تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
التعجب يأتي من الإمكانيات المتاحة للتنمية فى بلادنا والاهمال فى استخدام تلك الامكانيات .. فعلي الرغم من أهمية المطارات الاقليمية المحلية فى بلادنا فى عمليات النقل الجوي سواء للركاب او البضائع .. والفوائد المتعددة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية وتوفير فرص العمل لتلك المطارات فان الامر يحتاج دراسة موضوعية حول اهمية فتح ملف المطارات الاقليمية المحلية وكيفية تعظيم فرص الاستفادة الامثل لها.
خصوصاً مع زيادة وارتفاع حجم الاقبال على استخدام تلك المطارات واستخدامتها ويظهر ذلك من خلال عدد الرحلات وحجم البضائع والامر يحتاج للتطوير الافضل .
واذا كان الحديث عن تطبيق سياسة السموات المفتوحة التى يستخدمها العالم من اجل انعاش حركة الطيران المدني العالمية والمحلية فان التصريحات من قبل المسئولين عن الطيران المدني فى بلادنا قد كثر خلال الفترات السابقة عن تطبيق تلك السياسة ولكن للاسف فأن على ارض الواقع مازال الفعل متعثراً بل بطيئاً ويمكن ان نقول منعدماً .. محلك سر وهو ما يعني الثبات وللخلف در .
وأصبح الحديث عن تطوير وانشاء او حتي مجرد فتح ملف المطارات الاقليمية حديثاً خافتاً وضعيفاً وباهتاً أيضاً رغم الترويج الذي كانت به الحكومة عن طريق وزير طيران سابق وفى الفترة السابقة من اجل انشاء مدينة الطائرات وهو حديث يعكس المركزية الشديد فى السياسات والنظرة الفوقية للامور.
حيث أعلنت الحكومة عن انشاء مشروع " ستي اير بورت " بجوار مطار القاهرة الدولي بتكلفة 85 مليار جنيه " تخيلو " رغم أن المشروع الجديد يتجاهل تحديات التزاحم العمراني حول مطار القاهرة بسبب كثرة التجمعات السكنية والتى انشأت حول المطار مثل مدينة " العبور – الشروق – الرحاب – التجمع الخامس ومشروع مدنتي " وغيرها من مشروعات اسكانية جديدة بالاضافة الى وجود عدد كبير من القواعد الجوية والتى تؤدي الى حدوث ازدحام مروري فى الجو مما يزيد من التكلفة بسبب استهلاك الوقود.
فضلا عن تحديات التلوث مع ارتفاع نمو الحركة الجوية والجغرافية ويبقي السؤال المنطقي اين دور المطارات الاقليمية ؟؟ التى تخفف التزاحم والتلوث البيئي فضلاً عن أهميتها الاقتصادية والاجتماعية والحضارية الاخري " انه التفكير المركزي المقيت ".
ورغم أن عدد المطارات المحلية الاقليمية فى بلادنا متواضعاً من حيث العدد او اهمية التطوير فان المطارات الاقليمية المحلية فى بلادنا معروفة وموزعة بين المحافظات ففي الوجه القبلي " اسوان – ابو سنبل – الاقصر – اسيوط وسوهاج " 5 مطارات وفي الوجه البحري " يوجد مطاريين " الاسكندرية وبرج العرب " وفي البحر الاحمر مطاريين " الغردقة ومرس علم " وفي محافظة الوادي الجديد ثلاث مطارات " الخارجة / الداخلة / شرق العوينات " ويبقي فى سيناء الشمالية " العريش – الجورة " .
اما مطارات المحافظة الجنوبية بسيناء هما مطارين " طابا - سانت كاترين " واخيراً يوجد بمدن القناة " السويس – الاسماعيلية – بورسعيد " مطار واحد فقط " مطار الجميل " فى بورسعيد , ولعل حجم المطارات الاقليمية يكشف الخلل والنواقض سواء فى التوزيع او فى الاستخدامات .
ورغم وجود مطالبات بانشاء مطار فى الاسماعيلية " سبق وان طالب به الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس " ومطالبات اخري لانشاء مطاريين فى الدقهلية والمنوفية وغيرها .. وللاسف فأنه لا توجد دراسات حول أهمية الجدوي الاقتصادية والتكلفة والعائد .
ويكفي أن نشير الي قدرات القدرات المسلحة المصرية والتى قامت بانشاء كلاً من مطار " سوهاج " و " سفنكس " الجديد بالعاصمة الادارية فى اوقات قياسية وبتكلفة اقل وهناك انظمة للمشاركة فى التمويل لانشاء المطارات سواء بنظام الـ P.O.T او المشاركة مع القطاع الخاص او الاجنبي .
ولعل التجربة الاكثر غرابة فى موضوع المطارات الاقليمية هي اهمال انشاء مطار السويس بالسخنة اذ تتحدث الحكومة عن تطوير وتنمية المنطقة الاقتصادية لتنمية قناة السويس ويتم اهمال انشاء مطار السويس الدولي !! وتجاهل انشائه !! بينما العالم يتحدث عن ثالوث اللوجستيات " ميناء بحري – سكة حديد – ميناء جوي " ورغم وجود ميناء السخنة العالمي ومشروع خطوط السكة الحديد فان الميناء الجوي بالسويس " مطار السويس الدولي " تم اهماله منذ اكثر من 15 عاماً بينما المكلف بالكامل " تخطيط وتمويل وموافقات ودراسات جدوي " موجود لدي هيئة الطيران المدني منذ أن كان يرأسها اللواء احمد شفيق وقتها.
وبعد أن المطارات الاقليمية ليست فى النهاية مسائلة مطالبة من باب الوجهات للمحافظات .. ان الجدوي الاقتصادية وفرص الاستثمار والعمل للشباب هي الاجدي لوجود تلك المطارات وتطويرها وقد أصبحت المطارات الاقليمية هامة من أجل التنمية المستدامة.
كما أن انشاء تلك المطارات الاقليمية سوف يساعد على اقامة محطات خدمات الوقود ومواقف السيارات وفرص لانشاء وتحديث مدن ومجتمعات عمرانية جديدة وانشاء فنادق من اجل التنشيط للحركة السياحية وتوفير وسائل حضرية للركاب والبضائع والخامات الاخري.
أن السموات المفتوحة والحديث عن المستقبل من المفترض أن يجعلنا نفكر جيدا نحو قراءة المستقبل بعيداً عن التزاحم فى المدن حول النيل لان الزيادة السكانية تطلب خدمات وتوفير مجتمعات جديدة وفرص ارقي للنقل .
أن شرايين الحياة المصرية الاجتماعية وافقها تتجدد بالتفكير الموضوعي والتطبيق العملي على ارض الواقع أن الدراسات الاقتصادية وتحقيق الاهداف للتنمية من أجل ايجاد عناصر قوة لبلادنا تجعلنا نواجه التحديات واعتقد أن المطارات الاقليمية أحد أهم تلك الملفات التى من المفترض أن تكون امام الطيار يونس المصري وزير الطيران المدني والمشغول الان بفتح ملفات الطيران المدني من اجل تطوير مطارات بلادنا.