سنوات من الكفاح، عاشها من أجل توفير لقمة العيش لأبنائه، يتنقل من مكان لمكان، ومن محل لمحل، حتى استقر به الحال، داخل إحدى محلات الأسماك بمنطقة إمبابة، هو عامل باليومية، منزله في أوسيم، وعمله في إمبابة، ليس له أى مشكلات مع أحد بالمنطقة التى يقطن بها، الجميع يذكره بالخير، لسانه طيب مع الناس، يحاول جاهدًا الابتعاد عن أى إزعاج أو مشكلات.
ورغم فقدانه الكثير من سنوات عمره، وبلوغه الـ٦٠ عامًا، لم يفقد النشاط والمثابرة، وفى ذلك اليوم ودع أبناءه، وتوجه إلى عمله كالعادة، وأثناء العمل وسط زملائه، طلب منه زميله «المتهم- ٣٩ سنة»، أن يغسل الأسماك بالمحل، فرد المجنى عليه قائلًا: «متكلمنيش بالطريقة دى، صاحب المحل بس اللى يقولى أعمل ايه ومعملش ايه».
واحتدم الحديث بينهما، ونشبت مشادة كلامية، ليقوم المتهم بالاعتداء عليه، بضربة بـ"الشلوت»، فاستقرت الضربة في مكان عملية جراحية قديمة بالبطن.
وعقب ذلك؛ عاد المجنى عليه من عمله، فقد أصابه التعب بسبب الضربة، وأخذته أسرته وتوجهوا به إلى المستشفى، وهناك لم يخصص الطبيب الحالة على أنها نزيف، لكن الحقيقة أن المجنى عليه كان يعانى من نزيف داخلى دون أن يدرى.
وبالفعل بعد مرور أقل من ٢٤ ساعة، تطورت حالته الصحية إلى الأسوأ، وأخذ يلفظ أنفاسه الأخيرة، وكان يردد «هاتولى حقى»، حسبما قالت نجلة المجنى عليه لـ«البوابة نيوز».
وتعود بداية الواقعة؛ إلى بلاغ ورد لضباط مباحث قسم شرطة أوسيم، يؤكد مقتل رجل داخل مطعم، وبالانتقال والفحص تبين أن المجنى عليه، نشبت بينه وبين صديقه في العمل مشاجرة، تطورت إلى تشابك بالأيدى بينهما، وقام المتهم بضرب المجنى عليه، دون أن يعلم مكان جرح عملية قديمة، وفوجئ بسقوطه مغشيًا عليه، وأخذته أسرته إلى الطبيب، لكنه توفى بعد نحو ٢٤ ساعة، من عودته من المستشفى، كما تم ضبط المتهم، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.
