اتفق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على توسيع العلاقات الثنائية بين البلدين في عدد من المجالات، كما اتفقا على أنه من الآن ستلتقي الحكومتان الألمانية والبريطانية كل عام؛ من أجل مناقشة القضايا المشتركة بين البلدين.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني- خلال مؤتمر صحفي عقده مع المستشارة الألمانية، اليوم الجمعة- عن سعادته بزيارة ميركل، مشيرا إلى أن لندن وبرلين تتشاركان في القيم ذاتها.
وأضاف أن ألمانيا تعد ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة، حيث أن هناك عددا من المواطنين البريطانيين يعملون في المصانع الألمانية، كما أن أكثر من 21 ألف مواطن ألماني يدرسون في الجامعات البريطانية، بالإضافة إلى أن واحدا من كل خمسة أشخاص في هذه البلاد يقودون سيارات ألمانية.
وأعرب جونسون عن شكره لميركل بالنيابة عن المملكة المتحدة؛ لالتزامها التاريخي ليس فقط فيما يتعلق بالعلاقات البريطانية الألمانية بل أيضا بالدبلوماسية العالمية بشكل عام.
وقال إنه ليس من قبيل الصدفة أن يكون أكثر لقاحين ناجحين مضادين لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) هما (فايزر-بيونتيك) و(أسترازينيكا)، من المعامل الألمانية والبريطانية.
وأضاف أنه لا تزال هناك قيود صارمة في المملكة المتحدة بالنسبة للقادمين إليها من ألمانيا في الوقت الحالي، معربا عن ثقته من أن استخدام المملكة المتحدة للقاح "استرازينيكا" المضاد لفيروس كورونا، والذي تم إنتاجه في الهند لن يمنع البريطانيين من السفر إلى الخارج.
وأشار جونسون إلى أنه لا يرى أي سبب على الإطلاق لعدم الاعتراف باللقاحات المعتمدة من قبل الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية كجزء من جوازات سفر اللقاح، معربا عن ثقته من أن ذلك لن يشكل مشكلة.
وأوضح أنه يتم إقامة الأحداث الرياضية بطريقة حذرة للغاية ومنضبطة، مشيرا إلى أن "النقطة الحاسمة هي أنه في المملكة المتحدة قمنا ببناء جدار مناعة كبير جدا من خلال برنامج التطعيم الخاص بنا".
وأشار إلى أن نحو 85 في المائة من الأشخاص في المملكة المتحدة حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، فيما حصل أكثر من 63 في المائة على جرعتي اللقاح، موضحا أنه نظرا إلى أنه يتم الحصول على أكثرمن 80 في المائة حماية من الفيروس من جرعة واحدة و93 في المائة حماية من جرعتين، فإنه يمكن القول بأن هناك درجة عالية من المقاومة للفيروس بين سكان المملكة المتحدة.
وأضاف جونسون أنه حدث تغير كبير في العلاقة بين أعداد الإصابات وأعداد الوفيات والأمراض الخطيرة منذ بدء برنامج التطعيم، معربا عن رغبته في التأكيد على أنهم كانوا حذرين للغاية في كل مرحلة.
من جهتها، أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، أن زيارتها إلى المملكة المتحدة فرصة جيدة لفتح فصل جديد في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد مغادرة الأخيرة للتكتل "بريكست"، وإيجاد شكل عملي لإقامة اتصال وثيق للغاية وإقامة مشاورات بين الحكومات، وهذا ما تم الاتفاق عليه.
وأعربت ميركل عن رغبة بلادها في تعميق العلاقات مع بريطانيا من خلال إبرام معاهدات مناسبة، مع استعداد ألمانيا للعمل على مثل تلك الصداقة بين البلدين وإقامة معاهدات تعاون تعكس الصداقة بين البلدين، آملة في أن يتم التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، من بينها الطاقة والتكنولوجيا والثقافة، كذلك أن يتم إحياء الاتصال بين الشباب على وجه الخصوص من البلدين.
أما فيما يتعلق بالقضايا الدولية، فأشارت ميركل إلى أن هناك العديد من الموضوعات التي يمكن أن يتم التعاون بشأنها جيدًا والمدرجة في جدول الأعمال من بينها، كيفية الاتفاق على حماية القيم في هذا العهد التكنولوجي وعهد الهجمات السيبرانية، وكيفية التعامل مع روسيا وتحديد الطريقة التي سيتم تبنيها للتعامل مع الصين وكيف سيتم حل الصراعات الدولية.
وفيما يتعلق (كوفيد-19)، قالت "من الواضح أننا جميعا يتعين علينا التعامل" مع تلك الجائحة، موضحة أنهما تحدثا بالأخص بشأن كيفية إيصال اللقاحات المضادة للمرض، وأنه من الأمر الجيد أنه يتم تطوير لقاحي (أسترازينكا) البريطاني و(بيونتيك) الألماني المضادين لـ"كورونا" في بلدان أخرى، وبذلك يتم مساعدة بقية العالم على التغلب على تلك الجائحة، مؤكدة مواصلة التعاون في هذا الصدد.
كما وجهت الشكر لجونسون على الاستقبال الحافل الذي حظت به في بريطانيا، لافتة إلى أنه تم إجراء محادثات جيدة مبنية على المهمات المتبادلة بشأن مواجهة التحديات، وأنه يتعين على جميع الأطراف المشاركة في تلك المهمات.