حظي البحث العلمي باهتمام كبير من الدولة خلال السنوات الماضية، وزاد الاهتمام بالباحثين من القيادة السياسية، وشاركت مصر مؤخرا في معرض جنيف الدولي للاختراعات.
وحصل الفريق المصري المرشح من أكاديمية البحث العلمي بـ 8 ميداليات واحده ذهبية، و3 ميداليات فضية و4 برونزية، وذلك من خلال المنافسة بين ما يقرب من 600 اختراع من نحو 20 دولة من خلال منصات افتراضية من قِبل لجنة التحكيم الدولية من المتخصصين.
"البوابة نيوز" التقت اثنين من الفائزين بميداليات المعرض، وتحدث الدكتور محمود فهمي على الصبحي الأستاذ بكلية الصيدلة جامعة أسيوط ومدير أكاديمية العلوم بجامعة بدر بالقاهرة، عن ابتكاره "الأنسولين الفموي"، قائلا: زادت حالات الإصابة بمرض السكر حول العالم عامة وفي مصر بالخصوص حيث إن غالبية المجتمع المصري يعانى من المرض بدرجات متفاوته".
وأضاف: "شهدت الاونه الاخيره زياده في حالات الإصابة بالمرض وذلك نتيجة للعادات الغذائية السيئه بالإضافة إلى التاريخ الوراثي للبعض إلى ان تعدت الإصابة بالسكر حول العالم إلى 500 مليون شخص"، مستطردا: "الامر الذى ادى إلى ضرورة وجود حل للمشكلة التي تواجه المرضي وهي وجود حقنة الأنسولين معهم باستمرار وهو ما يتسبب احيانا إلى نسيانها أو عدم الحصول عليها بصفه مستمره ولذا كان هناك محاولات لتوفير بديل عن حقن الأنسولين من خلال أقراص".
وأشار إلى أن البحث لم يتوقف في العالم للوصول إلى بديل ولذا تم التعاون واعداد فريق بحثي في مصر تعاونا مع بعض لتوفير بديل من الحقن إلى كبسولات. في الوقت الذي يتنافس فيه العالم لوجود بديل عن الأنسولين الحقن وكل المحاولات كانت تفشل بسبب تكسير الجسم للأنسولين.
وأشار إلى ان العمل على البحث استمر فترات طويله وسط صعوبات كبيرة جدًا حتى يخرج الابتكار للعالم بهذه التقنيه العاليه والممتازه.وهو يعتبر علاج بديل لحقن الانسولين عن طريق القرص وهو ما يوفر عناء البحث عن الانسولين بالإضافة إلى تحديد اوقات معينة متباعده للمريض للحصول عليها.
وحول إمكانية التنفيذ، أكد أن الفكرة قابلة للتطبيق تماما ومن الممكن تنفيذها في أي وقت، ولكن في مصر البحث العلمي مكلف بعض الشيء معربا عن أمله في أن تكون مستقبلا قيد التنفيذ.
من ناحيته، قال محمود الكومى، الحاصل على الميدالية الفضية عن ابتكاره (كيرا) وهو روبوت يستطيع تشخيص الأمراض واخذ العينات من المرضي بواسطة الذكاء الاصطناعي: ( كيرا )هو الاسم الذي أطلقته على الروبوت الطبي الذي قمت باختراعه حيث يستطيع الروبوت التعامل مع الأمراض وتشخيصها وسحب العينات من المرضى بما فيها المسحة الخاصة بفيروس كورونا.
وأضاف: تقدمت باختراعي للجهات الرسميه ومنها أكاديمية البحث العلمى وحصل على دعم كبير من المسئولين بعد تجربته والتاكد من نجاح الهدف منه، ويستطيع الروبوت قياس الوظائف الحيوية للمرضى بالإضافة إلى إجراء الأشعة الطبية لهم وكتابة التقارير الخاصة بها.
وتابع: هو أول روبوت في العالم قادر على سحب المسحات الخاصة بفيروس كورونا عن طريق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وحول أسباب اختراع الروبوت، قال الكومي: "وجدت أن عملية تشخيص حالة المريض وإجراء الأشعة والتحاليل تستغرق وقتا طويلا وفي بعض الحالات هذا الوقت اللازم للوصول إلى التشخيص السليم قبل كتابة العلاج قد يؤدي لتأخر حالة المريض وتدهورها وبناء على ذلك سعي لابتكار روبوتا يوفر الوقت والجهد ويقوم بهذه العمليات بسرعة وكفاءة".
وأشار إلى أن الفكرة تقوم على إنتاج عدد من الروبوتات في مصر ودول العالم تكون من نفس النوع ويمكن تعليمها بواسطة التعلم العميق بشكل يشبه الخبرة التي يكتسبها الطبيب البشري حيث يحصل الروبوت على الخبرة من خلال التجربة والخطأ وتصحيح الخطأ.وبعد ذلك يقوم بأخذ الخبرة من كل مريض وكل حالة حسب مستواها ويتم الحصول على المعلومات وربطها بباقي الروبوتات بشبكة واحدة.
وأكمل: المعلومة التي يحصل عليها الروبوت تكون عند باقي الروبوتات في العالم كله، ومع زيادة حجم المعلومات عند كل روبوت يصبح من السهل مقارنة الحالة التي أمامه بالمعلومات التي لديه ويتم مقارنتها بالحالات المخزنة لديه ثم تقديم التشخيص السليم لحالة المريض.
وبين أن الروبوت يستطيع التعامل في الوقت الحالي مع قرابة 85 مرض، منها العائلة السرطانية بالكامل، ويتوسع في المعلومات مع مرور الوقت ليزداد عدد الأمراض التي بإمكانه التعامل معها، مما يشكل طفرة علمية وخبرة واسعة يصعب تكوينها بالطرق التقليديه.
وأضاف الكومي: "أنا شغال حاليًا على إنى أطلع النسخة الرابعة من روبوت والذى يتميز بأنه يستطيع تشخيص جميع الحالات المصابة بالأمراض المختلفة وليس فقط يقتصر على عمل مسحات PCR لمصابي كورونا وبحاول أعمله خط إنتاج وتصدير".