تقود جماعة الإخوان في ليبيا، معركة حقيقية، من أجل تعطيل إجراء الانتخابات في موعدها المحدد عند 24 ديسمبر المقبل.
وتستهدف الجماعة أعضاء ملتقى الحوار، عبر عرض رشاوى على بعضد أعضائه، وتهديد البعض الآخر بالقتل، حتى تجبرهم على الرضوخ لمطلبها، بتقديم الاستفتاء على الدستور، قبل الانتخابات، وبالتالي تعطيلها.
وبحسب المصادر الليبية، تتضمن خطة الجماعة، إجبار أعضاء ملتقى الحوار السياسي، المعنقد في مدينة جنيف السويسرية، على تفكيك خريطة الطريق المتفق عليها، وتعديلها، بحيث يتم وضع الاستفتاء على الدستور أولا، ثم فتح باب المناقشة بشأن الخلافات التي منعت تمرير هذا الدستور، منذ عام 2016، وذلك لإطالة أمد الأزمة، حتى تتمكن الجماعة من البقاء لفترة أطول في صدارة المشهد، لعلها تجد طريقة لتوفيق أوضاعها بما يضمن سيطرتها على السلطة مستقبلا.
وكشف مقطع صوتي مسرب للقيادي الإخواني، عضو ملتقى الحوار، معاذ المنفوخ، عن مساعي التنظيم لتعطيل الانتخابات المنتظرة.
ويوثق المقطع المسرب، صوت معاذ المنفوخ، وهو يتحدث لأحد قيادات تنظيم الإخوان، قائلا: |"أنا أقاتل رفقة بعض الأعضاء من أجل وضع المعوقات أمام تنظيم الاستحقاق الانتخابي".
وطالب المنفوخ في التسريب الصوتي، بإعطاء الأوامر لقادة المليشيات، بإصدار بيانات عاجلة، يعلنون فيها رفضهم للانتخابات المقبلة، كوسيلة ضغط على المجتمع الدولي، وأشار القيادي الإخواني إلى أنه يستغل بند التصويت على الدستور أولا، هو ورفاقه، كمبرر لرفض إقرار القاعدة الدستورية المتممة للانتخابات.
بدورها كشفت عضو ملتقى الحوار السياسي، السيدة اليعقوبي، عن نص إحدى رسائل التهديد التي وصلت إلى بعض أعضاء الملتقى في جنيف، لإجبارهم على الانصياع لتأجيل الانتخابات.
وقالت اليعقوبي إن الرسالة تضمنت النص الآتي: "حكومة الدبيبة باقية ولن تفلحوا.. شاء من شاء وأبى من أبى"، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من أعضاء الملتقى تلقوا رسائل مشابهة.
ويرى الدكتور فتحي العفيفي أستاذ الفكر الاستراتيجي، بجامعة الزقازيق، أن تنظيم الإخوان وصل لمرحلة بالغة الخطورة من التبجح السياسي، بعد سلسلة تهديدات أطلقها قادته مؤخرا، حتى أن الأمر وصل لإعلان نيتهم تقسيم ليبيا حال انتخاب رئيس على غير مزاجهم السياسي.
وأشار إلى أن التسريب الصوتي الخاص بالمنفوخ كشف نوايا تنظيم الإخوان، والموالين له في ليبيا، كما فضح علاقتهم الوطيدة بالمليشيات، التي سبق أن نفوها أكثر من مرة، محذرا من بوادر انقلاب على خريطة الطريق، تدبره الجماعة ومليشياتها.