الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

فتاة الفستان.. واقعة تنمر على طالبة داخل جامعة طنطا.. طبيب نفسي: دليل على غياب الوعي والثقافة والأزمات النفسية للمراقبات المتنمرين.. وسامية خضر تؤكد التزام الفتيات بالزي الوسطي المعقول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت واقعة التنمر على طالبة ترتدي فستان في جامعة طنطا، حالة من الجدل والدعم الشديد للفتاة، فأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي عليها لقب "فتاة الفستان"، وذلك عقب نشرها لتفاصيل الواقعة على حسابها الشخصي على "فيسبوك"، حيث تعرضت الفتاة للتنمر من مراقبين في كلية الآداب، اعتراضًا منهم على فستانها.

وقالت الطالبة "حبيبة طارق": "كنت ذاهبة إلى الامتحان ودخلت إلى لجنتى وعندما أديت الامتحان خرجت لاستلام بطاقتي، لأننا نسلمها عندما ندخل اللجنة، فسألنى مراقب الامتحان.. أنت مسلمة أم مسيحية؟ فتعجبت من السؤال جدا، ونظر لي نظرة غريبة وقالى خلاص خلاص.. وعندما خرجت وجدت 2 من المراقبين نساء واحدة جذبت الثانية إليها لكى تقول لها.. تعالى شوفى لابسه ايه!".
وتابعت: "لم يكن في رأسي أن هذا الكلام كله يخصني، أو أن كل هؤلاء ينظرون إلى بسبب فستاني، ولكن إحدى المراقبتين قالت لي.. انتى نسيتى تلبسى بنطلونك ولا ايه؟، وظلتا تتحدثان مع بعضهما البعض عنى وأنا لم أر أي سبب للحديث عنى بهذا الشكل، والمراقبتان واحدة كانت ترتدى النقاب والأخرى ترتدى الخمار، ووجهت إحداهما حديثها إلى الأخرى قائلة: دى مسلمة وقلعت الحجاب وقررت تبقى مش محترمة وقليلة الأدب وزمان كانت محجبة ومحترمة.. وأنا لم يكن في مخيلتى فكرة عن هذا الهجوم ضدي، المنتقبة قالها لصديقتها التي ترتدى الخمار، هذه من الإسكندرية وهما كده الإسكندرانية، وقالت لي وانتى ماشية الهواء هيطير الفستان وهيترفع، وقالت لى لا أنتى ربنا يهديكى وترجعى لحجابك ودى فترة يا بنتى وهتعدي، والناس في الكلية كانت بتنادى بعض عليا، من كتر ما خلتنى فرجة في الكلية، وأنا ماعملتش لحد حاجة، والناس على فيسبوك قالت لى قدمى شكاوى ولازم الموضوع يكبر علشان ده تنمر، وينزل تحت بند تحرش لفظى وخصوصا إنه كان فيه مراقبين رجالة وكانوا بيفرجوا عليا".


وعلى الفور، قرر الدكتور محمود زكى رئيس جامعة طنطا، إحالة شكوى الطالبة، وما أثارته مما تعرضت له من بعض مراقبى لجان الامتحان يوم الثلاثاء الماضي، بعد انتهاء مدة الامتحان، إلى النيابة العامة لاتخاذ ما تراه مناسبا حيالها، كما أهابت الجامعة بالجميع عدم التطرق للموضوع لحين انتهاء النيابة العامة من التحقيق واستبيان الحقائق كاملة.


ومن جانبه، يقول الدكتور على عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، إن معظم الجامعات المصرية وضعت شروط لدخول الطلاب إلى الجامعة، التي لا بد أن يلتزموا بها، ومعظهم الفتيات يلتزمون بها سواء محجبة أو غير محجبة، فإن 99% من الفتيات يلتزمون بالزي اللازم للجامعة، وخاصةً الفتيات التي ترتدي الفساتين، ولكن المشكلة في الأولاد لا يلتزمون بالملابس سواء بارتداء "الشورت أو الجينز المقطع"، مشيرًا إلى أن كثير من الفتيات يحدث لها التنمر، ومعظم حالات التنمر تحدث من الموظفات، فهم لا يفهمون حرية الاختيار ولا معنى التنمر، ومن خلال تعليمهم لا يتلقون قدر كبير من الوعي والفهم والثقافة، فليس هناك دكتورة جامعية على سبيل المثال تتحدث مع طالبة عن ملابسها.
ويستكمل عبد الراضي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن المجتمع الخارجي ينظر إلى جمال الفتاة ورغم بساطة ملابسها، إلا أنهم وفقا للفكر الوهابي يتنمرون عليها، حيث إن الحجاب شكل من أشكال الاختيار، وكذلك الدين اختياري مش إجباري، وبالتالي لا يمكن إجبار الفتاة على ارتداء الحجاب وهو أمر اختياري، فإن التنمر عليهن مرفوض تمامًا، لافتًا إلى أنه في واقعة فتاة الفستان تسبب التنمر عليها إحراج شديد، لأنها تمارس حقوقها الطبيعية وفقًا لما كفله الدستور لها، فهي غير لافتة للانتباه، ومعظم الموظفات يغيرون من الفتيات الصغار، مما يحدث التنمر، فهم غير قادرين على عمل نفس سلوك الشخص الذين يتنمرون عليه، كما أن فكرة ممارسة الحقوق الطبيعية تحدي لأفكار المجتمع غير العقلانية أو غير الدينية من الأساس، والتنمر في هذا الواقعة دليل على إسقاط الموظفات على الطالبة مشكلاتهم النفسية، وتسببوا لها في ضرر نفسي كبير بسبب هذا التنمر، فلا بد أن يكون العاملين في الجهاز الإداري لأي جهة رسمية مؤهلين لهذا العمل، والغريب أن التنمر جاء من مراقبات من نفس الجنس، متمنيًا أن يكون اختيار الموظفات على أسس نفسية واجتماعية سليمة، وأن يكون لديهم المسئولية المجتمعية تجاه الدولة.


كما تضيف الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن المجتمع يؤيد الملابس الوسطية المعقولة، فلا يمكن أن ترتدي المذيعة فستان مفتوح 
أو ميني جيب قصيرة، لأنها تخترق المنازل ويقتدي بها الفتيات، وكذلك المدرسات فهم قدوة للفتيات أيضًا، فهناك حرية اختيار لكل فتاة أن ترتدي ملابسها بشكل معقول ووسطي، سواء محجبة أو غير محجبة، مشيرة إلى أنه في واقعة التنمر على "فتاة الفستان" ليس من حق المراقبات أن تتحدث مع الطالبة عن ملابسها، فهي لها حرية الاختيار طالما الملابس وسطية معقولة، فإن المراقبات دورهم مراقبة اللجنة لمنع حالات الغش ومساعدة الطلاب في حالة تعبهم صحيًا، ولكن دون التشويش بأي فعل عليهم أثناء تأدية الامتحان، دون أن تسبب لهم أي اضطراب نفسي أو اجتماعي.
وتواصل الدكتورة سامية، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن سؤال "مسلمة أم مسيحة" انتهي من قديم الأزل، فنحن جميعنا مصريين، فإن المراقبين ارتكبوا أكثر من خطأ بشكل غير لائق وغير رسمي، وهذا السؤال محاولة لتقيطع أوصال المجتمع، فإن الجميع يد واحدة لحماية الوطن والدفاع عنه منذ سنوات طويلة، والواقعة جريمة لا بد أن يحاسب عليها مرتكبيها، فلا بد أن تكون التحقيقات حول هذه الواقعة واضحة للجميع، لينال كل مخطئ عقابه المناسب، والتدخل حول ارتداء الفتاة للفستان جريمة في حق الدولة، مناشدة الفتيات أيضًا الالتزام بالملابس المعقولة، ففي الجامعة نجد الفتيات ملتزمة بالزي الوسطي المناسب، ولابد أن تحاسب المراقبات وأن يستعبدوا من المراقبة طوال حياتهم، وتحويل الواقعة للتحقيق قرار جيد من رئيس الجامعة.