"مصيف الغلابة".. هكذا تحولت مياه نهر النيل بمحافظة الأقصر، إلى وسيلة للمواطنين للهروب من درجات الحرارة المرتفعة التي تضرب البلاد، والتخفيف من حدة الشعور بالحرارة والرطوبة المرتفعة، وكذلك عدم مقدرة الكثيرين للسفر إلى إحدى المناطق الساحلية والمصايف على شواطئ البحر الأحمر والبحر المتوسط.
ولجأ العديد من رجال وشباب وأطفال بعض مدن وقرى محافظة الأقصر، إلى الاستحمام في مياه نهر النيل الباردة، والترع الخاصة برى الأراضي الزراعية المواجهة لمنازلهم خاصة في وقت الظهيرة وحتى بعد العصر، وذلك كوسيلة للهروب من ارتفاع درجات الحرارة الشديد، حيث يتجمع الأطفال والشباب أمام بعض الأماكن المفضلة للسباحة فيها بنهر النيل وعلى رأسها مراسي مدينة إسنا، وسط صيحات وصراخ أطفال يطلقونها خلال منافسات القفز في نهر النيل من أعلى نقطة وبأفضل الأوضاع، وسط بهجة وفرحة المواطنين الذين استطاعوا تحقيق مصيفًا مجانيًا دون الذهاب والسفر إلى المحافظات الساحلية.
وقال المواطن إبراهيم خليل، 39 عامًا، من مدينة إسنا: "إن السباحة في مياه نهر النيل تأتي ضمن العادات والتقاليد لمعظم شباب المدينة، وخاصة القاطنين بالقرب من النيل فهي شيء ممتع للغاية، ي ظل ارتفاع درجات الحرارة الشديدة في محافظات جنوب مصر، فالنيل هو ملجأنا الوحيد للهرب من الحر وهواية عندنا من وإحنا صغيرين، والجو حر وشمس بطريقة صعبة الفترة دي، فلا يوجد مكان نذهب إليه للتخفيف على أنفسنا غير النيل".
وأضاف أحمد شريف، 25 سنة، إن نهر النيل بمحافظة الأقصر، يعد من أفضل المنتزهات لأهالي المحافظة خلال فصل الصيف وليس قاصرًا على الرحلات النيلية الشتوية فقط، وذلك بسبب أن كثيرا من أهالي المحافظة يتهجون لنهر النيل للسباحة وقضاء يوم ممتع على ضفاف النيل هربًا من ارتفاع درجات الحرارة ولتخفيف حرارة الجو، موضحًا أن الشباب يفضلون إقامة بعض المسابقات ومنافسات السباحة تمتد أيضًا لأطول مسافة حيث يحدد الحاضرون مسافة معينة يقطعها السباحون ذهابًا وإيابًا، وهناك أيضًا منافسات على أفضل "قفزة جمالية" وفيها يستعرض الشخص نفسه خلال القفزة، وهناك أيضًا تنافس في البقاء أطول مدة تحت الماء، بجانب منافسات السباحة "العكس" وفيها يتسابقون على أسرع سباح عكس الاتجاه، ويبذل المتنافسون قصارى جهدهم لنيل لقب الفائز.
وأردف سيد عثمان، 30 سنة، أن أغلب الأهالي من الأسر الفقيرة والذين لا يتمكنون من توفير مبالغ مالية كبيرة لاصطحاب أسرهم إلى المدن الساحلية لقضاء فترة المصيف كباقي العائلات والأسر، لذلك يكون السبيل الوحيد لهم هو السباحة في المياه الأقرب لمنازلهم فهي متاحة للجميع وبالمجان تمامًا، وجميع أبناء مدن وقرى محافظة الأقصر تعلموا السباحة في تلك المراسي لنهر النيل والترع المواجهة لمنازلهم منذ الصغر، ويمارسون تلك الرياضة بالسباحة يوميًا في النيل خلال فصل الصيف.
جدير بالذكر، أنه تم رفع درجة الطوارئ بمدن وقرى الأقصر، وعمل دوريات مرورية، للمرور على المناطق التي ينزل فيها المواطنون للاستحمام في مياه نهر النيل، حيث ترتفع أعداد الوفيات بالتزامن مع تزايد أعداد الشباب والأطفال الذين يقبلون على ممارسة السباحة، كما ينظم رجال المسطحات المائية بالمحافظة، حملات لتمشيط نهر النيل أمام جميع القرى والنجوع والمنازل المطلة على نهر النيل، ومتابعة تجهيزات النقاط والارتكازات عبر اللنشات، وتفقدوا أماكن شواطئ النيل أمام القرى والنجوع المختلفة جنوب الأقصر، للتدخل في حالة حدوث أي طوارئ.