تحتفل الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، باليوم الدولي للعمل البرلماني ووصول النساء البرلمانيات في مجلس النواب الأفغاني إلى مراسم تنصيبهن في أفغانستان، حيث شكلت النساء 69 من أصل 249 مرشحًا تم انتخابهن للبرلمان الأفغاني في عام 2010، وبمناسبة الاحتفال أوضحت الأمم المتحدة أهمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية وأن يكون لهم مع النساء مقاعد على طاولة صنع القرار وبالرغم من ذلك فليس للشباب في جميع أنحاء العالم تمثيل كامل في البرلمانات، بالرغم من رؤاهم وأفكارهم ومواهبهم وطاقتهم ضرورية لمواجهة عديد من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، وقد حان الوقت لترحيب البرلمانات بجيل الشباب والنساء.
وفي هذا العام 2021، يحتفل الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمانات الأعضاء فيه باليوم الدولي للعمل البرلماني بعدد من الفعاليات التي تركز على تمكين الشباب بعد تدشين حملة الاتحاد البرلماني الدولي المعنونة "أقول نعم للشباب في البرلمان".
ويحتفل باليوم الدولي للعمل البرلماني سنويا في 30 يونيو، وهو التاريخ الذي تأسس فيه الاتحاد البرلماني الدولي في عام 1889، واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قراراها 278/72 في مايو من عام 2018 هذه المناسبة الأممية السنوية إقرارا بالدور الذي يضطلع به البرلمانيون في الخطط والاستراتيجيات الوطنية وضمان وجود شفافية ومساءلة أكبر على الصعيدين العالمي والمحلي.
وتحظى هذه المناسبة الأممية بأهمية خاصة في هذا الوقت الحرج الذي تشده الديمقراطية البرلمانية الذي تضعف فيه ثقة الناس في المؤسسات السياسية وتواجه الديمقراطية نفسها تحديات عدة من الحركات الشعبوية والقومية.
وإذا كان للديمقراطية أن تزدهر فإن على البرلمان باعتبارها حجر الزاوية في الديمقراطيات الفاعلة أن تكون قوية وشفافة وخاضعة للمساءلة وتمثل الشعوب تمثيلا حقيقيا، واليوم الدولي للعمل البرلماني هو مناسبة لمراجعة التقدم المحرز في تحقيق بعض الأهداف الرئيسة الرامية إلى جعل البرلمانات أكثر تمثيلا لطوائف الشعوب وأكثر قدرة على مواكبة التغيرات، بما في ذلك القدرة على إجراء تقييمات ذاتية، فضلا عن العمل على إشراك المرأة والشباب في العمل البرلماني والتكيف مع التقانة الجديدة.
وتقول المنظمة لأنه تقع البرلمانات القوية موقع القلب من الديمقراطية، لأنها تمثل أصوات الشعوب وتمرر القوانين والتشريعات الناظمة للمجتمع وتتخصص الأموال اللازمة لتنفيذ القوانين والسياسات ومحاسبة الحكومات، فضلا عن عملها في التأكد من أن السياسات تعود بالنفع على جميع الناس وبخاصة الأشد ضعفا منهم.
وتربط البرلمانات بين جداول الأعمال الدولية والوطنية، مما يضمن تنفيذ الحكومات المعاهدات والاتفاقات الدولي التي وقعتها ولذا، فإن للبرلمان أهمية استثنائية في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وهذا هو السبب في تفاني الاتحاد البرلماني الدولي في العمل الوثيق مع البرلمانات وتقديم المساعدة لها في بناء القدرات على تنفيذ ذلك.
وفي البلدان الخارجة من النزاعات، يمكن للبرلمانات القوية تيسير الانتفال السلمي إلى ديمقراطية فاعلة بمعالجة الانقسامات المجتمعية بالحوار والتعاون وفق ما ورد في تقرير الأمين العام بشأن التفاعل بين الأمم المتحدة والبرلمان الوطنية الاتحاد البرلماني الدولي، فقد سارت الدول الأعضاء على تشجيع المشاركة المتزايدة للبرلمانيين والمنظمات البرلمانية في أعمال الأمم المتحدة.
وهناك اعترف بأن البرلمانيين عندما يؤدون واجباتهم بطريقة شاملة وخاضعة للمساءلة وفعالة، ويتعاونون تعاونا وثيقا مع الأمم المتحدة، فإن ذلك يمكّن المنظمة من العمل على نحو أوثق مع شعوب العالم، وهذه بدوره يسهل إبلاغ الأمم المتحدة عن شواغل تلك الشعوب وتطلعاتها.
ويرجع ذلك إلى أن البرلمانات لها وضع فريد يمكنها من تعزيز الاتساق بين البرامج الوطنية والدولية. فالبرلمانات قادرة على إقرار تشريعات تجعل الالتزامات الدولية سارية المفعول، وعلى اعتماد ميزانيات تدعو إلى تنفيذ تلك الالتزامات، ووضع أسس المساءلة عن وفاء الحكومات بتعهداتها أمام المجتمع الدولي وأمام مواطنيها أنفسهم.
ودور البرلمانات في محاسبة الحكومات يناط بها مسئولية محورية عن المساعدة على إقامة حكومات أمينة قادرة على الاستجابة للطلبات، وذلك أحد الشواغل ذات الأولوية لدى الناس في جميع أنحاء العالم، والمنظمات البرلمانية تؤدي دورا رائدا في تعزيز مشاركة البرلمانات في عمليات الأمم المتحدة وأنشطتها. والاتحاد البرلماني الدولي، باعتباره المنظمة العالمية للبرلمانات، يربط بين البرلمانات الوطنية سعيا إلى تحقيق قدر أكبر من الشفافية والمساءلة والمشاركة على الصعيد العالمي وإلى جانب المنظمات البرلمانية الأخرى، يشترك الاتحاد البرلماني الدولي مع الأمم المتحدة في أنشطة تشمل طائفة واسعة من القضايا، ومها السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.