بالرغم من استجابة وزارة التربية والتعليم، لمطالب أولياء الأمور، الخاصة بمنع إجراء امتحانات شهادة الثانوية العامة، عبر أجهزة التابلت والبابل شيت معًا، حيث صدر قرار مؤخرًا باقتصار الإجابة عبر البابل شيت، فيما يستخدم التابلت لتسجيل الحضور للامتحان فقط، إلا أنه ما زال هناك بعض المخاوف التى تراود الطلاب، وأولياء الأمور، حول طريقة الامتحان والتصحيح، وتصريحات الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، بأنه لن يستطيع طالب الحصول على الدرجات النهائية في الامتحانات.
"تقفيل الامتحان"
قالت رحاب فاروق، ولى أمر: هناك تخوف كبير جدًا، وحالة حزن رهيبة، وإحباط في كل البيوت والأسر المصرية، التى تضم طلابًا بالثانوية العامة، عقب تصريح وزير التربية والتعليم، بأنه لن يتمكن أى طالب من «تقفيل الامتحان»، وأن المجاميع سوف تكون مختلفة عن الأعوام السابقة"؛ متسائلة هل معنى ذلك أن الطالب متوسط المستوى من المحتمل رسوبه.
واستطردت «فاروق»، قائلة: «الطالب اللى ذاكر وتعب واجتهد على قدر استطاعته.. ليه ميفرحش بنتيجته ومجموعه؟!؛ الوزير قال المهم تحل أكبر عدد من الأسئلة، والطالب مش في مسابقة». وانتقدت صعوبة امتحانات طلبة شعبة رياضة، بشكل متكرر، وهو ما اتضح من الامتحانات التجريبية، خاصةً فروع الرياضيات، حيث وصفت الأسئلة بأنها تحتاج إلى عبقرى ليتمكن من حلها، وتصريحات الوزير الأخيرة زادت من مخاوف الطلبة.
وأشارت الطالبة دينا أحمد، إلى أن قرار إلغاء إجراء الامتحان عبر أجهزة التابلت والبابل شيت معًا، خلق حالة من الارتياح لدى الطلاب، لمنع تشتت الذهن خلال وقت الامتحان، إلا أن تصريحات الوزير بشأن عدم استطاعة أى طالب تقفيل الامتحان، أثارت رعبها، وجميع زملائها، خاصةً وأن تلك التصريحات جاءت في وقت حساس جدًا، قبل بدء الامتحانات بأيام، وبالتالى الخوف من ضياع أحلامهم في الالتحاق بالكليات التى يريدونها.
إضاعة الوقت
وانتقدت رحاب فاروق، التخبط في مسألة التابلت، وقالت إنه يجب مراعاة الوقت الذى تم إضاعته بسببه، وأن تكون الامتحانات جيدة المستوى، بدلًا من تعجيز الطلبة، وأضافت: «احنا بسبب موضوع التابلت ضيعنا وقت كتير جدًا.. نزلنا عشرات المرات عشان ندخل باسورد ونجرب التابلت على شبكه المدرسة، كل دا كان وقت ضايع، في سنة احنا محتاجين فيها للوقت».
واتفق معها جمال الشرقاوى، ولى أمر، واستنكر الأمر قائلًا: «يعنى بعد ٣ سنوات استخدام للتابلت، وثلاثة امتحانات تجريبية، في العام الأخير، وكم كبير من الوقت تم إهداره، بالإضافة لتعب أعصاب الطلاب، أصبح التابلت كأن لم يكن، والامتحان على البابل شيت فقط، الذى لم يتدرب الطلبة بشكل كاف للإجابة من خلاله».
وبالرغم من تحذيرات الوزير شديدة اللهجة، للطلاب الذين سيحاولون الغش في اللجان؛ أعرب الطلاب عن تخوفهم من إمكانية استخدام التابلت في الغش، وهو أمر كارثى في امتحانات الثانوية العامة.
التصحيح الإلكترونى
وقالت رحاب فاروق، إن هناك تخوفا من الجميع، من التصحيح الإلكترونى للبابل شيت، وإمكانية حدوث أخطاء من خلال الماسح الضوئى، الذى قد لا يستطيع قراءة بعض الإجابات، خاصةً إذا حذف الطالب إحدى الإجابات ثم اختار إجابة أخرى. ولفت ولى الأمر، إلى نقطة أخرى بشأن عملية التصحيح، قائلًا: «لو حصل خطأ، وده وارد أكيد في تصحيح الامتحان، هعرف ازاى آخد حقي؟، واتظلم ازاى؟».
خبير تعليمى ينتقد
من جانبه؛ انتقد أحمد سلامة، خبير متخصص في شئون تطوير التعليم، إجراء امتحانات شهادة الثانوية العامة على نظام البابل شيت فقط، قائلًا إنها قد تتسبب في العديد من المشكلات، لأن ذلك النظام يشوبه كثير من المشكلات التقنية والفنية والاسترشادية المختلفة.
وأوضح «سلامة»، أن البابل شيت تصحيحه يتطلب ماسحا ضوئيا يعمل على تحسس الإجابات المرتبطة بكل سؤال، ومن ثم إعطاء الدرجة على الصواب، وإنكار الإجابات الخطأ، وإذا ما لوحظ أية تلفيات بالورقة، أو علامة غريبة، أو شكل غير مألوف، فإن الماسح الضوئى يرفض تصحيحها في الحال، ولا يلتفت إليها، وتكون نتيجة الطالب في تلك الحالة صفر، وبالتالى فإنه من الوارد أن نسبة الخطأ في تصحيحه تصل ما بين ٤٠ - ٥٠٪، وهو ما يعكس عدم القدرة على تحديد مستويات الطلبة، ومن ثمّ نتيجة صعبة على كل طلاب مصر في هذه المرحلة.
وأضاف الخبير في شئون تطوير التعليم، أنه في العديد من دول العالم المتقدمة، في تصنيف جودة التعليم العام أو الجامعى، يعتمدون عند التصحيح على تمرير البابل شيت على مجموعة من الخبراء، بعد تصحيحه على الماسح الضوئى، حتى يتسنى لهم التأكد من صحة التصحيح، ثم يتركوه يقوم بمهامه، ومع ذلك تنتج نسبة خطأ تتراوح بين من ٤٠-٥٠٪.
ولفت الخبير التعليمى إلى عدم تدريب طلبة شهادة الثانوية العامة، في الأساس على كيفية تعاملهم مع شكل البابل شيت، حتى مهما بدا للبعض أنه نظام يسهل على الطالب التعامل معه. وحذر «سلامة»، الطلاب قائلًا، إنه إذا اختار الطالب أحد الخيارات المتاحة، ثم عاد ليفكر مليا في الخيارات المطروحة، وغير إجابته بعدها باختيار خيار آخر، حينها أيضا تعتبر إجابته لاغية ولا يؤخذ بها.