الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

مهرجان كان السينمائي يطوي صفحة الجائحة.. 24 فيلما يتنافسون على السعفة الذهبية.. وليو كاراكس يفتتح العروض بـرقصة «Annette».. فيلم مغربي ضمن الاختيار الرسمي.. و"ريش" يمثل مصر بأسبوع النقاد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنطلق، الثلاثاء المقبل، فعاليات مهرجان كان السينمائي في نسخته الـ74 والذي تستمر عروضه حتى 17 من الشهر الجاري، وسط إجراءات احترازية مشددة للحد من انتشار فيروس كورونا.
ويعود الحدث السينمائي الأبرز في أوروبا بعد عامين منذ أخر نسخة والتي توج فيها الفيلم الكوري الجنوبي "Parasite" لبونج جون هو بالسعفة الذهبية، عقب إلغاء نسخة العام الماضي بسبب الوباء العالمي.
ويقام المهرجان للمرة الأولى بالحضور الشخصي منذ بداية الجائحة، حيث جرت العادة أن يقام في شهر مايو من كل عام، إلا أن الأزمة الصحية فرضت تأجيله شهرين عن موعده الأصلي، ليلتقي نجوم الشاشة الكبيرة مجددًا على سجادته الحمراء.
ويسعى مهرجان كان السينمائي في دورته هذا العام إلى تجاوز قيود جائحة كورونا، والتي عطلت سير صناعة السينما خلال العام الماضي وتستمر توابعها حتى الأن، حيث لم يعد معمولًا بتدابير حظر التجول على جادة "الكروازيت" الشهيرة، ولن يكون الجمهور المسموح به في صالات السينما محددًا بعدد معين أو بنسبة ما، لكن وضع الكمامة سيبقى إلزاميا داخل الأماكن المغلقة.
كما تم استحداث قسما جديدًا وهو "سينما الشاطئ" والذي ستقام عروضه على شواطئ الريفيرا في الهواء الطلق. حيث قال مدير المهرجان تيري فريمو: "لم ننته من الجائحة بعد وينبغي تاليًا توخي الحذر. نحن معتادون على تبادل القبلات في أعلى الدرج، لكننا لن نفعل ذلك.. ومع ذلك ستكون قلوبنا حاضرة هناك".
وتضم نسخة المهرجان لائحة كبيرة من الأفلام المشاركة سواء داخل المسابقة الرسمية أو خارجها بلغت قرابة 80 فيلما تم اعتمادهم من بين نحو أكثر من ألفي فيلم تم استقبالهم خلال الشهور الماضية. ويشارك في المسابقة الرئيسية أفلام لعدد من المخرجين المرموقين سبق لبعضهم أن حصل على السعفة الذهبية، كالإيطالي ناني موريتي عن فيلمه "THREE FLOORS"، والفرنسي جاك أوديار عن "PARIS 13TH DISTRICT"، وأبيشاتبونج ويراسيتاكول عن فيلمه الأول بالإنكليزية خارج تايلاند "MEMORIA" مع تيلدا سوينتون وجان باليبار.

عودة الكبار
وتتضمن مسابقة المهرجان الرسمية 24 فيلما يفتتح عروضها المخرج الفرنسي ليو كاراكس بشريطه الموسيقي "ANNETTE" للنجمين ماريون كوتيار وآدم درايفر، وتولت فرقة "سباركس" الأمريكية الشهيرة كتابة السيناريو والموسيقى فيه. وتدور أحداث الفيلم في مدينة لوس أنجلوس في العصر الحالي حول مقدم فقرات كوميدية وزوجته مغنية الأوبرا، حيث تتلقى عائلته خبرًا غير متوقع يقلب الأمور رأسًا على عقب. وشارك كاراكس للمرة الأولى في مهرجان كان عام 1984 بفيلم "Boy Meets Girl" الحائز على جائزة الشباب، وسبق أن ترشح للسعفة الذهبية مرتين عام 1999 عن فيلم "Pola X" وعام 2012 بفيلمه الشهير "Holy Motors".
ويعود المخرج الهولندي بول فيرهوفين للكروازيت بعد غياب 5 سنوات منذ فيلمه الأخير "Elle" للنجمة إيزابيل أوبير، بشريط درامي منتظر بعنوان "BENEDETTA" وتدور احداث الفيلم حول معاناه راهبة في إيطاليا من القرن السابع عشر من رؤى دينية وإثارة مزعجة. تساعدها رفيقتها وتتطور العلاقة بينهما إلى علاقة غرامية رومانسية. وكانت أولى مشاركات فيرهوفن مع مهرجان كان السينمائي عام 1992 بفيلمه الشهير "Basic Instinct" للنجمة شارون ستون.
وتسجل المخرجة الفرنسية ميا هانسن لاف ظهورها الأول بالمسابقة الرسمية لكان بفيلم "BERGMAN ISLAND"، وهي دراما خيالية حول زوجين أميركيين يعملان في صناعة الأفلام ينسحبان إلى الجزيرة لقضاء الصيف ليكتب كل منهما سيناريوهات لأفلامهما القادمة، ومع تقدم الصيف وسيناريوهاتهما، يسيطر الخيال على الرحلة. وسبق أن فازت لاف بجائزة مسابقة "نظرة ما" عام 2009 عن فيلم " Father of My Children" مناصفة مع الشريط الإيراني "No One Knows About Persian Cats".
وبعد 11 عاما على نيله السعفة الذهبية عن فيلم "Uncle Boonmee Who Can Recall His Past Lives"، يطل المخرج التايلاندي أبيشاتبونج ويراسيتاكول بفيلمه الأول بالإنكليزية خارج تايلاند "MEMORIA" بمشاركة النجمة تيلدا سوينتون وجان باليبار. ويتبع رحلة امرأة من اسكتلندا، أثناء سفرها في كولومبيا، بملاحظة أصوات غريبة. سرعان ما بدأت في التفكير في مظهرها.
وبعد 31 عاما على تتويجها بالكاميرا الذهبية في مهرجان كان عن فيلمها "My 20th Century"، تعود المخرجة المجرية ايلديكو انيدى بفيلم رومانسي جديد بعنوان "The Story Of My Wife" للنجمة الفرنسية ليا سيدو، تدور أحداثه حول قبطان البحر يراهن مع صديق له في مقهي على أنه سيتزوج أول امرأة تدخل.
ويعرض المخرج الأمريكي ويس أندرسون، فيلمه المؤجل من نسخة العام الماضي "The French Dispatch" والذي يضم كوكبة من النجوم، بينهم: بيل موراي، ليا سيدو، سيرشا رونان، أدريان برودي، فرانسيس ماكدورماند، ويليام دافو، كيت وينسلت، تيموثي شالاميت. وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الصحافيين الذين يعملون في مقر جريدة أمريكية تقع في مدينة فرنسية خيالية خلال القرن العشرين، وهو ما يبعث للحياة مجموعة من القصص المنشورة فيها.
وتضم لائحة الاختيار الرسمي أيضا أربعة مخرجيين أمريكيين، بينهم شون بن الذي يعود إلى كان بعد رد الفعل البارد جدا الذي قوبل به فيلمه " The Last Face" عام 2016، بفيلم "FLAG DAY" حول أب يعيش حياة مزدوجة كمزور وسارق بنك ومحتال من أجل إعالة ابنته. ويشاركه المخرج شون بيكر بفيلم "Red Rocket" ويتبع قصة بطل أفلام إباحية سابق يعود إلى مسقط رأسه الصغير في تكساس، حيث لم يعد مرحب بوجوده هناك. ومن خارج المسابقة، يقدم توم مكارثي، الحائز جائزة أوسكار عن فيلم "Spotlight"، فيلم "STILLWATER" الذي يغوص فيه النجم مات ديمون في مرسيليا بحثا عن ابنته، إلى جانب كامي كوتان. ويقدم في نفس القسم المخرج تود هاينس، سيرة ذاتية عن فرقة الروك الشهيرة "THE VELVET UNDERGROUND".
أما الختام، فسيكون مع شريط المخرج نيكولاس بيدو "From Africa With Love"، وهو الجزء الجديد من سلسلة أفلام المحاكاة الساخرة لأفلام التجسس "OSS 117".
ويترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية المخرج الأمريكي سبايك لي، الذي كان اختير أصلًا لتولي هذه المهمة في 2020، ووافق على اختياره مجددًا بعد إلغاء دورة العام الماضي. وتضم عضوية كل من: الممثلة المرشحة لجائزة أوسكار ماجي جيلنهال، والممثلة الفرنسية ميلاني لوران، والمخرجة النمساوية جيسيكا هاوزنر، والمغنية الفرنسية ميلين فارمر،
وتتسع اللجنة لتشمل والمخرجة الفرنسية من أصول سنغالية، ماتي ديوب، الذي فاز فيلمها "Atlantics" على الجائزة الكبرى لمهرجان كان قبل عامين، بالإضافة إلى الممثل الجزائري طاهر رحيم، والمخرج البرازيلي كليبر ميندونكا فيلهو، والممثل الكوري الجنوبي سونج كانج، الذي لعب دور البطولة في فيلم "Parasite" المتوج بالسعفة الذهبية عام 2019.


زخم عربي
وتزخر مسابقات مهرجان كان السينمائي بمشاركات عربية فريدة هذا العام، حيث يشارك المخرج المغربي نبيل عيوش في المسابقة الرسمية بفيلم "إيقاعات كازابلانكا"، في سابقة هي الأولي للسينما المغربية التي تشارك للمرة الأولي في الاختيار الرسمي للمهرجان. وتدور أحداث فيلم " على صوتك" في قالب سبق ووصفه المخرج نبيل عيوش بـ "كوميديا موسيقى الهيب هوب"، في المركز الثقافي سيدي مومن بالدار البيضاء، حيث يعمل رابور قديم اسمه "أنس" على تدريب شباب الحي وتلقينهم موسيقى الهيب هوب، ومساعدتهم على التحرر من التقاليد والأعراف التي تثقل كاهلهم، حتى يتمكنوا من العيش بسلام ويعبروا عن أنفسهم عبر موسيقى الهيب هوب.
وفي مسابقة "نظرة ما"، ثاني أكبر الأقسام بعد المسابقة الرسمية، تنافس المخرجة والممثلة التونسية الفرنسية حفصية حرزي بفيلم "أم جيدة"، ويتبع قصة مدبرة المنزل نورا التي تبذل كل ما في وسعها لمساعدة ابنها بعد إلقاء القبض عليه في حادث سطو على محطة وقود، حيث لا يزال محتجزًا في انتظار المحاكمة.
وفي أولى تجاربه الطويلة، يشارك المخرج اللبناني إيلي داغر، المتوج السابق بالسعفة الذهبية لأفضل شريط قصير، بفيلم "البحر أمامكم" ضمن برنامج نصف شهر المخرجين. يحكي الفيلم قصة الفتاة الشابة جني التي تعود فجأة إلى بيروت حيث تجد نفسها تحيي روابط حياتها المألوفة التي أصبحت غريبة بعد رحيلها.
وضمن مسابقة أسبوع النقاد، يشارك المخرج المصري عمر الزهيري بأولى تجاربه الطويلة "ريش"، والذي يقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه. ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الزوج الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسئولية بحثًا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيرٍ قاسٍ وعبثي.
ويختتم فيلم "مجنون فرح" للمخرجة التونسية ليلى بوزيد فعاليات الدورة الستين لأسبوع النقاد، ويروي قصة أحمد شاب في الثامنة عشرة من عمره، وهو فرنسي من أصل جزائري نشأ في ضواحي باريس. يلتقي على مقاعد الجامعة شابة تونسية تدعى فرح، وصلت مؤخرًا إلى باريس فتشتد الروابط بينهما ويقع أحمد في حبها بشكل عميق ورغم شدة العشق والوله بها إلا أنه يحاول بشتى الطرق مقاومة الشعور الجارف تجاهها وصد نفسه عنها.


سينما من أجل المناخ
واستحدث مهرجان كان السينمائي هذا العام قسمًا مؤقتًا مخصص للقضايا البيئية تهدف إلى تجسيد التزام المهرجان سينمائيًا بالبيئة. واعتبر المنظمون أن "السينما تساهم أيضًا سنة 2021 في الوعي (المناخي) والدفاع عن الكوكب". ويطبق المهرجان هذه السنة سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى الحد من بصمته البيئية، كاعتماد السيارات الكهربائية والإقلال من استخدام الورق وحظر استخدام البلاستيك واقتطاع مساهمة مناخية من رسوم الحصول على بطاقة اعتماد لحضور العروض.
ويضم القسم 7 أفلام تتنوع ما بين الروائي والوثائقي، ومن بين الأعمال التي تُعرض في المهرجان فيلم لوي جاريل "THE CRUSADE" من بطولة ليتيسيا كاستا، وفيه يتولى الأطفال السلطة لحماية الكوكب.
أما الافلام الأخرى فوثائقية، بينها "ANIMAL " لسيريل ديون، عن مراهقين ملتزمين مكافحة تدهور التنوع الحيوي، و" ABOVE WATER" للممثلة والمخرجة آيسا مايجا، عن آثار الاحتباس الحراري على بلدة في النيجر، و"THE VELVET QUEEN" لماري أميجيه، ويصور الحياة عاليا على هضبة التبت، فمن بين الوديان غير المكتشفة والتي يتعذر الوصول إليها، تقع واحدة من الملاذات الأخيرة في العالم البري، حيث تعيش الحيوانات النادرة وغير المكتشفة.
و"BIGGER THAN US" لفلور فاسور، ويتبع مراهقة إندونيسية تبلغ من العمر 18 عامًا، تدعى ميلاتي، كانت تضغط على حكومتها المحلية لحظر بيع وتوزيع الأكياس البلاستيكية في جزيرتها، بالي، على مدى السنوات الست الماضية.
و"Invisible Demons" لراهول جاين، الذي يرصد العواقب الدراماتيكية لاقتصاد الهند المتنامي من خلال صور عن التلوث في نيودلهي، و"I AM SO SORRY" لتشاو لي يانج، ويعطينا لمحة عن المخاطر النووية المحتملة على الكوكب.


تمثيل نسائي "محرج"
يمكن أن تفتخر نسخة هذا العام على الأقل بقائمة أكثر توازنًا عندما يتم تضمين الأقسام الأخرى من المهرجان، حيث تشارك نحو 40 من صانعات الأفلام هذا العام. ولكن ما كان مثيرًا للجدل هو اختيار 4 مخرجات فقط ضمن أفلام المسابقة الرسمية والتي تضم 24 فيلما، وهو عدد أقل في نسبته عن نسخة عام 2019، التي شملت 4 مخرجات من بين 21 فيلما في الاختيار الرسمي.
ويصر منظمو مهرجان كان على أنهم يختارون الأفلام على أساس الجدارة دون مراعاة العرق أو الجنس أو الجنسية. حيث سبق وصرح مدير المهرجان تيري فريمو، إن المهرجان يعمل على زيادة حضور صانعات الأفلام في اختياره، مشيرًا إلى أنه إذا كان على فريقه الاختيار بين التقديمات ذات الجودة المتساوية ما بين أفلام المخرجين الذكور والمخرجات الإناث، إلى تفضيل الخيار الأخير.
من جانبها، قالت صوفي مونكس كوفمان، الرئيسة المشاركة لمجموعة الضغط "Times Up UK Critics" لموقع "فرانس 24": "ليس من المستغرب أن يهيمن الذكور على تاريخ مهرجان كان السينمائي منذ أن تمت برمجته بأغلبية ساحقة من قبل الرجال". وأضافت أن الترويج لاختيار أربع سيدات هذا العام كأفضل مشاركة على الإطلاق مع 2019 كان "محرجًا"، خاصة وأن تمثيل الإناث من الناحية الإحصائية أسوأ هذا العام منه في عام 2019 حيث تضخم تشكيلة المنافسة من 21 إلى 24 فيلما.
ومع ذلك، تبقي نسب التمثيل مرضية إلى حد كبير خارج حدود المسابقة الرسمية، حيث جاءت نصف الأفلام الـ 24 التي سيتم عرضها ضمن مسابقة نصف شهر المخرجين هي من نصيب النساء، كما تضم مسابقة أسبوع النقاد 7 نساء من بين 13 فيلما مشاركا.