الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

الخبير السياسي "طارق فهمي" في حوار مع "البوابة نيوز": مصر مرت بسنوات عجاف قبل 30 يونيو.. والثورة كانت طوق نجاة من مصير فوضوي محتوم

الخبير السياسي، الدكتور
الخبير السياسي، الدكتور طارق فهمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع حلول الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو، والتي تعد فخرًا للمصريين والأمة العربية من مصير مظلم، استطاع الشعب المصري أن يستعيد الوطن مرة أخرى، من أيدي تلك الجماعة الإرهابية، ومع ثورة 30 يونيو الخالدة تغير مسار الدولة المصرية، حتى أصبحت واحدة من أهم الدول الديمقراطية المدنية الحديثة.
ويرى الخبير السياسي، الدكتور طارق فهمي، أن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة طوق نجاة، من مصير فوضوي محتوم؛ مشيرًا إلى أن الثورة حققت العديد من الإنجازات، في جميع الملفات، منها: الصحة والتعليم والنقل والمواصلات، فضلًا عما قدمته للمرأة، حيث استعادت حقوقها.
وقال "فهمي"، في حورا مع "البوابة"، إن ملف السياسيات الخارجية، حقق نجاحات غير مسبوقة، بفضل ثورة 30 يونيو؛ لافتًا إلى أننا الآن نجني ثمار تحركات القيادة السياسية، طوال السبع سنوات الماضية، لعودة مصر من خلال تحرك ودعم الدول الأفريقية بشكل كبير.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
في الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو.. برأيك ما صورة مصر قبل وبعد ٣٠ يونيو؟
مرت مصر بسنوات عجاف قبل ثورة 30 يونيو؛ حيث عانت من اهتزاز وعدم استقرار وصل للفوضى، بعدما قامت به الجماعة الإرهابية، في حق الوطن والمواطنين، ومحاولة خطف الوطن، واعتبار مصر دولة ممر، لدولة الخلافة الإسلامية الكبرى، ذلك المشروع الوهمي، إضافةً إلى إقصاء المواطنين، وطبقوا مبدأ المغالبة لا المشاركة، وتنصلوا من كل الحقوق، واستخدموا أساليب استبدادية.
وهو ما أدى إلى حالة التخبط والانهيار السياسي في ذلك التوقيت، لذلك كان لا بد أن يكون هناك المشهد الذي شهدناه في 30 يونيو، والذي كان بمثابة طوق نجاة، أنقذ مصر والمنطقة العربية من مصير فوضوي محتوم، وبعدها استطاع الشعب المصري من خلال الالتفاف نحو القيادة السياسية، عبور هذه الأزمة، والوصل بمصر إلى بر الأمان، ونجحت الثورة في استعادة الدولة من أيدي المختطفين، وإنفاذ مؤسسات الدولة، وتحقيق العديد من المكتسبات، وعودة ريادة مصر وهيبتها مرة أخرى.
حدثنا عن إنجازات ثورة 30 يونيو.. وما تحقق منها على أرض الواقع؟
إنجازات الثورة عديدة، وأهمها أنها أعادت الوطن إلى مواطنيه، وأكدت حق المصريين في الحياة، ولا شك أن مصر تصاعدت خطواتها بعد الثورة، في جميع الملفات، سواء في ملف الصحة والتعليم والنقل والمواصلات، إضافةً إلى ما حققته الثورة للمرأة، من العديد من المكتسبات، فنحن نرى هناك خطوات استباقية لمصر، في مجال التعليم، بالإضافة إلى التطورات الملحوظة في ملف الصحة، والتي تشهد لها أزمة كورونا.
فقد استطاعت مصر إدارة الأزمة بكل احترافية، وجميع المبادرات الرئاسية التي تمت للاهتمام بصحة المواطن المصري، وأهمها 100 مليون صحة، والكشف المبكر عن سرطان الثدي للسيدات، ومكافحة الانيميا، والقضاء على قوائم الانتظار في العلاج، وكان فيها سابقة لم تحدث من قبل، إضافة إلى التأمين الصحي الشامل، فضلًا عن الإنجازات التي تحققت على المستوى السياسي والدولي، واستطاعت الدولة المصرية للعودة إلى ريادتها مرة أخرى.
شهد ملف السياسة الخارجية بمصر تغييرًا ملحوظًا.. فما تقييمك لهذا الملف قبل 30 يونيو؟
ملف السياسية الخارجية حقق نجاحات ملموسة، بدايةً من تقييمنا لهذا الملف قبل 30 يوينو، حيث كانت الدبلوماسية المصرية عاجزة عن تحقيق أي هدف، وتحرك الرئيس المخلوع نحو دوائر محدودة، منها تركيا وإيران وقطر، فجعل لمصر أعداء، إضافةً إلى ملف سد النهضة، والتعامل مع أزمة قطاع غزة وقتها، ومساندتهم لحركة حماس، والتي مست وقتها بالوطن بصورة أو بأخرى، مما أدى تضرر مصر دبلوماسيًا وسياسيًا بصورة كبيرة، مما جرى في التعامل مع دوائر التأثير في السياسة الخارجية المصرية، ودوائر نفوذها، فخسرت مصر دورها الكبير في العالم.
لكن مصر نجحت، خلال السبع سنوات الماضية، بالقفز على مساحات الفشل، خاصة في الدول الاوروبية، في فترة رئاسة الاتحاد الأفريقي؛ حيث نجحت الدبلوماسية المصرية في تحقيق الكثير، خاصة في الجانب الأفريقي، على سبيل المثال تنزانيا وأوغندا، ونجحنا في عمل دوائر دبلوماسية جديدة، خارج الدوائر التقليدية القديمة، ونحن الآن نجني ما تم بعد الثورة، وما قامت به الدولة بكافة أجهزتها في استعادة قوتها ودورها المؤثر في العلاقات السياسية الدولية والأفريقية.
وماذا عن رؤيتك لعودة مصر إلى عمقها الأفريقي؟
شهدت إستراتيجية مصر الأفريقية، عقب ثورة 30 يونيو، على يد القيادة السياسية، العودة إلى عمقها الأفريقي، والتي تمثلت بالفعل في رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، فكان لا بد أن يبرز في ذلك التوقيت، والآن نجني ثمار تحركات القيادة السياسية، طوال السبع سنوات الماضية، لعودة مصر من خلال تحرك ودعم الدول الأفريقية بشكل كبير، فلا شك أن ملف أفريقيا قبل 30 يونيو، شهد إهمالًا كبيرًا، مما جعل مصر في معزل عن ملفها الحيوي.
لكن بعد الثورة؛ شهدنا تحركات عديدة، وعلى جميع المستويات من القيادة السياسية، لعودة العلاقات سواء من خلال الزيارات العديدة، أو من خلال التحركات الواسعة لدعم دول القارة، وحمايتها من أي اعتداءات، والعمل للحفاظ على حقوق دول القارة، ومحاربة الإرهاب وتطوير البنية الأساسية الإنتاجية، وتوسيع فرص التبادل التجاري والاستثمار المباشر.
وكيف ترى الحياة الحزبية قبل 30 يونيو وبعدها؟
قبل 30 يونيو كانت لا توجد أحزاب سياسية، فقد كانت الأحزاب وقتها ممارسة شكلية، وكان الكم أكثر من الكيف، واستطاعت وقتها الجماعة الإرهابية، أن تمارس أكبر عملية نصب في تاريخ الدولة المصريةـ بالتأكيد على فكرة المشاركة لا المغالبة، وكانت تدير مصر وقتها جماعة محدودة الأفق، وكان لا بد أن يكون هناك عودة للحياة الحزبية، وهو ما حققته الثورة.
وهل الثورة أفرغت كوادر شبابية قيادية؟
بالتأكيد؛ فثورة 30 يونيو، أفرغت كوادر شبابية سياسية كثيرة، وهو ما نشهده في تجربة تنسيقية شباب الأحزاب، وهي تجربة مبشرة لترسيخ العناصر الشبابية، وأصبح لهم مساحة في مجلس النواب والشيوخ ومجلس الوزراء، وأصبح هناك نوع من الحراك السياسي والاجتماعي الكبير في الدولة، وبالفعل أصبحت الكوادر الشبابية متصدرة للمشهد في كافة المجالات.
لكن نتمنى أن تخرج الأحزاب من الحالة الراهنة لها، فيجب أن يكون هناك تحرك لإعادة إحياء الأحزاب مرة أخرى، وأن يكون لها دور، وذلك من خلال تغير البرامج الخاصة بهم، وتقديم رؤية شاملة، وأن يكون لهم تصور ومشاركة، بصورة أو بأخرى، في الفترة المقبلة.
وهل بوجود الشباب يمكن القول إن أهداف ثورة 30 يونيو تحققت؟
بالتأكيد؛ الثورة تحققت أهدافها السياسية في هذا الإطار، وأتوقع أن يكون هناك إنجازات كبيرة، بوجود الكوادر الشبابية، خلال الفترة المقبلة، خصوصًا وأن هناك مكتسبات حقيقية للمرأة وللشباب، وذلك من خلال الفرص الكبيرة التي تتمتع بها المرأة، خلال هذه الفترة، وتوليها أبرز المناصب في الدولة، وإيمان الدولة بقدرات المرأة، إضافة إلى الشباب المتواجد في كافة القطاعات، منهم محافظون ومعاونون محافظين، وأصبح للشباب دور وتأثير كبير، وهناك اقتناع كامل من القيادة السياسية بتمكين الشباب.
شاهدنا مكتسبات كبيرة، غير مسبوقة للمرأة، فهل يمكن القول إنه "لولا الثورة ما تحققت"؟
بالتأكيد؛ فالثورة شكلت نقطة فارقة، في حياة المرأة المصرية، فبعد سنوات من التجاهل، استطاعت المرأة المصرية الحصول على حقوقها، وتمكينها في كافة المجالات، وهذا يعود لإيمان القيادة السياسية بدور وقدرات المرأة، وبالتالي استطاعت أن تشغل عددا من المناصب المؤثرة في الدولة؛ فًأصبحت برلمانية، ووزيرة ومحافظة وقاضية...إلخ، كل هذه المميزات لم كانت تتمتع بها المرأة قبل 30 يونيو، ومن ثم أصبحت المرأة بعد 30 يونيو صاحبة الإنجازات والمكتسبات والنجاحات.
وبماذا تفسر صبر المصريين عقب ثورة 30 يونيو وتحملهم الوضع الاقتصادي الصعب؟
لا توجد دولة في العالم تتقدم اقتصاديًا، دون أن تتحمل تكلفة والإصلاح الاقتصادي كان نتيجة التحديات والمخاطر التي شهدتها الدولة، وعلى الرغم من تبعات الإصلاح الاقتصادي وآثاره المباشرة على المواطن، إلى أن يأتي ثماره، فمصر لولا أزمة كورونا لكانت وصلت إلى موقع أفضل الآن، سواء في نسب التشغيل، أو نسب النمو في التنمية المستدامة، التي تحركت بصورة كبيرة حتى في أزمة كورونا.
وهو ما يجعلنا نؤكد أن مصر في وضع اقتصادي أفضل مما حولها من الدول، فنحن لدينا قانون استثمار جيد، ولائحة تنفيذية، ومنطقة اقتصادية توفر فرصًا كثيرة، لذلك يجب أن يكون هناك منظومة اقتصادية، متمثلة فيما يعرف باسم الإدارة الاقتصادية، بالإضافة إلى الإدارة السياسية، من خلالها نستطيع أن ننمي كافة قطاعات الاقتصاد المصري.
وما رؤيتك لدور مصر في دعم القضية الفلسطينية ولم شمل الفصائل؟
بطبيعة الحال لنا في دعم القضية الفلسطينية دور تاريخي، وهناك تطور ملحوظ للدور المصري في دعم القضية، وأهم هذه التطورات مبادرة الرئيس بتوفير 500 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار غزة، واستئناف عملية السلام، والمرجعيات الدولية الحاكمة للصراع، فالدور المصري يعمل خلال مرجعيات قانونية وسياسية، ومن خلال وقائع سياسية وإستراتيجية متعددة.
وبالتأكيد فإن من أهم الخطوات التي تمت من خلال الدور المصري، هو التأكيد على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يحرص عليه الجانب المصري، بالتعاون مع الجانب الأردني، والحوارات الفلسطينية التي تجرى في القاهرة خلال الأيام المقبلة، ستؤكد الحضور المصري، ومحاولة رأب الصدع في الخلافات الفلسطينية، ومحاولة التوافقات.
بالإضافة إلى إطلاق الرئيس مبادرة العودة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تعني أن منظمة التحرير الفلسطينية، وهي المنظمة الرئيسية التي ستحكم كل الأطراف، وهو ما يؤكد أن هناك حرصا مصريا على تجميع الآراء والسياسات والمواقف، وأن يكون هناك موقف شامل في هذا الإطار، وأن مصر ليست دولة عابرة في الإقليم، والتحركات الأخيرة في القضية الفلسطينية أكبر دليل على هذا.
برأيك هل سيحدث تطورات جديدة لصالح مصر في قضية سد النهضة؟
هناك سيناريوهات عديدة في هذا الملف، لكن الموقف المصري لن يتغير، ولن يستطيع أحد أن يجور على حق المصريين في الحياة، وهذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولا يزال لدينا الخيار السياسي والخيار العسكري، والذي لا يزال مطروحًا، وكانت هناك مناورات، وهناك ايضًا تصريحات مصرية تصب في الحفاظ على الحق المصري.
وفي النهاية؛ لا أحد يستطيع أن يجور على الحق المصري، وكل الخيارات قائمة في التعامل مع الملف، والتأكيد على حقوق مصر أمر أساسي، والقضية المصرية في أيد أمينة.