طرحت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية سؤالًا حول السبب وراء وصول هجمات الطائرات المسيرة (الدرون) الأميريكية إلى أدنى مستوى.
وذكرت المجلة أن هذا التحول يأتي بينما يسعى البيت الأبيض نحو تقليص تهديد الإرهاب العالمي بعد 20 عاما من "الحروب الأبدية".
وأشارت إلى أنه في أغسطس لعام 2020، شارك جوناثان فاينر، الرجل الذي يشغل الآن منصب نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، في كتابة مذكرة تم توزيعها بشكل خاص، تحت عنوان "إنهاء الحروب الأبدية".
المذكرة التي شارك في كتابتها أيضًا اثنان آخران انضما كذلك إلى إدارة بايدن، هما: كريستين أبي زيد، وبريت روزنبرغ، حددت برنامجا مفصلًا لإخراج الولايات المتحدة من حملة استمرت عقدين زمنيين سميت بـ"الحرب على الإرهاب"، وبدأت في 11 سبتمبر.
وبعد مرور ستة أشهر على وصول بايدن للرئاسة، لم تفصح الإدارة عن الكثير بشان مخططاتها طويلة الأمد في التعامل مع الجماعات الإرهابية حول العالم، بخلاف إعلان سحب قواتها من أفغانستان.
كما انخفضت بشكل كبير الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات المسيرة (الدرون) والعمليات الحركية الأمريكية الأخرى بمناطق الاضطرابات حول العالم، خارج ساحات المعارك التقليدية، منذ تولي بايدن الرئاسة، بحسب "فورين بوليسي".
وفرض الرئيس توقفًا جزئيًا مع إجراء فريقه مراجعة شاملة لكل محور من محاور الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب عالميًا، والتي امتدت على مدى عقدين من أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر إلى "العراق، واليمن، وسوريا، وليبيا، والصومال، وأجزاء من المغرب، وجنوب شرق آسيا، وغرب ووسط أفريقيا"، كما تشير مذكرة فاينر.
لكن أشارت المجلة الأمريكية إلى أن هذا التوقف المحدود يحدث بالرغم من الاستثناءات النادرة مثل الضربة الجوية التي نفذتها طائرات "إف-15" الأمريكية نهاية هذا الأسبوع على مستودعات تستخدمها المليشيات المدعومة إيرانيا في العراق.
وفي حين بالكاد أصبحت مذكرة فاينر المكونة من 13 صفحة سياسة رسمية للإدارة، من الملاحظ أن فريق بايدن الأساسي يبدو أنه يعمل بناء على بعض توصياتها، وأن فاينر نفسه هو أحد كبار المسؤولين الذي يعملون على المراجعة الشاملة لسياسة مكافحة الإرهاب بقيادة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
ولفتت المجلة إلى إحدى التوصيات التي عرضتها المذكرة وهي "تحديد عتبة استخدام القوة"، وأن "العمليات التي تتطلب القوة يجب اعتبارها استثنائية، وتحتاج موافقة من أعلى المستويات، ولا يتم طلبها إلا عند الضرورة القصوى، على سبيل المثال، تجنب خطر واضح وقائم ضد أمريكيين".
ومنذ ذلك الحين، قيدت إدارة بايدن اتخاذ القادة الميدانيين قرارات مستقلة بشأن توجيه ضربات خارج ساحات القتال التقليدية.
وبموجب القواعد الجديدة، يتعين على الجيش ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الحصول على تصريح البيت الأبيض لمهاجمة المشتبه في تورطهم بأعمال إرهابية بمناطق تعاني سوء إدارة، والتي يوجد بها عدد محدود من القوات البرية الأمريكية.
وكان هناك بالفعل انخفاض كبير في هجمات الطائرات المسيرة، والأنواع الأخرى للضربات الجوية، والتي وصلت حد الآلاف في فترة ما.
ومن جانبه، قال كريس وودز، مدير مجموعة (إيروورز) للمراقبة، ومقرها لندن، إن الضربات الأمريكية مستمرة في أفغانستان، والعراق، وسوريا، وإن كان بمعدلات متدنية تاريخيًا، مضيفًا: "ماهية الخطة الاستراتيجية هنا، بخلاف أفغانستان، لا نعلمها بعد".