كشفت وزارة الصحة عن خطتها لإنتاج 15 مليون جرعة من لقاح سينوفاك في مصر، بداية من شهر أغسطس المقبل، وذلك وفقًا لبيان صادر عن الوزارة اليوم الأربعاء.
وبحسب وزيرة الصحة هالة زايد، فإنه من المستهدف تصنيع 40 مليون جرعة بنهاية العام الجاري، مؤكدةً أن هذا الإنجاز يأتي على ضوء توجيهات القيادة السياسية بتأمين احتياجات مصر من اللقاح الخاص بكورونا، لافتة إلى أنه تم إنتاج 300 ألف جرعة من إجمالي 2 مليون و250 ألف جرعة مقرر إنتاجها في المرحلة الأولى.
وتابعت الوزيرة، أنه سيتم توفير خطين إنتاج، الأول بطاقة 300 ألف في الشفت الواحد، والثاني بطاقة إنتاجية 3 ملايين جرعة سنويا، وترتفع تباعا لتصل إلى مليار جرعة سنويا، مشيرةً إلى أن مصر تؤهل المصنع مع خبراء من الهند والصين، بغرض التصدير إلى أفريقيا والمنطقة.
وأشارت الوزيرة إلى أنه بناء على توجيهات الرئيس السيسي لامتلاك القدرات الوطنية في تصنيع اللقاحات، تم استقبال أول مجموعة خبراء من منظمة الصحة العالمية في شركة فاكسيرا، وتم الحصول على تقرير إيجابي عن إمكانية العمل، وتفاوضنا مع الشركات، وتم توقيع شركة سينوفاك الصينية لتصنيع 40 مليون جرعة سنويا، ووافقوا على زيادتها خلال الـ 6 أشهر إلى 80 مليون جرعة، وتم تأهيل مصنعين الأول فاكسيرا العجوزة بطاقة إنتاجية 300 ألف جرعة في الشيفت الواحد، وطاقة إنتاجية سنوية 110 إلى 220 مليون جرعة، تم استقبال المواد الخام وتحليلها.
إلى ذلك، قال الدكتور كريم مصباح، عضو نقابة الأطباء، إن مصر تسير على الخطى الصحيحة والحل الأسرع والأسهل للانتهاء من الجائحة هو صناعة اللقاحات محليا داخل مصر، طالما أن بعض الدول تُخزن اللقاح، وبالتالي لا بد من وجود قانون ينظم مسألة تصنيع اللقاحات محليًّا حتى لو حدث نقل للتكنولوجيا الطبية، وحتى لا يكون إنتاج بعض الشركات محجوزًا لبلدان بعينها لأن بعض الدول الكبرى تستحوذ على اللقاحات دون توزيعها على الدول الفقيرة وهو ما جعل بعض الدول تعاني من جائحة كورونا وانهيار منظومتها الصحية.
وأضاف مصباح، أنه جاري تصنيع اللقاح بعد وصول المادة الخام من الصين، وفور الانتهاء من إنتاج أول دفعة من لقاح سينوفاك والتي ستكون جاهزة خلال أيام، ستخضع للاختبار الأخير من خلال التحليل بمعامل هيئة الدواء المصرية والتي تستهدف الاطمئنان إلى درجة أمان وفاعلية اللقاح المستخدم، مشيرًا إلى وجود خبراء صينين بمصر حاليا للإشراف على عملية التصنيع ونقل الخبرات وتكنولوجيا التصنيع، بكل من "فاكسيرا" وهيئة الدواء المصرية.
.
وأوضح عضو نقابة الأطباء، أن هناك خطة تستهدف إنتاج 40 مليون جرعة قبل نهاية العام من اللقاح الصيني هذا بجانب الخطوات الجادة لتصنيع "لقاح مصري، ووافق مجلس الوزراء المصري مؤخرا على الترخيص لوزارتي "التعليم العالي" و"الزراعة" على التعاقد مع شركة "إيفا فارما"، لبدء تصنيع وإجراء دراسات التجارب ما قبل السريرية على اللقاح المصري تخضع للتقييم حاليا، ومن المقرر أن تتم تجارب سريرية له أواخر يونيو الجاري.
كما قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، إن نجاح مصر في إنتاج أول 300 ألف جرعة من لقاح كورونا المصنع محليًا في فاكسيرا هو إنجاز كبير يحمل بعدين هامين، هما الأمني والاقتصادي، مضيفًا أن البعد الأمني في إنتاج اللقاح هو توفير الاحتياجات القومية من اللقاح لأن الفيروس دائم وسيكون التلقيح ضده سنويًا.
وأضاف، أن مصر تستهدف توسيع دائرة تطعيم المواطنين ضد الفيروس للوصول إلى مرحلة المناعة المجتمعية، لذلك فإن إنتاج اللقاح محليًا سيُوفر الاحتياجات المصرية من اللقاح وبالتالي زيادة سرعة التلقيح للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين وكذلك مواجهة احتكار الشركات المصنعة للقاحات على مستوى العالم وهو ما سيسهم في حماية الأمن القومي المصري في ظل الجائحة التي تهدد العالم أجمع.
ولفت الحداد إلى أن البعد الاقتصادي في تصنيع لقاح كورونا محليًا هو أنه بعد تلبية الاحتياجات المحلية ستبدأ مصر في تصدير اللقاح إلى كل دول أفريقيا بما يجعلها مركزا إقليميا للقاحات في المنطقة، مضيفا أن هذا التصنيع يعزز من قدرات الدولة المصرية في مواجهة أية موجات محتملة قد تحدث من وباء كورونا بعد انكسار حدة الموجة الثالثة