قال الدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار لشئون المتحف المصري الكبير، إن العمل بالمتحف يجري على قدم وساق للانتهاء من اللمسات الأخيرة استعدادا لافتتاحه في حفل عالمي يتم تحديد موعده بناءا على ظروف جائحة كورونا في العالم وليس في مصر فقط.
وأضاف عباس في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، أن الوزارة انتهت مؤخرا من إقامة المسلة المعلقة أمام الواجهة الرئيسية للمتحف الكبير بشكل كامل، وتعود إلى عصر الملك رمسيس الثاني، وقد تم نقلها من منطقة صان الحجر، وترميمها عن طريق المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مصطفى وزيري، قبل وضعها لتزيين الواجهة الرئيسية للمتحف، مشيرا إلى أن تصميم المسلة جاء بسبب وجود "خرطوش" أي ختم الملك رمسيس الثاني أسفل القاعدة، ولذلك كانت فكرة اللواء حافظ مفتاح بإظهار هذا الخرطوش عن طريق تعليقها على 4 أعمدة تتيح للزائر الدخول تحت المسلة في بانوراما عرض فريدة من نوعها لرؤية الخرطوش أعلى المظهر مع الحفاظ على القاعدة الرئيسية التي كان يستخدمها المصري القديم.
وتابع بأن أن كافة جوانب المسلة تزينها بكلمة مصر بكل لغات العالم، وهو ما يعطي شعورًا للزائر بأهمية بلده والاهتمام بالسياحة، موضحًا أن بمصر أحد أكبر مراكز ترميم الآثار، وهو مركز ترميم المتحف المصري الكبير، منوهًا إلى أننا نمتلك ما يقرب من 16 معملًا للترميم والبحوث والتحاليل وفقًا لطبيعة المواد المستخدمة، مشددًا على أنه تم نقل ما يقارب 55 ألف قطعة أثرية داخل مركز الترميم، من أهمها مجموعة الفرعون الذهبي "توت عنخ أمون" المكونة من 5600 قطعة أثرية.
وحول موعد الافتتاح الذي ينتظره الملايين حول العالم، قال مساعد الوزير إنه سيتم اختيار التوقيت المناسب للجميع، حيث سيتم دعوة رؤساء دول العالم والملوك والأمراء والشخصيات الدولية البارزة لحضور هذا الحدث العالمي، وبالتالي فمن الأفضل انتظار تحسن الوضع الصحي في العالم كله، علاوة على ارتباط الحدث بالافتتاحات الكبرى الأخرى التى ستشهدها مصر كافتتاح العاصمة الإدارية، وطريق الكباش بالأقصر بعد ترميمه، وغيرها.
ونوه إلى أن الإنشاءات في مبنى المتحف الرئيسي انتهت في المتحف بنسبة 100 %، وصل حجم إنجاز التشطيبات إلى 98 %، علاوة على الانتهاء تماما من جاهزية عرض القطع الأثرية في البهو العظيم، والدرج العظيم، بما لا يقل عن 20 ألف قطعة أثرية، من مختلف الحقب والعصور، كما يضم معامل أبحاث ومخازن وليست قاعات عرض فقط،
وتابع: "تجهيزات قاعة توت عنخ آمون انتهت بشكل كامل، لكن تتبقى عملية عرض مقتنيات الملك التي وصلت إلى 70 ٪، ومن المتوقع انتهاء هذه العملية خلال شهر سبتمبر المقبل لتكون القاعة جاهزة بالكامل، حيث تضم نحو 5300 قطعة أثرية، أما قاعة العرض الرئيسية التي تغطي مساحة 22 ألف متر، وانتهت التجهيزات الهندسية بها بنسبة 95 ٪ ويجري حاليًا إتمام خطة العرض المتحفي للقاعة، إذ تضم هذه القاعة أكثر من 12 ألف قطعة أثرية".
واستطرد: "يجري إنشاء متحف آخر بجوار المتحف الكبير هو متحف مراكب الملك خوفو، وسوف يضم مركب الملك خوفو الأولى والثانية، التي وجهت القيادة السياسية بنقلها إلى المتحف الجديد، وتخضع عملية النقل للدراسة والعمل الدؤوب منذ عام ونصف، وقد انتهينا من الدراسة العلمية لنقل المركب في عام، حتى نطمئن على نقل أكبر أثر عضوي متبقي في التاريخ، ويصل طول مركب الملك خوفو الأولى نحو 44 متر، وارتفاعها 8 متر وعرضها 6 متر، وسوف تنقل قطعة واحدة إلى المتحف الجديد في فاعلية هندسية أثرية ضخمة جدًا سوف تحدد القيادة السياسية موعدها قريبًا، بعد التنسيق مع الجهات التنفيذية".
وأضاف: "أما المركب الثاني للملك خوفو فيجري استخراجه حاليًا من باطن الأرض، إذ تعمل بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة منذ 14 عام على استخراجه، ويتبقى في مهمتها نحو 4 أعوام حتى يتم الاستخرج والترميم، نظرًا لأنه في حالة سيئة على اعتبار أنه مدفون في باطن الأرض منذ آلاف السنين، وقد صنعت مركب الملك خوفو الأولى من خشب الأرز الذي كان يتم استيراده من لبنان، وعثر عليها محفوظة في حفرة مغطاة بنحو 41 كتلة من الحجر الجيري، ومفككة إلى نحو 6500 جزء رتبت مع بعضها البعض بعناية ليتيسر تجميعها، ووضعت معها أيضًا المجاديف، والحبال، وجوانب المقاصير، والأساطين".
الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، قام مؤخرا بجولة في المتحف المصري الكبير لتفقد وضع اللمسات النهائية للعرض المتحفي الخاص بالبهو والدرج العظيم وقاعتي الملك توت عنخ آمون بالمتحف، الجاري حاليا أعمال الترميم الدقيق لها، كما تم الانتهاء من تثبيت جميع فتارين عرض كنوز الملك الشاب والبالغ عددها 107 فاترينة قادمة من ألمانيا وايطاليا، في أماكن عرضها النهائى داخل القاعات الخاصة به، وعرض أكثر من 65% من كنوز الملك الشاب داخل 65 فاترينة منها.
وفى نهاية الجولة أشاد الوزير بجميع العاملين بالمتحف لما يبذلوه من جهد للانتهاء من هذا الصرح العظيم في التوقيتات المحددة، مؤكدا على أن ما رآه اليوم من تصميم ومستوى العرض المتحفي بقاعة الملك توت عنخ آمون سوف يضاهى قاعات كبرى المتاحف العالمية بل سيجعلها من أجمل قاعات العرض في العالم
ويعتبر المتحف هو الأكبر في مصر والعالم، وتصل طاقته الاستيعابية إلى نحو 5 ملايين زائر في العام، ويضم نحو 100 ألف قطعة أثرية، ويتم توثيق كافة خطوات الإنشاء والترميم قبل وبعد وكذا النقل، وسيتم إعلانها للعالم في وقته، كما يضم قاعات عرض مؤقت لعرض موضوعات متخصصة متغيرة تختلف عن القاعات الرئيسية، وهو بتمويل مشترك بين مصر وقرض طويل الأجل من مؤسسة جايا اليابانية.