توفى أمس الأربعاء دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي في عهد الرئيسين جيرالد فورد وجورج بوش الإبن، وكان أصغر من تولى هذا المنصب خلال عهد الرئيس "فورد" في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن إسم رامسفيلد مرتبطا ارتباطا وثيقا بالغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 والإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين، وما تبع ذلك من فوضى عارمة في بلاد الرافدين تسببت في انهيار الجيش العراقي الذي كان أحد أقوى الجيوش العربية.
رامسفيلد وحرب العراق
وأعادت وفاة رامسفيلد آلام جرح لم يندمل عن الغزو الأمريكي للعراق الذي نشر الفوضى في ربوع بلاد الرافدين وجعلتها مرتعا للتنظمات الإرهابية بدءا من القاعدة ووصلا إلى داعش الذي تمددت أفكاره المسمومة بين أبناء العراق كما يتمدد الثعبان في الرمل.
وعلى الرغم من المصير الذي ذهبت إليه المنطقة بسبب الغزو الأمريكي للعراق إلا أن رامسفيلد أكد أنه لم يشعر بالندم أبدا بسبب قراره بالحرب على العراق وأفغانستان، خلال مقابلة أجراها في ديسمبر 2006 مع شبكة أي بي سي الأمريكية.
أكاذيب رامسفيلد بشأن العراق
ولكن العدالة كانت تتقضي أن يحاكم رامسفيلد على جرائمه في العراق بعد الأسرار التي كشفت عن الأكاذيب التي صنعت لتبرير غزو وتدمير البلد العربي، وزيف ادعاءات تورط نظام الرئيس الراحل صدام حسين في توصيل أسلحة الدمار الشامل إلى الإرهابيين.
الحرب على العراق هدف جورج بوش
وكان آل جور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والذي ترشح لاحقا في انتخابات الرئاسة، كشف في كتابه "هجوم على العقل"، بعض التفاصيل عن ضلوع دونالد رامسفيلد في اتخاذ قرار الحرب على العراق، قائلا "لقد أخبرنا الرئيس "يقصد الرئيس جورج بوش الابن" أن الحرب هي خياره الأخير، لكن الواضح الآن أنها دومًا كانت خياره الأول فقد أكد وزير خزانته السابق، بول أونيل، أن العراق كانت تتصدر موضوعات أول اجتماعات لبوش بمجلس الأمن القومي بعد 10 أيام فقط من توليه السلطة، وكان الأمر هو إيجاد طريقة لتحقيق ذلك".
رامسفيلد يختلق أكذوبة "أسلحة الدمار الشامل"
وفيما يتعلق بدور دونالد رامسفيلد في قرار الحرب على العراق يقول "آل جور" يقول "وهذا ما يفسر ما ورد بتقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر، بأن في بضع ساعات من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، كان الوزير رامسفيلد منشغلًا بمحاولة إيجاد صلة بين صدام حسين والهجمات، ولدينا شهادة تحت القسم لريتشارد كلاك، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في إدارة الرئيس بوش، يذكر فيها أنه في اليوم الثاني للهجمات، يوم الثاني عشر من سبتمبر، كان الرئيس يريد الربط بين الهجمات وصدام حسين".
ويواصل السياسي الأمريكي سرده لمقدمات غزو العراق قائلًا "كان التعليل الأول المقدم للحرب هو تدمير أسلحة الدمار الشامل في العراق، واختير هذا السبب بدهاء بعدما أظهر التحليل الدقيق للرأي العام الأمريكي، أن هذا أشد المقولات تأثيرًا في إقناع الناخبين بتأييد غزو العراق".
وزعم دونالد رامسفيلد في مذكراته المعنونة بـ"المعروف وغير المعروف" والتي نشرها في 2011 أنه "لو ظل نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في السلطة لكانت منطقة الشرق الاوسط "أكثر خطورة مما هي عليه الان"، ولكن واقع منطقة الشرق الأوسط يرد على أكاذيب رامسفيلد بعدما أصبحت العراق منطلقا للجماعات الإرهابية، وأصبح البلاد تأثرا بفكر إرهابيي داعش خلال السنوات الماضية.