فنان من طراز خاص، وموهبة بزغت في سن الـ١٢ عامًا، لتبدع في أحد أصعب الفنون، على مستوى العالم، ألا وهو فن الأركت، ليصل لمستوى الإبداع والعالمية، ببلوغه الثلاثين من عمره.. عن ابن مدينة السادات، بمحافظة المنوفية، كريم الفيشاوي... نتحدث في هذا الموضوع.
ويقول "الفيشاوي": "بدأت موهبتي من عمر ١٢ عامًا، وكانت بهواية الخط والرسم والشغل اليدوي وتقطيع الأخشاب، وكان هناك دعم كبير من والدي لاستكمال تعليمي لهوايتي التي كانت تتمثل في تقطيع قطع الخشب وتجميعها في أشكال مختلفة لما يعرف بفن الأركت". وأضاف: "بعض الأشخاص يروا أن فن الأركت صعبًا ولكنني أراه سهلًا جدًا لأنه يعتمد على الشغل اليدوي، لأني أشعر بمتعة خاصة بتحويل قطعة من الخشب لقطعة فنية مميزة"، موضحًا أنه يستخدم بعض الأدوات مثل منشار الأركت اليدوي والخشب الأبلكاش والصبغات وورنيش للدهان". وتابع "الفيشاوي": "تخرجت من معهد للخطوط والزخارف، بنظام الـ ٤ سنوات وهو ما يعادل البكالوريوس، ثم أكملت دبلومة لمدة عامين في الخط العربي والتذهيب، وكنت دائمًا أحصد المركز الأول على دفعتي طيلة سنوات الدراسة"، مؤكدًا: والدي كان الداعم الأول لي وساعدني في الكثير لإتقان هذا الفن واكتسبت منه الخبرة رغم اختلاف مجال عمله".
وأشار، إلى أن فن الأركت هو أحد أروع الفنون في العالم، وتعلمت فيه الهدوء والصبر والاتزان، فهو فن تفريغ الخشب طبقا للأشكال المطلوبة بالرسومات المصممة بالمقاييس المحددة لإخراجها في شكل جميل يتناسب مع المكان الملائم لذلك، مؤكدًا: "بعمل تصميمات في ديكورات المنازل والمكاتب وحجرات الأطفال وأقوم بتصميم قطع وتحف فنية مثل معلقات قرآنية وتابلوهات وأباجورات ومجسمات وعلب هدايا وأشكال مختلفة ". وقال "الفيشاوي": "موهبتي أصبحت حرفة ومهنة أفخر بها، ولقبت بملك الأركت وبرنس الأركت"، موضحًا أنه تعرض لرحلات من الصعود والهبوط خلال عمله، قائلًا: "في بدايتي تلقيت دعما كبيرا من والدي والمعلمين، وأحبطت من البعض الآخر، ولكنني استمريت وأكملت دراستي بنجاح في الفنون والخط العربي والزخارف".
وأضاف: "واجهت صعوبة في تسويق منتجاتي في البداية، نظرًا لاتجاه البعض للمنتج الصيني، بالرغم من أن المنتجات المصرية أفضل وأجود من حيث الخامة، وبعد تجربة منتجاتي أصبحت متداولة بين الجميع.
وأردف "الفيشاوي" قائلًا: "أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعمه للحرف اليدوية، وأتمنى أن يتبنى حلمنا ببناء مدينة للحرف اليدوية، وعمل ورش لتعليم الحرف اليدوية، وتكريم فناني ومصممي الحرف اليدوية، لتصبح مصر رائدة في الصناعات والحرف اليدوية على مستوى العالم".
وأوضح: "حصلت على العديد من التكريمات في مصر وبعض دول الوطن العربي، مثل سلطنة عمان والكويت والأردن، وليبيا والعراق، كما أنني عضو ملتقى الفنانين العرب الدولي وشهادة سفير الإبداع من الرابطة العالمية للإبداع والعلوم الإنسانية، وحصلت على الدكتوراة الفخرية من منظمة جنيف، وعدد من التكريمات من بعض المنظمات الكبرى في مجالات الفن والإبداع".
