لا تزال الخلافات الزوجية تطل علينا بأبشع الجرائم، فبعد عشرة السنين وتحمل الخلافات والمشكلات المادية والحياتية بين الزوجين يفيض الكيل وتكون النهاية بجريمة هى الأعنف في طريقة التخلص من شريك الحياة داخل عش الزوجية.
وبعد زواج وعشرة سنين وأطفال تتحول المنازل إلى مسرح للجريمة، ويكون أحد الزوجين متهمًا يقضى ما تبقى من عمره داخل السجن ينتظر نهايته، ويكون شريك دربه جثة راقدة داخل قبرها، تفاصيل كثيرة خلف جدران المنازل لا يعلمها إلا قاطنوها، البعض يتحمل ويصبر ويحاول جاهدًا حل الخلافات بتنازلات يقدمها كل طرف للآخر، والبعض الآخر ينتهى بالطلاق وآخرون يفقدون صوابهم ويقودهم شيطانهم لإنهاء حياة شريك العمر.
ففى الأيام الأخيرة شهد الشارع المصرى عددًا من جرائم القتل كانت فيها الجريمة الزوجية الأكثر دموية، وخلال السطور التالية ترصد «البوابة» أهم ما جاء من جرائم داخل عش الزوجية خلال أقل من أسبوع.
سيدة إمبابة.. قتلت زوجها وقطعت رأسه وجزء حساس من جسده
واقعة مأساوية شهدها شارع الاعتماد بمنطقة المنيرة دائرة قسم شرطة إمبابة شمال محافظة الجيزة، عندما أقدمت ربة منزل على قتل زوجها وقطع رأسه وجزء حساس من جسده بسبب خلافات زوجية، وكشفت كاميرات المراقبة جريمة المتهمة وتمكنت قوة أمنية من ضبطها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
سائق منشأة القناطر.. قتل زوجته خنقًا وألقى جثتها داخل «الطرنش»
وأنهى سائق حياة زوجته بعد ١٢ عاما من الزواج في مشاجرة نشبت بينهما بسبب خلافات زوجية داخل منزلهما الكائن بجزيرة وردان بدائرة مركز شرطة منشأة القناطر شمال محافظة الجيزة، وتخلص من جثتها داخل خزان صرف صحى «طرنش» وادعى اختفاءها، وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية عن كذب رواية المتهم وبتضييق الخناق عليه أقر بارتكاب جريمته، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
سيدة المنيا.. تخلصت من زوجها خنقًا وادعت وفاته بكورونا
أقدمت ربة منزل مقيمة بعزبة تابعة لمركز ملوى في محافظة المنيا بصعيد مصر، على قتل زوجها خنقًا وادعت وفاته متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، حيث كشف مفتش الصحة عن وجود شبه جنائية في الواقعة بعد توقيع الكشف الطبى على الجثة ووجود آثار خنق وزرقة بالوجه، وبتضييق الخناق على المتهمة أقرت بوجود خلافات زوجية بينها وبين المجنى عليه ونشوب مشاجرة وإقدامها على قتله خنقا وادعاء وفاته متأثرا بإصابته بفيروس كورونا للهروب من المساءلة القانونية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
لا بد من التوعية
ومن جانبه، علق الدكتور أحمد فخرى، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، على تلك الجرائم قائلًا، إن هناك بعض المشكلات والخلافات بين الزوجين قد تتحول إلى نوع من الانتقام، بل تصل إلى القتل ولا تقف عند هذا الحد، بل تتعدى درجه القتل لتصل إلى التمثيل بالجثة، موضحًا أن هناك أسبابا متعددة تدفع الجانى لارتكاب مثل تلك الجرائم الوحشية بهذا الأسلوب، منها إصابة أحد الزوجين بنوع من أنواع الاضطرابات العقلية الحادة وعدم تفهم الطرف الآخر لطبيعة المرض وإهمال العلاج مما يدفع بالمريض للانتقام من الضحية بهذا الشكل البشع.
وأضاف أن هناك بعض الأزواج أو الزوجات يتسمون بالشخصية المضحية طوال الوقت من أجل إسعاد الطرف الآخر على حساب أنفسهم، ظنا منهم أنها سوف تكافئ في يوم من الأيام، فتصاب بالإحباط الشديد فيخرجون كل ما في جعبتهم في صورة انتقام بشع، مشيرًا إلى أن هناك القتل الانتقامى نتيجة للخيانة بعد حب تملكى وغيره قاتلة فيصاب الجانى بحالة من فقدان التميز والسيطرة على مشاعر الغضب والعدوان وتتحول إلى رغبه في التدمير والعدوان.
وأكد أستاذ تعديل السلوك بجامعة عين شمس، أن مؤسسة الأسرة في حاجة شديدة إلى دورات توعية وإرشاد للمتزوجين بصفة دورية، ومكاتب للعلاقات الأسرية تدار من قبل المتخصصين تتواجد داخل وحدات في المناطق السكنية من أجل التدخل وحل المشكلات الأسرية بين الزوجين أول بأول، كما أنه لا بد من نشر ثقافة العلاج الأسرى والزواجى والتأكيد على أهميه طلب المساعدة من المتخصصين للتدخل السريع في حل الخلافات الزوجيه قبل تفاقم الأوضاع وتفشى السلوك العدوانى بين الزوجين.
العقوبة الم نتظرة
وبدورها، قالت الدكتورة فاطمة زغلول المحكم الدولى وعضو لجنة المحامين العرب، إن مثل تلك الجرائم والتى يكون بها تمثيل للجثة واقتران جريمة القتل بجناية أخرى تكون عقوبتها الإعدام شنقًا، وذلك وفقا لنص المادة ٢٣٤٤ من قانون العقوبات على أنه «ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية «أى جناية القتل العمد» بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى.
وأضافت أن القواعد العامة تقضى في تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد في حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطًا لا يقبل التجزئة، وفرض للقتل العمد في حالة اقترانه بجناية أخرى تكون عقوبتها الإعدام، لأن هذا الاقتران ظرفًا مشددًا لعقوبة القتل العمدى، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة في شخصية المجرم، الذى يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه في نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى في فترة زمنية قصيرة.
وأوضحت «المحكم الدولى وعضو اتحاد المحامين العرب» بأنه يشترط لتشديد العقوبة على القتل العمدى في حالة اقترانه بجناية أخرى ثلاثة شروط وهى _ أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل عمدى مكتملة الأركان، وأن يرتكب جناية أخرى، وأن تتوافر رابطة زمنية بين جناية القتل والجناية الأخرى.