الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

متى نصلح خطابنا الدعوي؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وصلت الحركة الإسلامية إلى السلطة في مصر.. ورغم ذلك فإن الدعوة الإسلامية المصرية في حالة تقهقر كبيرة.. إذ نفرت نفوس كثيرة من الخطاب الدعوي الذي فشل في كسب قلوب ونفوس جديدة.
ولذا فقد خصصت هذا المقال لعرض بعض خواطري الدعوية التي جاشت في نفسي في هذه الفترة.. آملا ً أن تكون عوناً للدعاة على إصلاح الخطاب الدعوي الذي أصبح يعاني من آفات وأمراض كثيرة.
 وإليكم خواطري الدعوية أسوقها إليكم في تلغرافات سريعة عاجلة كما يلي:
1- المشروع الحضاري الإسلامي يقوم على ثلاث أذرع إحداها ذراع دعوية وإصلاحية وتربوية.. والثانية ذراع سياسية.. والثالثة ذراع اجتماعية تهتم بالفقير والمسكين واليتيم.
والآن نهتم جميعًا بالذراع السياسية تاركين كل شيء سواها.. حتى كره الناس هذه الذراع الطويلة والتي تغولت على الذراعين الأخريين.. وأخشى أن يضمر كل شيء على حساب السياسة الحزبية.. ليتحول الأمر في نهاية المطاف إلى صراع سياسي إسلامي إسلامي بعد الفراغ من الصراع الإسلامي الليبرالي.
2- قبل أن تدعو وتعظ الآخرين عليك أن تتأكد أن التليفون الذي تتحدث إليهم عبره فيه حرارة.. فإذا فقدت الحرارة فلن يصل صوتك للناس.. وحرارة التليفون هنا هي صدق القلب وإخلاصه وتجرده عن نزعات الهوى ورغبات الدنيا والعصبية للحزب أو الجماعة أو الفيصل دون الحق.
3- الدعوة إلى الله تجمع القلوب المتنافرة.. والسياسة الحزبية تفرق النفوس المتآلفة.
 في المسجد يقول الداعية: تعالوا إلى الله.. فإذا انتقل إلى العمل السياسي الحزبي يقول: “,”انتخبوني ..انتخبوني“,”.
في المسجد يقول الداعية: “,”ربي.. ربي“,”.. فإذا انتقل إلى السياسة الحزبية يقول: “,”نفسي.. نفسي.. انتخبوني.. أنا الأفضل.. أنا الأقوى.. أنا الأحكم.. لن أتنازل لغيري.
4- انتقال البعض من الدعوة والمسجد إلى السياسة الحزبية دون تربية حقيقية تدريجية وتأهيل سياسي يفرق بين المقدس والبشري.. والمعصوم وغير المعصوم.. ومنبر رسول الله صلي الله عليه وسلم ومقاعد الأحزاب السياسية قد يدمر الدعوة والدولة.. والداعية والسياسي معاً.. وقد قال (صلي الله عليه وسلم) “,”آخر ما يخرج من نفوس الصديقين حب الجاه“,”.. أي السلطة.
5- الداعية الذي يكشر ولا يبتسم وينفر ولا يبشر ويتشاءم ولا يتفاءل ويسب ويشتم ولا يسوق دعوته للناس في ثوب من الأدب الراقي والخلق النبيل عليه أن يبحث عن زعيم آخر غير النبي (صلي الله عليه وسلم).
6- بعض الدعاة اليوم يصنعون الأعداء ويطفشون الأصدقاء.. غافلين عن أعظم آلية وضعها القرآن العظيم لكسب الأصدقاء قبل “,”ديل كارينجي“,” بقرون طويلة وذلك في قوله تعالي “,”ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ“,”.. فأين نحن من هذه الآية التي تحول العدو إلى “,”ولي وصديق“,”.. وكذلك “,”حميم“,”؟!!.
7- إذا كان حصار المؤسسات السيادية يهدم فكرة الدولة.. فإن حصار المساجد والاعتداء عليها هو الفتنة الكبرى التي يمكن أن تحرق الوطن كله.
8- علينا أن نبعد المساجد عن الصراعات السياسية التي لن تنتهي في مصر.. بحيث تعود المساجد مكانا للرحمة والألفة والمودة والمحبة والسكينة لجميع المسلمين باختلاف أطيافهم السياسية.
9- على الدعاة أن يعلموا أن الهداية ليست مستحيلة على أحد, فعمر بن الخطاب الذي قال عنه عبيد الله بن جحش “,”لن يسلم عمر بن الخطاب حتى يسلم حمار الخطاب“,” أسلم وصار من عظماء الصحابة ومن أعظم الخلفاء الراشدين ووافقه القرآن في نحو 16 موضعًا.. وخالد بن الوليد الذي تسبب في هزيمة المسلمين في “,”أحد“,” أصبح بعد ذلك سيف الله المسلول.
10- على الداعية ألا يحتقر أحدا من الناس مهما كانت معصيته فإن رحمة الله أكبر من معصيته ومغفرة الله أعظم من ذنوبه.. ولا يعير عاصيا بمعصيته بعد أن تاب منها.. فهذا التعبير فيه الكثير من كبر الداعية بطاعته ومنّه على الله بعبادته وفيه الكثير من الازدراء للآخرين.
11- لعل انكسار العاصي بذنبه وذله وخضوعه لربه يجعله أقرب من الداعية إلى الله وأرجي منه لعفوه سبحانه.. فما أقرب هذا العاصي المنكسر من رحمة الله وما أقرب من يمن على الله بطاعته وعبادته من سخط الله.
فانكسروا أيها الدعاة لربكم وتواضعوا للناس.. فالداعية بغير تواضع كالجسد بلا روح.. وكالشجر بلا ثمر.. ولا تمنوا على ربكم مهما قدمتم لدعوته ودينه.. فالله سبحانه له الفضل والنعمة والمن.