رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

رفعت الجمال.. رجل كسر كبرياء الموساد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحتفل اليوم بذكرى ميلاد بطل عظيم قدم لمصر خدمات جليلة في أصعب ظروف ممكنة، وقت احتلال الأرض ونزيف الدماء، ضحى بكل شيء وتحمل أخطر الظروف، من أجل وطنه دون أن يخشى على حياته حيث إن مصيره إذا انكشف معروف فلا بديل عن الإعدام.
نحتفل اليوم بذكرى ميلاد رفعت الجمال وهو اسم خالد في أذهان كل مصرى سواء عُرف باسم رأفت الهجان كما أطلق عليه في المسلسل الشهير أو اسم الحقيقى في بطاقته، فهو الذى عمل داخل إسرائيل بنجاح باهر لمدة 17 سنة ولم تستطع إسرائيل الكشف عنه حتى أنه كان أحد أهم رجال المجتمع الإسرائيلى في ذلك الوقت، واستطاع أن ينشئ علاقات صداقة مع عديد من القيادات في إسرائيل، منها جولدا مائير رئيسة الوزراء السابقة، وموشي ديان وزير الدفاع.
ولد رفعت على سليمان الجمال في 1 يوليو 1927 وتوفى في 30 يناير 1982، رحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة منظمة في يونيو عام 1956 وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي، وقام ولسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل حيث زود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967 وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف.
وتسبب الكشف عن شخصية رفعت الجمال أو كما عرفه المجتمع الإسرائيلى جاك بيتون هزة كبيرة في المجتمع الإسرائيلى، الذى أصيب بالصدمة، لاسيما أنه بعد كسر أسطورة الجيش الذي لا يهزم على يد الجنود المصريين، كسر رفعت الجمال كبرياء الموساد الإسرائيلى الذي يدعى أنه أحد أهم أجهزة المخابرات في العالم.

وصيته
قرر الهجان أن يكتب مذكراته، وأودعها لدى محاميه، على أن يتم تسليمها لزوجته بعد وفاته بثلاث سنوات حتى تكون قد استعادت رباط جأشها ولديها القدرة على أن تتماسك وتتفهم حقيقة زوجها الذي عاش معها طوال هذه السنوات الطوال ويروي في مذكراته كيف حصل على امتياز التنقيب عن البترول المصري، في عام 1977 ليعود أخيرًا إلى مصر وفي نهاية مذكراته، يتحدَّث رفعت الجمَّال عن إصابته بمرض خبيث، وتلقيه العلاج الكيمائي، في أكتوبر، وقد كتب "الجمال" وصية تفتح في حال وفاته، وكان نصها كالتالى:

"هذه وصيتي أضعها أمانة في أيديكم الكريمة. السلام على من اتبع الهدى. بسم الله الرحمن الرحيم إنّا لله وإنّا إليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو التكرم باعتبارها لاغية، وها أنذا أقدم لسيادتكم وصيتي بعد تعديلها إلى ما هو آت: في حالة عدم عودتي حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أي أن تكتشف حقيقة أمري في إسرائيل، وينتهي بي الأمر إلى المصير المحتوم الوحيد في هذه الحال، وهو الإعدام شنقا، فإنني أرجو صرف المبالغ الآتية:
لأخي من أبي سالم على الجمال، القاطن.. برقم.. شارع الإمام على مبلغ.. جنيه. أعتقد أنه يساوى إن لم يكن يزيد على المبالغ التي صرفها على منذ وفاة المرحوم والدي عام 1935، وبذلك أصبح غير مدين له بشيء.
لأخي حبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم...، مبلغ... كان يدّعي أني مدين له به، وليترحم عليّ إن أراد.
مبلغ... لشقيقتي العزيزة... حرم الصاغ... والمقيمة بشارع الفيوم رقم... بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة مني لها، وأسألها الدعاء لي دائما بالرحمة.
المبلغ المتبقي من مستحقاتي يقسم كالآتي: نصف المبلغ لـ... نجل الصاغ... وشقيقتي...، وليعلم أنني كنت أكن له محبة كبيرة. النصف الثاني يصرف لملاجئ الأيتام بذلك أكون قد أبرأت ذمتي أمام الله، بعد أن بذلت كل ما في وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبر والعزة لمصر الحبيبة إنا لله وإنا إليه راجعون
توفي الجمال بعد معاناته بمرض سرطان الرئة عام 1982 في مدينة دارمشتات القريبة من فرانكفورت بألمانيا ودُفن فيها.