قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في احدي صلاته متحدثا عن الوعّاظ والوعظ ان الوعاظ الذين يمكنهم، لا سيما من خلال وسائل التّواصل الجديدة، أن يزعجوا جماعات المؤمنين. إنّهم يقدّمون أنفسهم للوعظ، ليس أوّلًا وقبل كلّ شيء، من أجل إعلان إنجيل الله الذي يحبّ الإنسان في يسوع المصلوب والقائم من بين الأموات ولكن ليكرّروا بإصرار، أنّهم "حُمَاة الحقّ" الحقيقيّون والمناسبون – هكذا يسمّون أنفسهم -، وطريقتهم هي أفضل طريقة لتكون مسيحيًّا. إنّهم يؤكّدون بشدّة أنّ المسيحيّة الحقيقيّة هي تلك التي يرتبطون هم بها، وغالبًا ما يتمّ تحديدها بأشكال معيّنة من الماضي، وأنّ الطريقة لحلّ أزمات اليوم هي العودة إلى الوراء حتّى لا نفقد أصالة الإيمان.
وأضاف: اليوم أيضًا، كما كان الحال آنذاك، يوجد باختصار تجربة الرجوع إلى بعض المسلّمات المكتسبة في التقاليد الماضية. ولكن كيف يمكننا أن نتعرّف على هؤلاء الناس؟ على سبيل المثال، تُعتَبر صلابة الرأي إحدى آثار طُرُق المضي قدمًا. في مقابل الكرازة بالإنجيل التي تجعلنا أحرارًا، وتجعلنا سعداء، هم يكونون متشدّدين. دائمو التشدّد، فيقولون: يجب القيام بهذا، ويجب القيام بذلك.
واستطرد قائلا ان التشدّد هو بالضبط ميزة هؤلاء الناس. إنّ اتّباع تعليم الرسول بولس في الرسالة إلى أهل غلاطية سيفيدنا في فهم الطريق التي يجب اتّباعها. والطريق التي أشار إليها الرسول هي الطريق المحرِّرَة والجديدة دائمًا بيسوع المصلوب والقائم من بين الأموات. إنّها طريق البشارة التي تتحقّق بالتواضع والأخوّة. الوعّاظ الجُدُد لا يعرفون ما هو التواضع وما هي الأخوّة. وإنّها طريق الثّقة الوديعة والطاعة. الوعّاظ الجُدُد لا يعرفون ما هي الوداعة ولا الطاعة. وهذه طريق الوداعة والطاعة تسير في اليقين بأنّ الرّوح القدس يعمل في كلّ عصر من عصور الكنيسة. في النهاية، الإيمان بالرّوح القدس الحاضر في الكنيسة، يدفعنا إلى الأمام ويخلّصنا.