انطلق مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش في روما، اليوم الاثنين، والذي يضم
نحو 83 دولة مشاركة، لمواجهة خطر تنظيم الدولة المنتشر في عدة مناطق في الشرق الأوسط
وبحث تجفيف منابع التمويل الخاص بهم.
ويعتبر هذا المؤتمر أول اجتماع للتحالف تستضيفه إيطاليا كما أنه سيكون
أول اجتماع يعقده التحالف منذ فبراير 2019 ويشارك فيه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي
(ناتو) ينس شتولتنبرغ والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسية والأمنية
جوسيب بوريل إلى جانب ممثلي بعض الدول الأفريقية المدعوة بصفة “مراقب”.
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي،
أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، أن واشنطن ستقدم 400 مليون دولار إضافية كمساعدات إنسانية
للشعب السوري لعلاج الأزمة التي ألمت بسوريا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي: مقاتلو تنظيم
الدولة المحتجزون يجب إعادتهم لبلدانهم ولا يمكن إبقاء قضيتهم دون حل، ونحتاج إلى زيادة
الدعم المالي المقدم للمناطق التي تم تخليصها من تنظيم الدولة.
وأضاف: أولويتنا مواجهة ما بقي من تنظيم
الدولة بسوريا والعراق ونؤكد التزامنا بمواصلة أهداف التحالف، ومواجهة إخطار تنظيم
الدولة في أفريقيا يجب أن تكون ضمن أولوياتنا.
وشدد بلينكن أن أمريكا ملتزمة بهزيمة تنظيم
الدولة في أي مكان وبفضل الجهود المشتركة سيكون ذلك ممكنًا.
ومن جانبه قال أحمد أبو الغيط الأمين العام
لجامعة الدول العربية إن وحدة العمل الدولي هي كلمة السر في القضاء على داعش،مشددا
على أنها هذه الوحدة كلما تعززت كلما تراجعت فرص التنظيم في النمو ومباشرة تهديداته
العابرة للحدود.
وأضاف أن تنظيم داعش ملفوظٌ شعبيًا بالكامل
من المجتمعات العربية، وأن فكره وممارساته مرفوضين من الأغلبية الساحقة من المسلمين،
غير أن التجربة أثبتت أن قلة قليلة تعتنق هذا الفكر المنحرف باستطاعتها إحداث قدرٍ
كبير من التدمير والتخريب في أي مجتمع.
وأشار أبو الغيط في كلمته إلى أن المعركة
مع داعش التنظيم لا بد أن تسير جنبًا إلى جنب مع الحرب على داعش الفكر.
وفي اجتماع وزاري عُقد بروما كذلك لمناقشة
الأزمة السورية، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية رفض الجامعة إلى تقسيم البلد
عمليًا إلى مناطق نفوذ بين قواتٍ وجيوش أجنبية تتواجد على الأرض السورية، محذرا من
أن تجميد الصراع في سوريا وخفض حدة العنف لا ينفي حقيقة ما يواجهه السوريون من تدهور
متسارع في كافة ظروف الحياة، بحيث صار 11 مليونًا من بينهم في حاجة إلى مساعدات غذائية.
وشدد أبو الغيط في كلمته على أن الحل السياسي
يبقى السبيل الوحيد لمعالجة جذور الأزمة السورية، بدلًا من معالجة مظاهرها أو تسكين
أعراضها، مُعربًا عن خيبة الأمل حيال غياب أي تقدم على المسار السياسي لتسوية الأزمة
حتى الآن، وداعيًا إلى التفكير بعمق في آليات لتفعيل هذا المسار تأخذ في الاعتبار التطورات
الميدانية التي طرأت على الصراع خلال الفترة الماضية.
وأكد أبو الغيط أن سوريا بلدٌ عربي الهوية
والانتماء، بالتاريخ والجغرافيا والثقافة، وأن الدول العربية حريصةٌ كل الحرص على استقراره
وعروبته، مؤكدًا أن هذه العروبة تبقى حقيقة راسخة برغم أية تغيرات طارئة أو محاولات
من أطراف إقليمية لسلخ سوريا من عروبتها، ودفعها لتبني أجندات غريبة عليها.
وأكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية
وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي اليوم الاثنين، استمرار بلاده في العمل مع الشركاء
بالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش وبذل كل جهد ممكن من أجل تحقيق النصر المستدام على الإرهاب
أينما كان.
وقال الصفدي، خلال مشاركته في الاجتماع
الوزاري الموسع للتحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وإن التحالف الذي تقوده
الولايات المتحدة، حقق نجاحات كبيرة في الحرب على الإرهاب شملت إنهاء السيطرة المكانية
لداعش في سورية والعراق.
وأضاف:"لكن كما يؤكد (العاهل الأردني)
الملك عبدالله الثاني، داعش هزم ولم يدمر وما يزال يمثل خطرًا أمنيًا وفكريًا"،
مشددا على ضرورة تعزيز التعاون الاستخباري من أجل مواجهة التحدي الأمني الذي يمثله
الإرهاب.
وأكد الصفدي، في مداخلته، على أهمية الاجتماع
الوزاري في إرسال رسالة تؤكد استمرار عمل التحالف الدولي المشترك من أجل القضاء على
داعش وكل العصابات الإرهابية.
وأشار إلى أن الحرب على الإرهاب حرب
"نخوضها دفاعًا عن شعوبنا ومصالحنا وقيمنا"، مشددا على "ضرورة خنق قدرة
التنظيم على بث ظلاميته وثقافة الكراهية التي يروج".