قال المحلل السياسي بيشوي رمزي تعقيبا على أزمة البحر الأسود والتي شهدت رسو المدمرة البريطانية في جورجيا، إن المدمرة البريطانية هي محاولة صريحة من بريطانيا لاستعراض قوتها أمام روسيا.
وتابع، أن جورجيا تعتبر جزء من العمق الاستراتيجي لموسكو، وبالتالي فإن وضع مدمرة في تلك المنطقة هو رسالة ذات العديد من الأبعاد.
وأضاف لـ"البوابة نيوز" البعد الأول هو رسالة مباشرة لروسيا بأن بريطانيا استفاقت من مهادنة موسكو وتسعى لاتخاذ منحى جديد في العلاقة معها يقوم على التلويح باستخدام القوة العسكرية لفرض رؤيتها، والبعد الثاني هى رسالة للولايات المتحدة على اعتبار أن منحى العلاقة بين موسكو وواشنطن يتراجع في عهد الديمقراطيين على عكس ما كان عليه الوضع في عهد ترامب الذى اتخذ دبلوماسية ناعمة تجاه روسيا، وأضاف: "وهنا يمكننا القول بأن بريطانيا تؤكد ضمنيا للولايات المتحدة انه يمكنها أن تكون ذراع واشنطن في أوروبا والاستناد عليها واستعادة التحالف التاريخي بينهما وذلك بعد سنوات من الاعتماد الأمريكي على ألمانيا في عهد المستشارة أنجيلا ميركل التى ستترك منصبها خلال شهور بينما أصبح بقاء حزبها في السلطة غير مضمون مع صعود حزب البديل من أجل ألمانيا ذو التوجه اليميني المتطرف. "
وحول البعد الثالث: فهي رسالة لأوروبا في ظل معركة لم تعد خافية على أحد بين دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بسبب بريكست.
وقال: بريطانيا تسعى للقيام بدور القائد لأوروبا رغم انسلاخها من الاتحاد الأوروبي وبالتالي فتقدم نفسها لمحيطها الجغرافي باعتبارها القوة التى يمكنها حماية القارة من الخصم التاريخي وهو روسيا.
يذكر أن المدمرة البريطانية دفيندر، التي أغضبت روسيا بإبحارها قبالة شبه جزيرة القرم، رست في ميناء باتومي الجورجي على البحر الأسود اليوم السبت.
وقالت روسيا، إنها أطلقت طلقات تحذيرية على المدمرة وهددت لاحقا بقصف السفن البحرية البريطانية في البحر الأسود، إذا وقعت المزيد من الأعمال "الاستفزازية" قبالة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها من أوكرانيا في عام 2014، ولا تزال شبه الجزيرة معترفا بها دوليا كجزء من أوكرانيا.
وقال فينس أوين، قائد المدمرة دفيندر، إن البحرية البريطانية ملتزمة "بتقديم التطمينات والأمن في المنطقة ودرجة عالية من الردع لأولئك الذين يسعون لتقويض الأمن العالمي".
ورست السفينة في إسطنبول بتركيا وأوديسا في أوكرانيا ضمن مهمة إلى شرق آسيا عبر قناة السويس.
وقال أوين، إن بريطانيا وحلفاءها وشركاءها مثل جورجيا، التي تأمل في يوم من الأيام في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ملتزمون بضمان "أمن واستقرار وازدهار منطقة البحر الأسود وسلامة أراضي جورجيا وسيادتها".
وذكرت روسيا أنها أسقطت قنابل في طريق دفيندر أثناء مرورها الأربعاء الماضي، بالقرب من شبه جزيرة القرم، فيما اعتبرته موسكو توغلا في المياه الروسية.
وقالت بريطانيا إن دفيندر أبحرت في مياه أوكرانية، وأي طلقات جرى إطلاقها كانت جزءا من تدريب مدفعي روسي تم الإعلان عنه مسبقا، نافية إسقاط قنابل.