قال الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة المصرية الأردنية العراقية التي شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني ورئيس الوزراء العراقي والتي عقدت في بغداد حملت رسالة تضامن وتأييد للقاهرة في أزمة سد النهضة، وهو ما تم التأكيد عليه في المؤتمر الصحفي لوزراء الخارجية الثلاث بعد القمة بالإضافة إلى التشاور والتوافق على القضايا العربية في الملف الليبي واليمني والسوري وكذلك مساندة للعراق في حربه ضد الإرهاب.
وأضاف تركي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن هذه القمة في إطار التأكيد على أهمية التعاون المشترك واستثمار الفرص الاقتصادية والسياسية للبلدان الثلاثة وتعزيز التكامل والتعاون والبناء وتقديم الأفضل لشعوب تلك البلدان. وتعد هذه القمة أكبر دعم للعراق في مجال مكافحة الإرهاب وعملية إعادة البناء والاستقرار، خاصة مع وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي أصبحت مصر في ظل حكمه نموذج يحتذى به في المنطقة في إعادة بناء الدولة ومحاربة الإرهاب وأصبح لدي مصر تجربة ملهمة تستطيع مصر من خلالها مساعدة العراق ومد يد العون وتقديم المساعدة بما يحتاجه سواء في إعادة البناء وتأهيل المدن وتحسين البنية التحتية ومد الطرق وإنشاء الجسور وتأهيل محطات الطاقة.
إضافة إلى التجربة الناجحة لمصر في مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سيناء والصحراء الغربية وهو ما يحتاجه العراق بشدة في تلك الآونة التي يحارب فيها بقايا التنظيمات الإرهابية المتطرفة كداعش والقاعدة والمليشيات المسلحة.
وأشار إلى أن ارتبط اسم مشروع الشام الجديد باللقاءات بين مصر والأردن ومصر وهو مشروع يقوم على أساس التفاهمات والمصالح الاقتصادية في المقام الأول بين العراق ومصر والأردن، وهو مشروع يعتمد على الكتلة البشرية الضخمة لمصر مقابل الثروة النفطية الضخمة التي يمتلكها العراق وتنضم لهما الأردن بحكم موقعها الجغرافي الذي يربط العراق بمصر وقد تأسست فكرة مشروع الشام الجديد على هامش عدة مشروعات اقتصادية ضخمة في مقدمتها تنشيط خط نفط من البصرة الذي يصل إلى سيناء المصرية عبر الأراضي الأردنية.
وتابع: أن التحديات التي تواجه الدول الثلاث في ظل تصاعد وتيرة العنف والتطرف والتنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة والمليشيات المسلحة والاذرع الإيرانية كالحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وميليشيات الحشد في العراق وكل التنظيمات التي تدين بالولاء لإيران وكل هذه الأطراف تتلقي الدعم والمساندة من أطراف إقليمية ودولية تهدد أمن واستقرار المنطقة فالدول الثلاث لها باع طويل في محاربة التطرف الفكري، والعنف المسلح والتنظيمات الإرهابية ويمكن التنسيق فيما بينهم لمجابهة هذه المخاطر والحد من خطورة هذه التنظيمات.
وأكد "تركي"، أن مثل هذه الاجتماعات على مستوى القمة وفي وجود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والتي تمت على الأراضي العراقية تعيد العراق للساحة العربية مجددًا وتقلل النفوذ الإيراني وتمنح العراق مزيد من الثقة في مؤسسات الدولة في حفظ الأمن والحفاظ على الدولة وتساعدهم في محاربة التنظيمات الإرهابية