الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أحمد المرسى الفائز بجائزة ساويرس الثقافية: السوشيال ميديا تتحكم في دور النشر.. وحكاية أصغر كاتب في المعرض تثير تعجبى

الكاتب أحمد المرسي
الكاتب أحمد المرسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صدر للكاتب أحمد المرسي روايتين، هما «ماتبقى من الشمس»، و«مكتوب»، إلا أن الضوء تسلط عليه لفوزه بالمركز الثاني، بجائزة ساويرس الثقافية، فئة شباب الكتاب، عن رواية «ماتبقى من الشمس»، وهي العمل الأول له... حول المعرض والكتب وعالم القراءة كان لـ«البوابة» مع «المرسي» هذا الحوار..

■ ماذا تقرأ حاليا؟

- أقرأ كتاب «مصر في الحرب العالمية الأولى»، للدكتورة لطيفة سالم، وهو كتاب فريد، يتحدث عن ظروف مصر الاقتصادية والاجتماعية، خلال فترة الحرب العالمية الأولى، وكيف أثر هذا الصراع العالمي على حياة أجدادنا.

■ وما الكتاب الذي أعجبك خلال السنة الماضية؟ ولماذا؟

- «رسائل من مصر»، لليدي داف جوردون، والذي ترجمه عن الإنجليزية أستاذنا إبراهيم عبد المجيد، وسبب إعجابي به، أنه يغطي فترة تاريخية غامضة في التاريخ المصري، ويتحدث عن صعيد مصر، فترة منتصف القرن التاسع عشر، من وجهة نظر غربية محايدة ومحبة للمصريين، وتظهر مدى العسف الذي تلقاه المصريون على يد حكومة الخديو، وثورات الفلاحين والأوبئة.

كما أن الليدي داف جوردون، كانت شخصية رئيسية في روايتي «ما تبقى من الشمس»، ولكني لم استطع ايجاد مذكراتها الخاصة باللغة العربية، وقت كتابة الرواية، مما دفعني إلى اللجوء لترجمة الكثير من رسائلها عن الإنجليزية، وكان هذا مجهود شاق، لأتفاجأ بعد شهور بصدور الكتاب كاملًا مترجمًا، وهو ما أسعدني.. فقد غطت تلك الترجمة جانبًا مهمًا في المكتبة العربية.

■ وما ترشيحاتك للقراء في معرض القاهرة الدولي للكتاب؟

- هناك العديد من الترشيحات، التي لا يسع الوقت لذكرها، ولكن أحد العناوين التي لفتت انتباهي «على بلد المحبوب»، للكاتب أحمد خير الدين، ورواية «إخضاع الكلب»، لأحمد الفخراني، وهي رواية رائعة، تستحق أن تكون في قائمة الترشيحات بقوة، تتحدث عن رجل وكلب.

وهناك أيضًا رواية بعنوان «منزل الرجل الأعمى»، لبهاء حجازي، أعجبتني بشدة، تتحدث عن الصعيد في زمن النكسة، وأيضا رواية بعنوان «ورثة آل شيخ»، لأحمد القرملاوي، أعجبني فيها أنها رواية أجيال، لكنها قليلة عدد الصفحات، وقد استطاع فالكاتب يها أن يستخدم تقنية التكثيف دون إخلال.

■ ومن الكاتب العربي الأكثر تأثيرًا لديك؟

- من جيل العظماء؛ بالطبع نجيب محفوظ، فعوالم نجيب محفوظ هي الأفضل بالنسبة لي، أيضًا خيري شلبي، لأني أعشق الواقعية السحرية، وإن ساعدني اللفظ فأقول إنه «مصّر الواقعية السحرية».

■ ومن الكاتب الأجنبي الأكثر تأثيرًا لديك؟

- أجدني أميل دائمًا إلى الأدب اللاتيني، خاصة إيزابيلا الليندي، ولكن ماركيز أعتبره عراّبي، لأن رائعته «مائة عام من العزلة»، فتحت عيني على أدب من نوع مختلف.

■ وما الكتاب الذي تعيد قراءته من وقت لآخر؟

- موسوعة «قصة الحضارة» لويل ديورانت، فأنا أعتقد أن هذه الموسوعة أفضل الكتب، التي تم إنتاجها في آخر مائة عام، ومن حين لآخر أجدني مُنجذبا لإعادة قراءة أحد كتبها من جديد.

■ كاتب ترى أنه أخذ شهرة لم يستحقها؟

- في نظري لا يوجد كاتب أخذ شهرة لا يستحقها، فبالتأكيد أنه فعل شيئًا ما، يستحق به تلك الشهرة، سواء وافق هذا ذائقتنا أم لا، الزمن هو من سيحكم عليه، سواء كتب الغث أو السمين، وكل عمل لا يستحق الاحتفاء سوف يسقط مع مرور الوقت، وسوف تسقطه الذاكرة، وكل عمل يستحق سوف ينال الاحتفاء الواجب مع الوقت كذلك.

■ كاتب لم يحظ بشهرة أو لم تقرأ أعماله جيدًا؟

- ربيع جابر، وهو كاتب لبناني، لديه ملكة أدبية فريدة، وقد حاز على جائزة البوكر، عن روايته «دروز بلغراد»، ولكن رغم ذلك فهو غير معروف بشكل كافٍ في مصر.

■ وما الموضوع أو المجال الذي يمثل تحديًا للكاتب؟

- أعتقد أن التاريخ هو أصعب المجالات الأدبية، التي من الممكن أن يخوض الكاتب غمارها، لأنه يحتاج إلى مجهود بحثي كبير للغاية، والعديد من الكتاب اللامعين سقطوا في ذلك الفخ، وانجذبوا لكتابة التاريخ، فكان أضعف إنتاجهم، ولكن أعتقد أنه من الأسماء اللامعة في كتابة الرواية التاريخية الأستاذ صنع الله إبراهيم، خاصة رواية «العمامة والقبعة»، ويوسف زيدان في كل من «عزازيل» و«النبطي».

■ وكيف تختار الكتب التي تقرأها؟

- عن طريق الموضوع الذي أريد أن أقرأ فيه، ففي العادة أنا أبحث في الموضوع، سواء كان تاريخيا أو فلسفيا أو اجتماعيا، وأبدأ في البحث عن الكتب التي تغطي هذا الجانب، حتى أن بعضها يكون رسائل علمية غير منشورة، واضطر من أجل قراءتها إلى بذل الكثير من الجهد.

■ وكيف تقيس نجاح كتابك؟ بالجوائز أم البيست سيلر؟

- أعتقد أن البيست سيلر ليست أبدًا مقياسًا للكتاب، خاصة مع انتشار ثقافة فيس بوك، فأصبح كل مدون أو مدونة لم يتجاوز من العمر ١٨ و٢٠ عاما، يلقى قبولًا على السوشيال ميديا، ويتبعه آلاف من المراهقين، يصدر كتابًا، ويجد له صدى كبيرا في السوق، لمجرد أن له جمهوره «فيس بوكي»، حتى أن بعض دور النشر هذه الأيام، تقرر ما إذا كانت ستنشر لكاتب ما أم لا، عن طريق تقييم تواجده على السوشيال ميديا، بغض النظر عن مستوى كتابته، وهذا ظالم، وللأسف هناك بعض دور النشر الكبيرة التي تضع ذلك الشرط في استمارة تقديم الأعمال، وهذا غريب.

ولذلك فأنا أعتقد أن الجوائز مقياس أكثر دقة، لقياس نجاح كتاب أو فشله، كما أنها تسلط الضوء بشكل جيد على الكتب الناجحة، سواء الفائزة منها أو المرشحة، والتي دخلت على الأقل القوائم القصيرة.

■ وما أفضل نصيحة تلقيتها؟ ومن من؟

- «أنت قادر على فعل أي شيء تريده في الكون ولكن عليك فقط أن تريده»، وهذه نصيحة من أمي، ورغم أني تلقيت العديد من النصائح، من الكثير من الكتاب والأصدقاء، إلا أني لم أجد أقيم من تلك النصيحة في حياتي، فالإنسان يجب أن يؤمن بنفسه أولًا، وبعد ذلك من الممكن أن يتحقق أي مستحيل بعد ذلك، وإن غاب شرط تصديق النفس والإرادة، فالأمر منتهي.

■ وما نصيحتك لمن يريدون البدء في كتابة روايتهم الأولى؟

- أبدأ بالقراءة وليس بالكتابة، لا يمكن أن يكتب الإنسان بدون أن يقرأ، وإلا سيكتب ما لا يستحق القراءة، العديد من الشباب من أبناء جيلي كذلك سارعوا للكتابة، دون أن يعطوا أنفسهم وقتًا ليقرأوا، ويهضموا ما قرأوه، حتى أني أتعجب من أن هناك شبابا يفتخر أنه «أصغر كاتب في معرض الكتاب»، على سبيل المثال، وهذا في نظري غريب، فمتى قرأ لكي يكتب، وهو بهذا العمر.

القراءة وتكوين الشخصية يأخذ وقتًا لا بأس به، فلا يجب على الإنسان أن يمسك القلم ليكتب، إلا بعد أن يكون قد قرأ العدد الكافي من الكتب، وفي جميع المجالات، وبعدها من الممكن أن يأخذ خطوة الكتابة.

■ ولماذا تحظى الروايات بالمكانة الأكبر لدى القاريء العربي حاليًا؟

- لأنها تخاطب الخيال، وهذا ليس لدى القاريء العربي فقط، ولكن العالمي أيضًا، هناك مقولة تقول إن الرواية هي ديوان العرب الحديث، وهي مقولة صحيحة، فقد كان الشعر يحتل المكانة ذاتها منذ ٢٠٠ عام، ولكن الرواية استطاعت عن طريق لغتها ومواضيعها ومواكبة العصر أن تحل محل الشعر، وأعتقد أن هذا التأثير سوف يظل فترة لا بأس بها، ولكنه ليس طويلًا، ولن تصمد بشكلها الحالي طويلًا.

ولكن قد تأخذ أشكالا أخرى، فهي عبر أقل من ١٠ سنوات بدأ إنتاجها يتجه إلى ما يسمى بـ"نوفيلا»، رغم عدم إعجابي الكامل به وعدم ملائمته للكثير من المواضيع ولكن أعتقد أن المستقبل لهذا الفن، وستكون الرواية الطويلة مثلها مثل فن القصة القصيرة، الذي أراه يتصدع من بعد يوسف إدريس، رغم المحاولات لإنقاذه.

■ ما الكتاب الذي تعمل عليه حاليًا؟

- أعمل حاليًا على رواية عن الأمنيات غير المحققة، ونظرة الإنسان للحياة من خلالها، وهذا مخالف تماما لموضوع الموت والخلود الذي ناقشته في (ما تبقى من الشمس)، أو القدر وأسبقية العلم الإلهي في (مكتوب)، ولذلك فيقع عليّ جهد البحث الطويل، والتركيز الشديد، وهو أمر صعب، ولكن لحبي له فهو هين.