، ويجب أن لا يتم السماح لأي طرفٍ كان من تعطيل هذا الواجب الوطني.