الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«الكونتاينر» العالمية في نسخة تونسية للمخرج حافظ خليفة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثيرا ما تم التطرق لموضوع الهجرة السرية في المسرح التونسي في كل ما يخص الهجرة الغير شرعية عن طريق البحر والقوارب ولكن لم ننتبه إلى وجود هذه الظاهرة و بقوة الى الجانب البري من الشرق على الحدود التركية و التي تعتبر بوابة كبيرة لكل المهاجرين و اللاجئين الفارين من ويلات حرب العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وغيرها من البلدان الغير العربية كأفغانستان وباكستان والمناطق الفقيرة من آسيا الصغرى والشرقية.
وفي هذا الإطار انطلق المخرج حافظ خليفة في عمل جديد من خلال من خلال مسرحية “الكونتاينر” Le conteneur بالفرنسية The container بالانجليزية “الحاوية” بالعربية و هي من اصلي للكاتبة الإنجليزية كلاري بايلاي ليقدم تجربة مسرحية ذات خصوصية متفردة على مستوى التجريب في الأداء و اللعب وحتى الإطار السينوغرافي الذي سيكون داخل حاوية بضائع ,دون انارة مسرحية مفتعلة وسيتم الاقتصار على إنارة المصابيح الكهربائية الضوئية,حتى تكون المشاهدة بشكل واقعي و حقيقي.
المسرحية من إنتاج المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بمنوبة بإدارة أيمن السعيداني بشراكة مع دار الثقافة محمد عبد العزيز العقربي بدوار هيشر و المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة و المركز الثقافي و الاجتماعي التونسي بروما و منظمة العفو الدولية ومنظمة اللاجئين الدولية.
يشارك في هذا العمل كل من البشير الصالحي و نادية تليش و أميمة المحرزي و رمزي سليم و جميلة كامارا وعبد القادر الدريدي ويساعد في الإخراج آدم الجبالي وتتولى الملابس و الماكياج مفيدة المرواني.
وتقدم المسرحية خمسة لاجئين من بلدان عربية (سوري و صوماليتان و تونسي و عراقية) يسافرون داخل كونتاينر في هجرة سرية غير شرعية وفي الاثناء يقع استغلالهم من طرف المهرب التركي و تنكشف معاناة كل واحد منهم,دون معرفة مصيرهم المتوقع.
هذا العمل يتمرد بخصوصيته عن نواميس الفرجة المسرحية المعهودة ويحمل الجمهور لمعايشة الحدث والفعل الدرامي بالمسرحية فالجمهور جزء من الحكاية و هو شاهد وكأنه عنصر مهاجر بالكونتاينر او الحاوية حتى تكتمل حالة التأثير و التطهير.
وسبق للمخرج حافظ خليفة أن اشتغل على هذه المسرحية في نسختها الإيطالية قبل سنوات وإيمانا منه بأهمية هذه القضية الإنسانية الحارقة والدامية للقلوب قرر إطلاق النسخة التونسية من الكونتاينر.
وفي هذا الصدد يقول المخرج حافظ خليفة: “منذ أن تم نشر هذا النص العالمي للكاتبة الانجليزية كلاري سنة 2007, حتى لاقى اهتماما و نجاحا واسع النطاق ومنقطع النظير انطلاقا من إنجلترا ثم بكامل أوروبا لما يطرحه من قضية حساسة ألا وهي اللاجئين و الهجرة السرية عن طريق البر ومن الحدود التركية تحديدا”.
ويضيف قائلا: ” قد اخترت من خلال الاقتباس لهذا النص المهم الحارق تسليط الضوء عن الحال الراهن لبعض الشعوب العربية وبالتحديد من التونسي من خلال إصراره على العودة إلى إنجلترا وعدم الرجوع إلى وطن لم يعد يعرفه بعد ثورة 2011 على حد قوله والفتاة اليزيدية العراقية التي تم اغتصابها من طرف عصابات الدواعش و الصوماليتين و هربهما من الحرب الأهلية ببلادهما والسوري الفار من براثن الدمار بالغوطة الشمالية السورية”.