قرر مجلس الأمن قبول طلب مصر بعقد جلسة خاصة للمجلس بخصوص أزمة سد النهضة، وقال وزير الخارجية، سامح شكري: إن الطلب يأتي في إطار مواجهة التعنت الإثيوبي المستمر في الملف بحق كل من مصر والسودان واتصالا بالعمل الأحادي الذي قامت به إثيوبيا بالملء الأول لخزان السد.
وأكد شكري في تصريحات له مساء الجمعة مع برنامج "الحكاية"، أن ما تقوله أديس أبابا، ادعاء ليس له أى مصداقية، وهو محاولة مرة أخرى للتهرب والتنصل من الآليات التى تستطيع أن تتعامل مع هذه القضية، متابعا: "نحن وضعنا ثقة كبيرة في الإطار الأفريقي، ولكن بعد عام من هذه الجهود لم نصل إلى أى تقدم في هذه المفاوضات ولا أى نتيجة".
كما علق شكرى على تصريحات الجانب الإثيوبى بالتصعيد عسكريا، قائلا: "تصريحات استفزازية لا تؤدى إلى تحقيق الوئام وتؤكد الإصرار على فرض الإرادة المنفردة، ومصر دائما كانت تتحدث على القدرة للوصول إلى حل وإقامة علاقات مبنية على التعاون والمصالح المشتركة، ولكن في نفس الوقت نحن نعلم جيدا مصلحة مصر وحقوقها المائية وحقوق الشعب والدفاع عنه، ونسعى إلى استخدام الوسائل السلمية ونلجأ إلى أجهزة وآليات دولية ولكن هذا لا ينفى أن لدينا القدرة والإصرار على عدم الإضرار بمصالحنا، وفى حالة وقوع الضرر لن تتهاون مصر في الدفاع عن مصالح شعبها ولن نتهاون في حقوقنا، ونسلك في كل مرحلة العناصر والإمكانيات المتوفرة لدينا التي تتناسب مع الوضع والحالة القائمة"
تأتي الخطوة المصرية عقب 4 أيام من طلب السودان من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقد جلسة طارئة لمناقشة النزاع حول سد النهضة، ودعت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي مجلس الأمن إلى حث إثيوبيا على وقف ملء السد من جانب واحد، محذرة من أن هذا الأمر يفاقم الصراع ويشكل تهديدا للسلم الإقليمي والدولي، ويهدد سلامة الملايين من الناس
من ناحية أخرى، أكد مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية، الجنرال بوتا باتشاتا ديبيلي، أن بلاده لا تسعى إلى حل قضية سد النهضة مع مصر والسودان عسكريا لكنها مستعدة لهذا السيناريو.
وقال ديبيلي، لروسيا اليوم، عقب مشاركة في مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي: "من وجهة نظري خير حل هو المفاوضات، ومصر لن تستطيع حل المشكلة عسكريا. لن يحاولوا مهاجمة السد، ولكن حتى لو هاجموه فلن يستطيعوا حل المشكلة أو تدمير السد، لأنه لا يمكن تدميره بقنابل الطائرات المقاتلة، وهم يعرفون أن السد متين".
من جانبه، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، صامويل وربيرغ: إن بلاده "لن تترك 100 مليون مصري بدون مياه"، مؤكدا أنها ستدفع لاستئناف مفاوضات سد "النهضة" المتعثرة، "أمريكا تدعم حق المصريين، وتهدف الوصول إلى اتفاق سلمي مناسب لجميع الأطراف في قضية سد النهضة، دون اللجوء إلى أي حل آخر".
