الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

صوم الرسل أقدم أصوام الكنيسة.. رسالة فرح ورضا وشكر.. مهد الكرازة والكنيسة وإشارة لبدء حركة الخدمة وتهذيب وكبح جماح لرغبات الجسد

صوم الرسل
صوم الرسل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ الأقباط صوم الرسل، وهو أقدم صيام عرفته الكنيسة الأرثوذكسية و‌الكنيسة الكاثوليكية الشرقية، ويبدأ الصوم بعد عيد العنصرة "عيد حلول الروح القدس"، بينما في تقاليد الكنائس القبطية والسريانية، يبدأ الصوم في أول يوم إثنين بعد عيد العنصرة. وينتهى بالاحتفال بعيد القديسين بطرس وبولس.
وحول ذلك الصوم، قال القمص ميخائيل انطون، راعى كنيسة القديس ابسخيرون بقفادة، إن صوم الرسل يختلف عن الصوم الكبير، وبعض الأصوام الأخرى، وهو صيام نباتى أيضًا، ولكن يسمح فيه بتناول الأسماك، فيما عدا أيام الأربعاء والجمعة.
ويضيف القمص ميخائيل لـ«البوابة نيوز»: لا يتم الاحتفال فقط بالقديسين بولس وبطرس، ولكن يتم فيه الاحتفال بعيد ميلاد القديس يوحنا المعمدان، ومدة الصوم تصل إلى ٤٢ يوما، ويرتبط بدء تاريخ بداية الصيام بتاريخ عيد القيامة، وهو صوم فيه رسالة فرح ورضا، من واجبنا أن نعلم أن الصوم ليس تعذيب الجسد، بل تهذيب الجسد وكبح جماح رغباته.
وتابع: الصوم دعوة للفرح والتحرر والرضا والشكر، هكذا تعلمنا من رسائل الرسل بولس وبطرس، إلى تلاميذهم، وعدم التذمر والتشاؤم والإيمان بأن الصلاة والصوم تصنع المعجزات.
واختتم القمص ميخائيل بالقول: ندعو في هذا الصوم المبارك لشعب مصر وقيادته السياسية، أن يمنحهم قوة وحكمة، ويحفظ المصريين جميعا من كل شر.
تاريخ الكنيسة والخدمة يرتبط بصيام الرسل
من جهته؛ قال القس مقار وجيه، كاهن كنيسة الملاك غبريال والشهيد مارمينا هور ملوى، إن الأب متى المسكين، تحدث عن صوم الرسل، قائلا: إنه من الأصوام التى تحمل معانى روحية غاية في الأهمية بالنسبة للكنيسة. وبالرغم من أنه ثابت فيها منذ العصر الرسولى كصوم يتعلق بوجودها ذاته، وباستمرارها على مدى الزمان، إلا أنه صار أحيانًا، سواء في الماضى أو في الحاضر، موضوع حوار ونقاش، وذلك بسبب الجهل بمعناه الأصيل، وبسبب فقدان قيمته الروحية العملية في الكنيسة؛ وهذا مما يؤسف له.
وأضاف القس مقار وجيه: لذلك، وقبل أن نعرض لتحقيق وضعه التاريخي، يلزمنا أن نرسِّخ في الأذهان أهميته الروحية بالنسبة للكنيسة؛ فصوم الرسل كان أول صوم تم فيه وبواسطته أول عمل للكرازة والتبشير؛ فهو الصوم الذى وُلدت فيه الكنيسة، وظهرت للوجود، وتَحَدَّد شكلها في أورشليم وخارجها، أى أن صوم الرسل كان، ولا زال وسيظل أبدًا، هو صوم الكرازة والخدمة والإرسالية؛ فهو متعلق أساسًا بالشهادة للمسيح.
وتابع: ولذلك جاء توقيته بعد حلول الروح القدس، باعتبار أن حلول الروح القدس، إشارة لبدء حركة الخدمة: «وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظرون موعد الآب الذى سمعتموه منى ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم وتكونون لى شهودًا في أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة...».
وقال القس مقار وجيه: هنا اقتران الروح القدس مع صوم الرسل، يكوِّن في الحقيقة صُلب الشهادة وقوتها، ويصوِّر أول صورة حية للكنيسة في معناها ومبناها: كرازة وشهادة بالروح: «ومتى جاء المُعزِّى الذى سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذى من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضًا لأنكم معى من الابتداء.» (يو 26:15).
وأضاف: أما المصدر الذى نعتمد عليه اعتمادًا كليًا في كون الرسل صاموا فعلًا، بعد حلول الروح القدس، حتى يباشروا الشهادة والخدمة وهم صيام، فهو قول الرسل أنفسهم في «الدسقولية»، حيث تقول في هذا الصدد: ومن بعد عيد الخمسين (العنصرة) عيِّدوا أيضًا أسبوعًا آخر… ثم نصوم بعد الراحة أى بعد راحة يوم الأحد سابع يوم بعد (العنصرة)… ومن بعد هذا (أى بعد صوم الرسل) نأمركم أن تصوموا كل أربعاء وكل جمعة، وما أمكنكم أكثر من هذا فصوموا إذًا.
وأوضح القس مقار وجيه، أن: صوم الرسل حقيقة تاريخية تستمد قوتها وديمومتها من كيان الكنيسة القائم الآن، وليس ذلك فحسب، بل إن كيان الكنيسة نفسه يستمد بداية وجوده تاريخيًا وروحيًا من هذا الصوم عينه! فالكنيسة كلها وفى كل العالم مديونة لصوم الرسل كيوبيل حى دائم، تعيِّد له على ممر الأجيال ونقطة انطلاق مضيئة تبدأ منها رحلتها لتجديد نشاطها وكرازتها كل عام.