تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لا شك أن الجميع يعلم الدور الذي قدمه الاعلام المصري وتأثيره على مجريات الأحداث قبل ثورة الثلاثين من يونيو وبعدها، حيث كان لعدد من الاعلاميين المصريين دورا واضحا ومؤثرا في تعرية الجماعة الارهابية، وهذا ما ساهم بشكل واضح على الاطاحة بهم من سدة الحكم، من خلال توضيح الحقائق للرأى العام، وكشف المخططات الارهابية، وذلك في عز سلطتهم وسلطانهم، وخلال عام واحد بعد توليهم السلطة، وهو العام الذي اطلق عليه الكثيرون العام الاسود، مما عرض العديد من الاعلاميين ليكونوا على قائمة استهداف الجماعة الارهابية، وتهديدهم بمحاصرة منازلهم.
ولعل ابرز البرامج وأكثرها شهرة والتى كشفت المستور عن هذه الجماعة هو برنامج "الصندوق الأسود" للكاتب الصحفي والاعلامي عبد الرحيم علي، الذي فتح صندوقه الاسود الملىء بالادلة والمستندات والأسرار أمام الشعب المصري كاشفاً عن عورات وجرائم الجماعة الارهابية واطماعها ومخططاتها ، ومحذرا من خطورة تواجدهم على راس السلطة في مصر على مستقبل وأمن الوطن، حيث عرض البرنامج العديد من التسجيلات الصوتية لقيادات الإرهابية واتفاقهم على قتل الضباط وأسرار التخابر والتمويل الأجنبي وأسماء الإعلاميين الممولين من رجال الأعمال، وغيرها من الحقائق الكاشفة التى كانت غائبة عن الشعب المصري وصادمة للجماعة.
وساهم "علي" في كشف خداعهم وشعاراتهم الزائفة ، لذلك كان برنامجه خلال مواسمه المختلفة وعبر الشاشتين الذي قُدم خلالهما وهما قناتى "القاهرة والناس" و"العاصمة" بمثابة "شوكة" في طريق حكم الاخوان لمصر، وقام بمهمة صعبة خلال فترات عصيبة مرت بها البلاد، وهى السنوات التى تلت أحداث25 من يناير وصولا لسنة حكم الإخوان ثم ثورة الثلاثين من يونيو.
وأيضا لعب عدد من الاعلاميين دورا توضيحيا قبل ثورة الثلاثيين من يونيو ودورا تحفيزيا للمشاركة بها، وايضا بعد الثورة ، حيث اكد الاعلام المصري على اهميتها وعلى المصير المجهول الذى كانت ستواجه مصر والمصريون لو لم يقم ابناء الوطن بثورة الثلاثين من يونيو، لذلك كانت القنوات المصرية بمثابة صداع في رأس الجماعة الارهابية ومناصريها، وعناصرها، ومن أبرز الشاشات التى تصدت لاكاذيب الاخوان كانت قناة الفراعين، والتى لعبت دورا في توضيح حقيقة الجماعة الارهابية وكشف مخططاتهم وذلك قبل اغلاقها عام 2016، حيث قدم مالكها توفيق عكاشة من خلال برنامجه مصر اليوم العديد من المعلومات التى كشفت زيف هذه الجماعة، كما نظم العديد من المسيرات بمحافظات مصر المختلفة، لتقول لا لحكم الاخوان ولا لحكم المرشد،
وأيضا الاعلامية لميس الحديدى من خلال برنامجها هنا العاصمة، والذى واجهت من خلاله الجماعة الارهابية بفشلها وعجزها، وكان لها موقفها المعارض من سياسة الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته، ولا يمكن نسيان فرحة لميس بعد وقت عزل الرئيس المعزول مرسي حيث خرجت خلال برنامجها المذاع عبر فضائية "سي بي سي" وهي في قمة السعادة تردد: "الله أكبر الله أكبر فوق كيد المعتدي.. الشعوب تصنع التاريخ، نحن صنعنا التاريخ، هذا الشعب صنع التاريخ..ولا معتدي يقدر عليكي يا مصر..ولا حد يقدر عليكي يا بهية"، متمنية أن تكون وسط المواطنين في ميدان التحرير.
وكذلك موقف باقي الاعلاميون ومنهم وائل الابراشي مقدم برنامج العاشرة مساء والذي كان يقدمه على فضائية "دريم 2" وكان البرنامج يمتاز بالحوارات الجريئة التي كان يقدمها الابراشي، وأكد في احدي الحلقات أنه قبل مظاهرات 30 يونيو تقابل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما كان وزيرا للدفاع وقبل مظاهرات 30 يونيو بأيام قليلة وعرف عن لقاء مسجل بين الشاطر والسيسي باعتباره وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة باستقدام مقاتلين أجانب إذا ما تدخل في الخلاف بين القوى السياسية وجماعة الإخوان.
وأشار الإبراشي إلى أن الرئيس وافق مبدئيا على طلبه بإظهار هذا التسجيل، موضحا أن السيسي تراجع عن موافقته مراعاة لما وصفه بأخلاقيات وأدبيات القوات المسلحة وذلك بعد أن قام باستشارة معاونيه.
وشدد مقدم برنامج "العاشرة مساءً" على مطالبته للرئيس بالعدول عن تحفظه وإظهار هذا اللقاء المسجل بالصوت والصورة لفضح توجهات جماعة الإخوان أمام الرأي العام بشكل واضح لا لبس فيه.
كما كان للاعلامي احمد موسي مقدم برنامج على مسؤليتى على قناة صدى البلد، دور أخر وفعال خلال مواجهة الاعلام المصري للجماعة الارهابية، والجمهور لا ينسي أيضاً عمرو اديب مقدم برنامج القاهرة اليوم على قناة اوربت، ويوسف الحسينى مقدم برنامج السادة المحترمون على قناة اون تى في، ومصطفى بكري مقدم برنامج حقائق واسرار على صدى البلد غيرهم، الذين اعلنوا صراحة عن رفضهم حكم الاخوان، وحثوا الشعب المصري للنزول الى الميادين دون ان يهابوا شيئا، وهو ما ادى الى تعرض عدد كبير منهم للملاحقات والتنكيل بهم، وكذلك التهديد المباشر لهم بالاغتيال من قبل الجماعة الارهابية .
وما برهن على اهمية الدور الذى لعبه الاعلام المصري هو حصار مدينة الانتاج الاعلامي اكثر من مرة، عام 2013 الذي قام به حازم صلاح ابو اسماعيل وأنصاره عندما أقاموا اعتصاماً أمام أبواب المدينة ومنعوا دخول الاعلاميين والمذيعين الى استديوهات برامجهم، وتهديدهم وترويعهم، حيث تجمهر الاخوان امام المدينة، وعلقوا علي أبوابها صورا لعدد من المذيعين على المشانق الخاصة بهم ، وكانت خيمهم وأسلحتهم وهتافاتهم العنصرية المتطرفة تهدد حياة العاملين داخل المدينة ، الا ان ذلك لم يحول القنوات المصرية والعاملين بها من اداء مهتهم وتقديم رسالتهم .
كما وثقت العديد من القنوات المصرية ما احدثته الجماعة من تدمير وخراب بعد ان رفضهم الشعب المصري ، واعلنها صراحة في وجههم ليطيح بهم من الحكم ، لذا فكان للاعلام والشاشات المصرية دورا محوريا واساسيا في تهيئة وتحفيز المصريين لثورة 30 يونيو عن طريق كشف زيف الإخوان وكشف حقائق فساد وخيانة جماعة الاخوان الحاكمة والمتحكمة وقتها ، وكان الاعلام المصر اول من قال "لا" في وجه الارهابية وقياداتها .