تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يعيش الشعب اللبنانى، في الوقت الحالى، في مأساة مروعة، منذ انفجار مرفأ بيروت، في أغسطس من العام الماضى، وما تبعه من أزمات؛ بدأت باستقالة حكومة حسان دياب، وتحولها إلى حكومة تصريف أعمال، وأعقب ذلك تكليف سعد الحريرى بشتكيل الحكومة الجديدة.
إلا أن الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، اقتربت ولم تشكل الحكومة إلى الآن، بسبب ألغام «الطائفية» و«المحاصصة»، وتغليب مصالح «الطبقة السياسية» في لبنان، على مصالح الشعب، الذى خرج إلى الشوارع مؤخرًا غاضبًا، بعد تردى الأوضاع المعيشية.
وقالت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية إن الأزمة الاقتصادية، هى أخطر تهديد لاستقرار لبنان، منذ انتهاء الحرب الأهلية، التى استمرت ١٥ عامًا، منذ عام ١٩٩٠، حيث فقد عشرات الآلاف من الأشخاص وظائفهم، منذ أكتوبر ٢٠١٩، في الدولة الصغيرة التى يبلغ عدد سكانها ٦ ملايين نسمة، إلى العبء الذى يمثله استضافة مليون لاجئ سورى.
وتتسبب أزمة السيولة، في شلل قدرة الحكومة، على تلبية احتياجات الشعب اللبنانى، وعلى رأسها توفير الوقود والكهرباء والخدمات الأساسية، ويؤدى نقص الدولارات إلى تدمير واردات الإمدادات الطبية والطاقة، مما يجعل لبنان «بلدا غير صالح للعيش»، وفق تعبير الوكالة الأمريكية.
وربما يستغرق الحصول على وقود لسيارة في لبنان، دوام يوم كامل، ولتجنب ملل الانتظار لساعات، في «طوابير الإذلال»، انتظم كثيرون في اصطحاب أجهزة الكمبيوتر المحمول، إلى محطات الوقود، لمتابعة أعمالهم، خلال ساعات الانتظار، التى يمكن أن تمتد دون الحصول على الوقود، آخرون حملوا أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم، ويعملون من داخل سياراتهم.
وبعد فشل الحكومة في تلبية احتياجات المواطنين من الأدوية وحليب الأطفال؛ اعتمد على الأشخاص الذين يستطيعون السفر إلى الخارج، لإرسال الأدوية وحليب الأطفال؛ وأشارت «أسوشيتدبرس» إلى أن مئات المواطنين اللبنانيين، حاولوا الهروب من جحيم الوطن، بالهجرة إلى أوروبا، من شمال لبنان، إلا أن رحلة بعضهم لم تتجاوز البحر، لينتهى بهم المصير غرقى، فربما نجوا من الأزمة الاقتصادية، إلا أنهم لن يفلتوا من الأمواج العاتية.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان، والتى استمرت ٢٠ شهرًا، أدت إلى نقص حاد في الوقود والأدوية والمنتجات الطبية، إلى جانب استمرار انقطاع التيار الكهربائى معظم ساعات اليوم.
وانتشرت شائعة حول وفاة فتاة بسبب انقطاع التيار الكهربائى عن آلة كانت تزودها بالأكسجين، وهو الأمر الذى نفته السلطات اللبنانية، وبسبب تلك الشائعات خرج الأربعاء الماضى، عدد من المسلحين في شوارع بعض الأحياء الفقيرة، وفتحوا النار في الهواء، وأصيب نحو ٢٠ شخصًا في مدينة طرابلس «ثانى أكبر مدن لبنان وأكثرها فقرًا»، جراء هذه التوترات.
وقال أحد سكان المدينة، لوكالة أسوشيتد برس، إنه أغلق متجره، وعاد إلى منزله، عندما بدأ إطلاق النار، الذى استمر نحو أربع ساعات، إلى جانب إغلاق عدد من الطرق في العاصمة بيروت.